أخبارأخبار العالم العربي

القمة العربية تبدأ أعمالها بمشاركة زيلينسكي وبشار الأسد.. وهذه تفاصيل بيانها الختامي

انطلقت ظهر اليوم الجمعة أعمال القمة العربية الـ32، بمدينة جدة السعودية، بحضور عدد من رؤساء الدول العربية، من بينهم الرئيس السوري بشار الأسد، الذي يشارك في أعمال القمة للمرة الأولى منذ 12 عامًا.

كما شهدت القمة حضور الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، الذي يشارك في القمة كضيف شرف في أول زيارة له للمنطقة العربية منذ بدء الحرب في أوكرانيا.

وتبحث القمة مختلف القضايا الملحة في العالم العربي بدءًا من القضية الفلسطينية والأزمة السورية والأزمة السودانية، ومرورًا بالأوضاع في كل من لبنان واليمن وليبيا، ووصولاً إلى الملف الإيراني وقضايا البيئة والأمن السيبراني، والملفات الاقتصادية والاجتماعية.

وكانت وكالة الأنباء السودانية الرسمية قد قالت إن السفير دفع الله الحاج علي، مبعوث رئيس مجلس السيادة الانتقالي وقائد الجيش عبد الفتاح البرهان، سيترأس وفد السودان بالقمة العربية.

ويشهد السودان اشتباكات مسلحة منذ شهر بين قوات الجيش بقيادة البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، بسبب خلافات بين الجانبين أبرزها مرتبط بدمج القوات الأخيرة بهيكل الجيش.

افتتاح القمة

ووفقًا لموقع “العربية نت” فقد بدأت أعمال القمة ظهر اليوم بكلمة لرئيس الوزراء الجزائري أيمن بن عبدالرحمن، شدد فيها على الحرص على توحيد الصف العربي، مرحباً بعودة سوريا إلى الجامعة العربية، ومثمنا جهود السعودية لإعادة سوريا إلى الجامعة العربية.

كما طالب المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته تجاه الشعب الفلسطيني ووضع حد لسياسة الاستيطان الإسرائيلي. كما دعا الأشقاء في السودان إلى تغليب مصلحة الوطن والاحتكام للحوار، وتجنب الانزلاق إلى دوامة العنف.

وقام بن عبد الرحمن بتسليم رئاسة القمة إلى ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، الذي رحب بالقادة العرب الحاضرين وبالرئيس الأوكراني زيلينسكي، مؤكدًا كما على أهمية حل الأزمة في أوكرانيا سلميًا.

وأضاف: “نجدد تأكيد موقف المملكة الداعم لكل ما يسهم في خفض حدة الأزمة في أوكرانيا، وعدم تدهور الأوضاع الإنسانية، واستعداد المملكة للاستمرار في بذل جهود الوساطة، بين روسيا الاتحادية وأوكرانيا”.

كما رحب بن سلمان بحضور الرئيس السوري بسار الأسد، قائلًا: “نأمل أن تشكل عودة سوريا إلى الجامعة العربية إنهاء لأزمتها. وقال إن القضية الفلسطينية كانت ولا زالت قضية العرب المحورية.

كما أعرب عن ترحيب المملكة بتوقيع طرفي النزاع في السودان على إعلان جدة، معرباً عن أمله أن تتوصل مباحثات جدة إلى وقف فعال لإطلاق النار، وأعرب عن أمله أن تكون لغة الحوار هي الأساس في السودان.

وقال بن سلمان في كلمته: “نؤكد للدول الصديقة في الشرق والغرب بأننا ماضون في السلام، ولن نسمح بأن تتحول منطقتنا إلى منطقة صراعات”. وأضاف: “يكفينا مع طي صفحة الماضي تذكر سنوات مؤلمة من الصراعات عاشتها المنطقة.. تكفينا الصراعات التي عانت منها شعوب المنطقة وتعثرت بسببها التنمية”.

مشاركة الأسد

من جانبه قال الرئيس السوري بشار الأسد في كلمته أمام القمة: “نحن أمام فرصة تاريخية لإعادة ترتيب أوضاعنا”، مشيرًا إلى أن الأمل يتزايد مع التقارب العربي العربي والانطلاق لمرحلة جديدة من العمل المشترك.

وأضاف: “يجب تطوير منظومة عمل الجامعة العربية وآلياتها كي تتماشى مع العصر”، مؤكدا على ضرورة منع التدخلات الخارجية في الشؤون العربية.

وتعد هذه أول مشاركة للرئيس السوري في القمة العربية منذ آخر مشاركة له في قمة سرت بليبيا عام 2010، قبل اندلاع الثورة السورية عام 2011، والتي تم بعدها تجميد عضوية بلاده في الجامعة العربية ومنع مشاركتها في اجتماعاتها، على خلفية القمع العسكري للاحتجاجات الشعبية التي طالبت بالتداول السلمي للسلطة، وفقًا لموقع “الجزيرة نت“.

وفي السابع من مايو الجاري، أعلنت الجامعة العربية إنهاء تجميد عضوية دمشق الذي استمر لنحو 12 عامًا، وهو ما مهد لمشاركة سوريا في ميع اجتماعات الجامعة العربية ومن بينها أعمال القمة الحالية.

وكان بشار الأسد قد وصل إلى مدينة جدة أمس الخميس للمشاركة في أعمال القمة، وأكد في تصريحات عقب وصوله أن انعقاد القمة العربية في السعودية سيعزّز العمل العربي المشترك، لتحقيق تطلعات الشعوب العربية.

كلمة زيلينسكي

من جانبه ثمن الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، خلال كلمته أمام القمة العربية، الوساطة السعودية للإفراج عن الأسرى. وقال زيلينسكي إن ما يحدث في بلاده حرب وليس مجرد نزاع، وإن بلاده لم تختر الحرب ولم تنخرط في أي أعمال عدائية في أراضي دول أخرى.

وكان زيلينسكي قد قال في حسابه على تليغرام: “سأتحدث خلال القمة العربية، وسألتقي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وسأعقد اجتماعات ثنائية أخرى.

وقال إن أولوياته في الزيارة ستكون تقديم صيغتنا للسلام والتي يجب أن يشمل تنفيذها أكبر عدد ممكن من الدول. وأضاف أن الأولوية الأخرى هي حماية مسلمي أوكرانيا في منطقة القرم التي ضمتها روسيا في 2014. وتابع: “القرم كانت أول من عانى من الاحتلال الروسي، ومعظم الذين يواجهون القمع في القرم المحتلة مسلمون”.

وقال زيلينسكي في تغريدة على تويتر، إن هدفه هو “تعزيز العلاقات الثنائية وعلاقات أوكرانيا مع العالم العربي”.

مسودة البيان الختامي

وكانت “العربية” قد نشرت مسودة البيان الختامي للقمة العربية التي انطلقت اليوم في جدة، مشيرة إلى أن المسودة تتضمن أكثر من 32 بندًا.

وأكد مشروع بيان القمة مركزية القضية الفلسطينية للأمة العربية جمعاء، والهوية العربية للقدس الشرقية المحتلة، عاصمة دولة فلسطين، وحق دولة فلسطين في السيادة المطلقة على أرضها المحتلة عام 1967 كافة، بما فيها القدس الشرقية، وأهمية تفعيل “مبادرة السلام العربية”.

وفي الملف اللبناني، حث البيان السلطات اللبنانية على مواصلة الجهود لانتخاب رئيس للبلاد وتشكيل حكومة بأسرع وقت ممكن، وإجراء إصلاحات اقتصادية للخروج من الأزمة الخانقة.

وفي الشأن السوري شددت مسودة البيان على تجديد الالتزام بالحفاظ على سيادة سوريا ووحدة أراضيها واستقرارها، وتكثيف الجهود لمساعدتها على الخروج من أزمتها، وإنهاء معاناة الشعب السوري.

وفيما يرتبط بالسودان، تم تأكيد التضامن الكامل في الحفاظ على سيادة واستقلال البلاد ووحدة أراضيها، ورفض التدخل في شؤونه الداخلية باعتبار الأزمة شأناً داخلياً، والحفاظ على المؤسسات.

وحول تطورات الوضع في ليبيا، أكدت المسودة الالتزام بوحدة وسيادة ليبيا وسلامة أراضيها، ورفض أنواع التدخل الخارجي كافة، والامتناع عن التصعيد.

وفي الشأن اليمني تحدثت المسودة عن الالتزام بوحدة وسيادة البلاد، وتأكيد استمرار دعم الحكومة اليمنية الشرعية بقيادة مجلس القيادة الرئاسي برئاسة رشاد محمد العليمي، وتعزيز دوره ودعمه.

ودعماً للصومال، دعا البيان إلى دعم جهود الحكومة الصومالية في حربها الشاملة ضد الإرهاب، لا سيما حركة الشباب؛ بهدف القضاء عليها، والإشادة بالجيش الوطني الصومالي.

وشددت مسودة البيان أيضاً على التأكيد المطلق على سيادة دولة الإمارات على جزرها الثلاث (طنب الكبرى، وطنب الصغرى، وأبو موسى).

وفيما يخص الملف الإيراني، رحب البيان بالاتفاق الذي تم التوصل إليه بين السعودية وإيران في بكين، الذي يتضمن استئناف العلاقات الدبلوماسية، وإعادة فتح بعثاتهما، وتفعيل اتفاقية التعاون الأمني والاقتصادي بين البلدين.

أما عن تركيا، فقد دان مشروع البيان توغل القوات التركية في الأراضي العراقية، مطالباً الحكومة التركية بسحب قواتها دون شروط.

وفيما يخص مكافحة الإرهاب، دانت المسودة كل أشكال العمليات الإجرامية التي شنتها المنظمات الإرهابية في الدول العربية والعالم، ودعت الدول العربية التي لم تصادق على الاتفاقية العربية لمكافحة الإرهاب، إلى التصديق عليها.

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى