أخبارأخبار العالم العربي

الجيش الإسرائيلي يعتذر عن مقتل شيرين أبو عاقلة.. وفلسطين تدشن متحفًا لها

اعتذر الجيش الإسرائيلي عن مقتل الصحفية الفلسطينية الأمريكية شيرين أبو عاقلة، وذلك للمرة الأولى بعد عام من مقتلها برصاصة في مؤخرة الرأس أثناء تغطيتها لعملية عسكرية إسرائيلية في جنين بالضفة الغربية.

وكان الجيش الإسرائيلي قد اعترف العام الماضي بوجود “احتمال كبير” لإطلاق النار على أبوعاقلة من قبل جندي إسرائيلي، لكنه لم يقدم اعتذارًا عن هذه الجريمة.

وجاء الاعتذار من المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، الأدميرال دانيال هاغاري، في مقابلة مع برنامج “Connect the World” على شبكة CNN.

وقال هاغاري خلال البرنامج: “أعتقد أنها فرصة لي لأقول هنا إننا آسفون للغاية لوفاة شيرين أبو عاقلة، كانت صحفية وصحفية معروفة جدًا، نحن في إسرائيل نقدر ديمقراطيتنا، وفي الديمقراطية نرى قيمة عالية للصحافة وللصحافة الحرة، نريد للصحفيين أن يشعروا بالأمان في إسرائيل، خاصة في زمن الحرب، حتى لو انتقدونا”.

متحف شيرين

يأتي ذلك في الوقت الذي أزيح فيه الستار، اليوم الخميس، عن حجر الأساس لمتحف شيرين أبو عاقلة للإعلام، في مدينة رام الله، بمشاركة رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية، وفقًا لوكالة الأنباء الفلسطينية (وفا).

وقدم اشتية شكره لبلدية رام الله على بدء العمل بهذا الصرح الهام والاستثنائي، في ذكرى استشهاد شيرين أبو عاقلة. وقال: “اليوم، أزحنا الستار عن هذا المشروع ليكون تخليدًا لذكرى شيرين التي كانت رمزًا للإنسان الصحفي الملتزم، وحملت رسالة آلام وآمال الشعب الفلسطيني، ويسعدنا أنها نالت ما تستحق في وداعها وتأبينها”.

وشدد اشتية على ضرورة أن تؤخذ توصيات التقرير الذي صدر عن انتهاكات إسرائيل للصحافة الفلسطينية؛ بكل جدية، لملاحقة المجرمين الذين يستهدفون كل عين تلاحق جرائم الاحتلال البشعة من قتل وهدم وانتهاكات.

وأكد أن العمل سيبقى متواصلا لملاحقة المجرم الذي امتدت يده لشيرين أبو عاقلة، منوها إلى أن القيادة لا تؤمن بلجان تحقيق الاحتلال ولا بالتقارير الصادرة عنها.

وشدد على وجوب إبقاء الاحتلال مدانا حتى لو أنصفت الشهيدة شيرين أبو عاقلة، فهو مدان بجرائمه الأخرى بحق الإنسان والأرض وكل ما له علاقة بالفلسطيني.

اغتيال الحقيقة

بدوره، قال الإعلامي وليد العمري، مدير مكتب الجزيرة في فلسطين، إن اليوم يصادف الذكرى السنوية الأولى للجريمة النكراء التي اقترفها الاحتلال الإسرائيلي الغاشم بحق الشهيدة شيرين أبو عاقلة وبحق زميلاتها وزملائها وبحق الصحافة المهنية وبحق الحقيقة.

وأضاف أنه “على هذه الأرض سيتم تخليد ذكراها العطرة وسيرتها المشرفة في صرح شامخ يحمل اسم متحف شيرين أبو عاقلة للإعلام، الذي سيخلد سيرة شيرين وكل الصحفيين الشهداء الذين ضحوا بحياتهم على درب الحرية”.

وتابع: “ستظل شيرين مصدر إلهام للصحافة الحرة ولحرية الإنسان، وهي التي قالت: اخترت الصحافة لأكون قريبة من الإنسان. ليس سهلا أن أغير الواقع لكنني على الأقل كنت قادرة على إيصال هذا الصوت للعالم”.

وشدد العمري على أن صوت الشهيدة أبو عاقلة لم يكن صيحة في واد، ولا نفخة في رماد، بل كان الإعجاز والصدق والحقيقة في أبهى صورها.

وقرأ الإعلامي العمري، في ختام كلمته، بيان إدارة شبكة الجزيرة الإعلامية في الذكرى السنوية الأولى لجريمة اغتيال شيرين أبو عاقلة، والذي جددت فيه عهدها لعائلة شيرين وزملائها بأنها لن تدخر جهدا قانونيا وإعلاميا لتحقيق العدالة للشهيدة، ومحاسبة قتلتها ومتابعة القضية التي رفعتها للمدعي العام في المحكمة الجنائية الدولية بلاهاي.

محاكمة القتلة

من جهته، قال نقيب الصحافيين الفلسطينيين ناصر أبو بكر أن جريمة اغتيال أبو عاقلة هزت كل فلسطين، مؤكدًا أن نقابة الصحافيين لن تدخر جهدا ليكون متحف شيرين أبو عاقلة للإعلام صرحًا مميزا.

وأشار أبو بكر إلى أن الشهيدة شيرين أبو عاقلة، قتلت عدة مرات، الأولى عندما أطلق قناص مجرم الرصاص عليها، والمرة الثانية عبر الاعتداء على جنازتها في القدس، وحذر من أن يتم اغتيال جسد أبو عاقلة وروحها مرة ثالثة من خلال الصمت الدولي والتستر على جريمة قتلها.

وشدد أبو بكر على أن نقابة الصحافيين ومعها الاتحاد الدولي للصحافيين، مصممة على مواصلة العمل الممنهج، من أجل محاكمة القتلة وفق القانون الدولي وتحقيق العدالة.

وأوضح أنه “في 20 سبتمبر الماضي تم تقديم شكوى رسمية للمحكمة الجنائية الدولية، وحتى هذه اللحظة وصلت رسالة واحدة من المحكمة تشير إلى أنهم ما زالوا في مرحلة تدقيق ومراجعة الشكوى، وهذا يعتبر مماطلة من المحكمة”.

وتابع: “هذه الجريمة ارتكبت منذ عام وقدمنا فيها شكوى رسمية، ووسائل إعلام ومؤسسات دولية حققت في الجريمة، وقالت إن القتلة معروفون وهم عناصر في جيش الاحتلال الإسرائيلي، ونخشى أن يكون هدف المماطلة سياسيا وتحت ضغوط سياسية”.

وأعلن أبو بكر عن أن نقابة الصحافيين ستطلق مطلع يونيو المقبل، حملة دولية مع النقابات الصحافية والمهنية في العالم والبرلمانات والمؤسسات الدولية، للضغط على الجنائية الدولية للبدء في التحقيق الفعلي في جريمة استشهاد أبو عاقلة.

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى

اشترك مجانا في القائمة البريدية ليصلك كل جديد

نحترم خصوصية المشتركين