صواريخ “الجهاد” تصل القدس بعد فشل التهدئة.. وتوتر بين مصر وإسرائيل

في تصعيد جديد يؤشر إلى فشل جهود التهدئة أعلنت سرايا القدس التابعة لحركة الجهاد الإسلامي أنها أطلقت صواريخ باتجاه القدس وتل أبيب والمستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية، مشيرة إلى أن إطلاق هذه الصواريخ يأتي في إطار عملية “انتقام الأحرار”.
وقالت الحركة في بيان لها: “الإطلاق صوب القدس رسالة واضحة، وعلى الجميع أن يفهم الغرض منها.. القدس أمام أعيننا، وما يحدث هناك ليس بمعزل عن غزة”.
ووفقًا لشبكة CNN فلم يعلن الجيش الإسرائيلي عن إطلاق صواريخ باتجاه القدس، لكنه قال إنه كان هناك وابل صواريخ خطير، وانطلقت صفارات الإنذار 5 مرات على الأقل في إسرائيل، صباح اليوم الجمعة، في مناطق حول غزة، لكن لم تكن هناك صفارات إنذار فورية في القدس.
صواريخ القدس
لكن فيديوهات تم نشرها على مواقع التواصل الاجتماعي أظهرت مشاهد توثق هروب عدد من المستوطنين الحريديم مع انطلاق صافرات الإنذار في مدينة القدس، وفقًا لموقع “الجزيرة نت“.
وقال مراسل الجزيرة إن المقاومة الفلسطينية أطلقت عددًا من القذائف الصاروخية من جنوب قطاع غزة وصاروخين بعيدي المدى من شمال القطاع.
وأكد أن صفارات الإنذار دوت في نير عوز وعين هشلوشا في جنوب غلاف غزة، وفي مستوطنة بيتار عيليت وتجمع غوش عتصيون بالقرب من بيت لحم وفي جبال القدس الغربية، مشيرًا إلى أن قذيفة سقطت في إحدى مستوطنات غوش عتصيون، وهناك أنباء أولية عن سقوط صاروخ في مدينة بيت شيمش غرب القدس.
وأشار إلى أن حرائق اندلعت شرق عسقلان وشمال سديروت إثر الضربات الصاروخية المتتالية من غزة، كما أفاد بوقوع إصابة مباشرة في مبنى سكني بمدينة سديروت.
رد مشترك
وكانت إسرائيل قد بدأت شن غارات على قطاع غزة يوم الثلاثاء الماضي، أسفرت عن مقتل 15 فلسطينيًا بينهم 3 من قادة سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي.
وارتفع عدد القتلى في قطاع غزة منذ بدء الغارات الإسرائيلية حتى الآن إلى 30 قتيلًا بينهم 6 أطفال و3 نساء، بينما اغتالت إسرائيل قياديًا عسكريًا خامسًا بالمقاومة في قطاع غزة مساء أمس الخميس، قائلة إنها تسعى لقتل أكبر عدد ممكن من قادة الصف الأول لحركة الجهاد الإسلامي.
واستهدفت غارات إسرائيلية جديدة موقعا للمقاومة الفلسطينية غرب مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، وأراضي زراعية في دير البلح وبيت حانون.
في المقابل ردت المقاومة الفلسطينية بإطلاق عدد من الصورايخ على إسرائيل، وذكر الجيش الإسرائيلي أن 803 صواريخ أطلقت من قطاع غزة منها 620 صاروخًا اجتازت الحدود، و تم اعتراض 179 منها.
وأكد الناطق باسم سرايا القدس، الذراع العسكرية لحركة الجهاد الإسلامي، جاهزية المقاومة لتوسيع دائرة المعركة مهما طالت ومهما كان الثمن، مؤكدًا أن مسيرة المقاومة لن تتوقف بعمليات الاغتيال.
فيما قال قائد في الغرفة المشتركة للمقاومة لـ”الجزيرة” إن عناصر المقاومة تدير معركة مشتركة، وأفشلت مخطط إسرائيل بالاستفراد بسرايا القدس وحركة الجهاد الإسلامي.
وأضاف أن فصائل الغرفة تمكنت من الوصول لعمق إسرائيل وقلبت نتائج المعركة، وهي التي تتحكم الآن في سير المعركة وتحدد موعد الرد ومكانه.
فشل التهدئة وتوتر مع مصر
وبعد هذه التطورات أبلغت إسرائيل مصر بوقف محادثات التهدئة مع الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، بعد أن إطلاق القذائف الصاروخية من جنوب وشمال غزة على أهداف عدة منها القدس المحتلة.
فيما تشير تقارير إلى حدوث توتر في العلاقات المصرية الإسرائيلية بسبب التطورات الأخيرة، وقال مراقبون إن العدوان الإسرائيلي المتجدد على قطاع غزة يلقي بظلال من القلق والارتباك على الموقف المصري.
ونقلت “الجزيرة” عن مصدر دبلوماسي قوله إن هناك غضب مكتوم وتوتر غير معلن في العلاقات بين تل أبيب والقاهرة بسبب تجاهل إسرائيل المتعمد لضرورات الأمن القومي المصري، مشيرًا إلى أن اشتعال حدود مصر مع قطاع غزة يتزامن مع الوضع المضطرب على الحدود الجنوبية مع السودان، بسبب تفجر الوضع هناك وعبور موجات من النازحين باتجاه القاهرة.
وأصاب هذا الوضع الموقف المصري بمزيد من الارتباك الذي يعيق جهود التهدئة، خاصة وأن إسرائيل تواصل عدوانها دون أي اعتبار لأي من الشركاء الإقليميين ومن بينهم القاهرة.
وما زاد الأمر تعقيدًا التصريحات الإسرائيلية بأن مصر كانت على علم بالاغتيالات والغارات التي نفذتها في غزة قبل تنفيذها، وهو ما يؤثر على التواصل المصري مع المقاومة الفلسطينية.
فيما أكد الجانب المصري أن إسرائيل أبلغت القاهرة بالفعل بالعمليات لكن بعد حصولها بدقائق، مشيرًا إلى أن التصعيد الإسرائيلي يقوض من جهود تحقيق التهدئة وخفض التوتر.
ويرى مراقبون أن إعلان إسرائيل عن إبلاغ القاهرة بالضربات الأخيرة “هو محاولة لتوريطها وإظهار عجزها عن التحرك”، مشيرين إلى أن إسرائيل تستغل انكفاء مصر على مشاكلها الداخلية، وتسعى للوصول بالعدوان على غزة إلى مراحل جديدة غير مسبوقة، كما تريد إسرائيل حصر جهود الوساطة المصرية في الضغط على الفصائل الفلسطينية لمنعها من الرد على اعتداءات الاحتلال.
ولم تعلن القاهرة خلال الفترة الماضية أي رد فعل بشكل رسمي على ما يثار عن توتر في العلاقات مع تل أبيب، لكن مصادر في وزارة الخارجية كشفت للجزيرة نت عن أن مصر تتعامل مع حكومة برأسين في إسرائيل “واحدة يقودها اليمين المتطرف، والثانية تحاول تقديم نفسها للعالم كواحة للديمقراطية والأمن والأمان في الشرق الأوسط”.