أخبارتقارير

أردوغان في مواجهة أوغلو.. تركيا تشهد أصعب انتخابات غدًا

سيكون الأتراك غدًا الأحد على موعد مع انتخابات مصيرية وتاريخية ستحدد اسم الرئيس الثالث عشر الذي سيحكم البلاد حتى عام 2028، كما تحدد شكل البرلمان، ولمن ستكون الأغلبية فيه خلال الفترة المقبلة.

وتمثل انتخابات الغد علامة فارقة في تاريخ تركيا، حيث ستحسم مصير الرئيس الحالي رجب طيب أردوغان الذي يحكم البلاد منذ أكثر من 20 عامًا، وينتظر الفوز ليكمل 5 سنوات أخرى.

ووفقًا لكثير من المراقبين فإن أردوغان يواجه في هذه الانتخابات أصعب تحدي له على الإطلاق، خاصة بعد أن وحدت 6 أحزاب معارضة جهودها، واختارت زعيم المعارضة كمال كليجدار أوغلو مرشحًا لمنصب الرئاسة في مواجهته.

وإلى جانب انتخابات الرئاسة سيخوض 26 حزبًا انتخابات البرلمان، بما في ذلك الأحزاب المنضوية ضمن “تحالف الجمهور” الذي يتصدره الحزب الحاكم (العدالة والتنمية) وتحالف “الأمة” و”تحالف العمل والحرية”، وتحالف “آتا” (الأجداد)، وتحالف “اتحاد القوى الاشتراكية”.

انتخابات الرئاسة

يتنافس على منصب الرئاسة في تركيا حاليًا 3 أسماء يتصدرها الرئيس الحالي رجب طيب أردوغان، وكمال كليتشدار أوغلو ممثل المعارضة وزعيم حزب الشعب الجمهوري، الذي يترشح للمرة الأولى لانتخابات الرئاسة، وسنان أوغان ذو الجذور القومية وأحد أركان حزب النصر.

وقبل 3 أيام فقط من الانتخابات انسحب المرشح الرابع محرم إينجه زعيم حزب البلد المنشق عن حزب الشعب الجمهوري، والذي خاض الانتخابات الرئاسية الماضية في مواجهة أردوغان.

وتراهن المعارضة هذه المرة على توحدها خلف مرشح واحد في مواجهة أردوغان، كما تراهن على تراجع شعبية أردوغان بسبب تداعيات الزلزال الذي أودى بحياة 50 ألف شخص ومعدلات التضخم الهائلة التي تعاني منها البلاد.

وتتهم المعارضة أردوغان بالمسؤولية عن الارتفاع الهائل في معدلات التضخم التي تزيد عن 50% بسبب موقفه الرافض لرفع أسعار الفائدة، كما تتهم حكومته بسوء إدارة عمليات البحث والإنقاذ في أعقاب الزلزالين الكارثيين اللذين ضربا البلاد في 6 فبراير الماضي، وكذلك التقاعس عن تغيير القواعد المنظمة لممارسات البناء والإنشاء في السنوات الماضية.

ووفقًا لموقع “بي بي سي” فإن هناك حالة من الاستقطاب بين الناخبين الأتراك، وسط ضغوط كبيرة يواجهها أردوغان الذي يحكم البلاد منذ عام 2003، وحزب العدالة والتنمية الحاكم الذي يتزعمه أردوغان ويسيطر على الأغلبية البرلمانية منذ عام 2002، بينما هناك جيل جديد من الناخبين الجدد قوامه نحو 5 ملايين ناخب لم يعرف زعيمًا لتركيا سوى أردوغان.

فرصة المعارضة

المنافس الرئيسي لأردوغان في الانتخابات هو كمال كليجدار أوغلو، البالغ من العمر 74 عامًا، وهو موظف حكومي سابق ينتمي إلى الطائفة العلوية التي تشكل أقلية في تركيا، وقد تزعم مسيرة للمطالبة بالعدالة استمرت 24 يومًا في عام 2017 واعتبرت آنذاك أكبر تحد لحكم أردوغان منذ سنوات.

وسبق أن مُني أوغلو بسلسلة من الهزائم الانتخابية كزعيم لحزب المعارضة الرئيسي، حزب الشعب الجمهوري، لكنه هذه المرة يخوض السباق كمرشح لستة أحزاب معارضة تضم حزب الشعب الجمهوري الذي يتزعمه، والحزب الجيد القومي، و4 أحزاب أصغر.

ورغم أن أوغلو يبدو مرشحًا مثقفًا هادئ الطباع إلا أنه لم يكن الاختيار المقبول من جميع أطراف المعارضة، حيث رأى البعض أن عمدتي إسطنبول وأنقرة مرشحَين أقوى منه، حيث تمكن حزب الشعب الجمهوري بفضلهما في عام 2019 من السيطرة على أكبر مدينتين تركيتين للمرة الأولى منذ عام 1994.

وكانت فرصة أوغلو لمنافسة أردوغان مهددة بسبب ترشح محرم إنجه، زميله السابق له في حزب الشعب الجمهوري، والزعيم الحالي لحزب “الوطن” القومي العلماني، حيث كان ينظر لترشحه بأنه سيكون سببًا في تقسيم الأصوات التي ستحصل عليها المعارضة، وهو ما سيصب في مصلحة أردوغان، لكن هذا التهديد زال بعد أن أعلن إنجه انسحابه من السباق الرئاسي

ووفقًا لشبكة CNN يعتبر الوعد بإصلاح الاقتصاد المتعثر في تركيا حجر الزاوية في حملة كيليتشدار أوغلو، بينما يرغب تحالف المعارضة الذي يقوده في استعادة النظام البرلماني في تركيا، وإصلاح الرئاسة، وإسقاط حق رئيس الدولة في نقض التشريعات، وقطع الروابط بين منصب الرئاسة والأحزاب السياسية، وإجراء الانتخابات الرئاسية كل سبع سنوات.

كما ترغب الأحزاب الستة أيضًا إعادة جهود انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي، واستعادة الثقة المتبادلة مع الولايات المتحدة بعد سنوات من التوتر الذي شاب العلاقات بين الجانبين إبان عهد أردوغان.

كما تعهدت المعارضة بتخفيض معدل التضخم إلى أقل من 10 في المئة في غضون عامين وإعادة اللاجئين السوريين إلى بلادهم بشكل طوعي خلال عامين.

قوة أردوغان

رغم أن البعض يرى أن الانتخابات المنتظرة ستكون الأصعب على أردوغان، إلا أن حزب العدالة والتنمية الحاكم يرى أن أردوغان يستطيع الفوز بالانتخابات من الجولة الأولى، ولو بهامش بسيط.

ورغم الانتقادات التي وجهت إليه مؤخرًا إلى أنه يتمتع بسجل حافل من النجاحات والإنجازات خلال فترة توليه، وسبق أن ساعدته شعبيته في النجاة من محاولة انقلاب على حكمه في عام 2016.

وقد تعهد أردوغان للناخبين بجعل تركيا قوية ومتعددة التحالفات، كما تعهد بخلق 6 ملايين وظيفة، متهماً الغرب بمحاولة الإطاحة به بعد أكثر من 20 عامًا في الحكم، وفقًا لموقع “بي بي سي“.

وينظر إلى أردوغان على أنه رجل تركيا القوي في مواجهة عواصف السياسة الخارجية والعلاقات مع أمريكا وروسيا والغرب، وقد أظهر بالفعل قوة كبيرة خلال أزمة الحرب الروسية الأوكرانية، واستفاد من العلاقات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والولايات المتحدة، وتمكن من التوسط في صفقة بشأن صادرات الحبوب بين أوكرانيا وروسيا، مما ساعد على منع حدوث أزمة غذاء عالمية، وفقًا لشبكة CNN

كيف ستسير الانتخابات؟

وفقًا لموقع “الحرة” سيدلي 64 مليون و113 ألف و941 تركي بأصواتهم، منهم 60 مليون و843 في داخل البلاد، و3 ملايين و416 ألف و98 في خارجها.

وستكون انتخابات الغد رئاسية وبرلمانية في آن واحد، وبالتالي سيدلي المواطنون بأصواتهم على ورقتين، الأولى مخصصة لاختيار مرشحي الرئاسة، والثانية للحزب والتحالف الذي يفضلونه لحجز مقاعد في البرلمان.

وبعد انتهاء التصويت غدًا ستبدأ عملية فرز الأصوات على أن يتم الإعلان عن النتائج الأولية مساء الغد. وفي 19 مايو سيتم الإعلان رسميا عن نتائج الانتخابات العامة في الجريدة الرسمية ووسائل الإعلام التلفزيونية والإذاعية.

وفي حين ستحسم نتائج انتخابات البرلمان في الجولة الأولى، سيكون الأمر مختلفا بالنسبة لانتخابات الرئاسة، حيث يجب أن يحصل المرشحون على نسبة “50+1” من الأصوات على الأقل ليتم انتخابهم، لكن في حال لم يحصل أي مرشح على هذه النسبة في الجولة الأولى، سيتم إجراء جولة ثانية بعد 15 يومًا بين المرشحين اللذين حصلا على أكبر عدد من الأصوات، وبعد ذلك سيفوز المرشح الذي يحصل على أغلبية الأصوات الصحيحة.

وإذا تقرر إجراء جولة ثانية في الانتخابات الرئاسية في 28 مايو سيتم الإعلان عن النتائج المؤقتة في 29  مايو، بينما يتم إعلان النتيجة النهائية رسميا عبر الجريدة الرسمية ووسائل الإعلام في 1 يونيو.

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى

اشترك مجانا في القائمة البريدية ليصلك كل جديد

نحترم خصوصية المشتركين