أخبار أميركااقتصاد

بلغ أعلى مستوى منذ 7 أسابيع.. لماذا عاد الدولار قويًا مرة أخرى؟

وسط تفاؤل بشأن محادثات البيت الأبيض مع الجمهوريين في الكونغرس بشأن أزمة سقف الدين حقق الدولار ارتفاعًا قويًا ليصل قرب أعلى مستوى له في 7 أسابيع اليوم الخميس.

ويأتي هذا الارتفاع بعد مؤشرات إيجابية على حل الأزمة التي كانت تهدد بتخلف أمريكا عن سداد ديونها وفق تصريحات أدلى بها الرئيس جو بايدن ورئيس مجلس النواب الجمهوري كيفن مكارثي.

وكان بايدن ومكارثي قد أكدا أمس الأربعاء عزمهما التوصل إلى اتفاق لرفع سقف الدين الحكومي البالغ 31.4 تريليون دولار، وذلك بعد أن اتفقا في اليوم السابق على إجراء مفاوضات مباشرة بعد تعثر استمر لعدة أشهر.

ووفقًا لموقع “الحرة” فقد استفاد الدولار من مكانته كملاذ آمن في ظل احتمال التخلف عن سداد الدين في الولايات المتحدة، إذ قلص المتعاملون مراهناتهم على أن يخفض مجلس الاحتياطي الفيدرالي سعر الفائدة قريبا في أعقاب إعلان بيانات الإنفاق الاستهلاكي.

كما حدث ارتفاع مفاجئ في عوائد سندات الخزانة مما ساعد الدولار على الصعود، وظل مؤشر الدولار الذي يقيس العملة الأمريكية مقابل سلة من العملات قرب ذروة سبعة أسابيع التي سجلها في الجلسة السابقة، وفقًا لموقع cnbcarabia.

وصعد مؤشر الدولار بنسبة 0.3% إلى 102.96 مقابل سلة عملات رئيسية، وهو أعلى مستوى له منذ مطلع أبريل الماضي.

وزاد الدولار 0.4% مقابل الين الياباني إلى أعلى مستوى في أسبوعين عند 136.99 ين، كما صعد 0.5% مقابل الإسترليني إلى 1.2422 دولار، وهو أعلى مستوى منذ 26 أبريل.

في المقابل تعرض اليورو لضغوط جعلته قرب أدنى مستوى في 6 أسابيع عند 1.0841 دولار. ووصلت العملة الأوروبية الموحدة إلى 1.08105 دولار أمس الأربعاء، وهو أدنى مستوى لها منذ الثالث من أبريل الماضي. أما الين الياباني فوصل في أحدث التداولات إلى 137.50 للدولار، بعد انخفاضه بـ 1% تقريبا أمس الأربعاء.

لماذا عاد قويًا؟

وجاء الصعود القوي للدولار مخالفًا للتوقعات، فقد اتفق المستثمرون هذا العام على أن الدولار سينخفض، لكن عودته للارتفاع بقوة كان أمرًا محيرًا بالنسبة لكثيرين، وفقًا لـ”رويترز“.

فبما أن ​​معدل التضخم في الولايات المتحدة ينخفض، وهناك توقعات بأن يوقف مجلس الاحتياطي الفيدرالي رفع أسعار الفائدة الشهر المقبل، فمن المتوقع أن يكون اتجاه الدولار إلى الأسفل.

لكن محللين يرون أن هناك عددًا من العوامل التي ربما لعبت دورًا في عودة الدولار إلى الارتفاع بقوة، أبرزها المخاوف بشأن مفاوضات سقف الديون الأمريكية، وأزمة البنوك، والتوقعات بشأن نمو الاقتصاد العالمي، وهي المخاوف التي تعزز اعتماد الدولار كملاذ آمن.

وفي الوقت نفسه هناك بعض الدلائل على أن مجلس الاحتياطي الفيدرالي قد يضطر إلى رفع أسعار الفائدة مرة أخرى، وهناك أيضًا عوامل أخرى تتعلق بوضع المستثمرين.

وكان مؤشر الدولار – الذي يقيس العملة الأمريكية مقابل 6 عملات أخرى – بنسبة 2% تقريبًا منذ منتصف أبريل إلى حوالي 103، على الرغم من أنه لا يزال منخفضًا بنسبة 10% تقريبًا من أعلى مستوى في 20 عامًا في سبتمبر الماضي عند 114.78.

ويرى محللون أن أزمة سقف الديون تعزز صعود الدولار، خاصة وأن الديمقراطيون والجمهوريون يقتربون من التوصل إلى اتفاق بشأن زيادة حد الاقتراض البالغ 31.4 تريليون دولار.

لكن تهديد تخلف الولايات المتحدة عن سداد ديونها لا زال أمرًا محتملًا، في وقت تبدو فيه العديد من البنوك ضعيفة، وعندما تواجه الأسواق مخاوف من هذا القبيل، فإنها غالبًا ما تشتري أصولًا أقل خطورة مثل السندات والذهب والدولار.

وأكد خبراء أن القوة الأخيرة للدولار الأمريكي مدفوعة إلى حد كبير بزيادة الطلب على الملاذ الآمن في ضوء “المجهول”.

كما قد تساهم بعض الإشارات المقلقة بشأن النمو الاقتصادي العالمي أيضًا في بحث المستثمرين عن الملاذ الآمن وهو الدولار، خاصة بعد أن أظهرت البيانات الصادرة من الصين هذا الأسبوع أن اقتصادها كان ضعيفًا في أبريل.

مشكلة التضخم

لكن محللين آخرين استبعدوا حجة اللجوء للملاذ الآمن بسبب قلق المستثمرين، مشيرين إلى أنه لو كان المستثمرون يشعرون بالقلق لكانت الأسهم انخفضت، لكن الواقع أن مؤشر S&P 500 (SPX) ظل ثابتًا منذ منتصف أبريل وارتفع بأكثر من 8% هذا العام.

وأشاروا إلى أن المخاوف بشأن عدم قيام بنك الاحتياطي الفيدرالي بإنهاء مشكلة التضخم هي جزء من القصة. فقد أظهر استطلاع أجرته جامعة ميشيغان الأسبوع الماضي أن توقعات التضخم في أسعار المستهلكين ارتفعت إلى أعلى مستوى لها في 5 سنوات بنسبة 3.2% في مايو، مما أدى إلى ارتفاع عائدات السندات والدولار.

ويتوقع التجار حاليًا أن يخفض البنك المركزي الأمريكي أسعار الفائدة بحدة في وقت لاحق من هذا العام مع استمرار الركود، لكن خبراء شككوا في ذلك، مشيرين إلى أن هناك احتمالية بأن ترتفع أسعار الفائدة الأمريكية لكن ذلك لن يؤدي إلى تراجع الدولار.

وبالنسبة لمحللين آخرين فإن هناك عوامل أخرى تلعب دورًا في ارتفاع الدولار، حيث وضع المستثمرون رهانات كبيرة مقابل الدولار. وبلغ صافي الرهانات القصيرة لصناديق التحوط والمضاربين الآخرين 14.56 مليار دولار الأسبوع الماضي، وفقًا لبيانات لجنة تداول السلع الآجلة، وهو أكبر مركز يتم تحقيقه منذ منتصف عام 2021.

وإذا ارتفع الدولار بشكل طفيف، فقد يضطر بعض المتداولين إلى إغلاق مراكزهم القصيرة عن طريق شراء الدولار، مما يعزز قيمته، كما أنه من غير المعتاد أن يكون هناك انخفاض مستمر سعر في الدولار.

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى