أخبارأخبار العالم العربي

فلسطين تتهم إسرائيل بإعدام الأسير خضر عدنان وقصف متبادل بين الجانبين

اشتعلت الأوضاع مجددًا بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني بعد إعلان الحركة الأسيرة أن سلطات الاحتلال أبلغتها بوفاة الأسير الشيخ خضر عدنان بعد إضراب عن الطعام استمر 87 يومًا رفضًا لاعتقاله.

وشهدت الساعات الماضية قصفًا متبادلًا بين المقاومة الفلسطينية والجيش الإسرائيلي، حيث قصفت دبابات إسرائيلية موقعًا شرقي مدينة غزة بالدبابات ردًا على صواريخ أُطلقت من القطاع على مستوطنات إسرائيلية، فيما وصفته الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة الفلسطينية بأنه “رد أولي على استشهاد الشيخ خضر عدنان في سجون الاحتلال” وفقًا لموقع “الجزيرة نت“.

وقال الجيش الإسرائيلي في بيان له إنّ ما لا يقل عن 22 صاروخًا أُطلقت من غزة باتجاه إسرائيل، أربعة منها تم اعتراضها من قبل منظومة الدفاع الجوي الإسرائيلية، فيما سقط 16 في مناطق مفتوحة. “بعد إطلاق صواريخ من قطاع غزة صباحا وإطلاق دبابات جيش الدفاع النار، أمر الجيش الإسرائيلي السكان في المناطق المحيطة بالقطاع بالبقاء بالقرب من الملاجئ”. وفقًا لشبكة CNN

وأفاد الإسعاف الإسرائيلي بإصابة 3 أشخاص، أحدهم إصابته خطيرة، جراء سقوط صاروخ أُطلق من قطاع غزة على مستوطنة سديروت شمال شرق غزة.

جريمة اغتيال

وأعلنت جمعية الأسرى الفلسطينية أن المعتقلين الفلسطينيين في سجن عوفر العسكري الإسرائيلي بدءوا إضرابًا عامًا عن الطعام احتجاجًا على وفاة خضر عدنان.

فيما اتهم نادي الأسير الفلسطيني سلطات الاحتلال باغتيال عدنان (44 عامًا) عن سبق إصرار، وطالبت هيئة شؤون الأسرى بتسليم جثمانه فورا من أجل “تشييعه بشكل يليق بتاريخه”.

كما حمّلت وزارة الخارجية الفلسطينية حكومة الاحتلال الإسرائيلية وأذرعها ذات العلاقة، المسؤولية الكاملة عن جريمة إعدام الأسير خضر عدنان.

وطالبت الخارجية في بيان صحفي، لجنة التحقيق الدولية المستمرة بالتحقيق في ملابسات وتفاصيل هذه الجريمة، باعتبارها جزءا مما يتعرض له الأسرى الأبطال من تنكيل واختطاف وقمع وسلب لحقوقهم وحريتهم، مؤكدة أنها سترفع ملف هذه الجريمة للجنائية الدولية.

فيما قال رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية، إن الاحتلال الإسرائيلي وإدارة سجونه نفذوا جريمة اغتيال متعمدة بحق الأسير خضر عدنان، برفض طلب الإفراج عنه، وإهماله طبيًا وإبقائه في زنزانته رغم خطورة وضعه الصحي.

وحمل اشتية، في بيان له، سلطات الاحتلال كامل المسؤولية عن ارتكاب جريمة اغتيال عدنان، واعتبرها متعمدة، وطالب المؤسسات الحقوقية الدولية بإدانتها، وعدم السماح لمرتكبيها بالإفلات من العقاب.

كما أدانت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية جريمة إعدام الأسير خضر عدنان، بعد معركة إضراب عن الطعام، استمرت لمدة 87 يوما رفضا لاعتقاله، في سجون الاحتلال الإسرائيلي.

وحمّل الأمين العام المساعد لشؤون فلسطين والأراضي العربية المحتلة بالجامعة العربية سعيد أبو علي، سلطات الاحتلال المسؤولية الكاملة عن جريمة اغتيال الأسير عدنان، واعتبره استمرارًا للنهج الإسرائيلي الإجرامي في ارتكاب جرائم القتل البطيء المتعمد، وضربا بعرض الحائط بالمواثيق والقوانين الدولية والإنسانية، والتمادي في ارتكاب الانتهاكات الجسيمة لهذه المنظومة القانونية الدولية، والإمعان في العدوان على أبسط حقوق الإنسان.

وحذّر أبو علي، في تصريح صحفي، من صمت المجتمع الدولي والمنظمات الدولية المعنية عن هذه الجريمة الجديدة، والذي يشجع سلطات الاحتلال على مواصلة هذا النهج الإجرامي، بما يحتم قيام المسؤولية الدولية التي توجبها القوانين وقرارات الشرعية الدولية، خاصة اتفاقية جنيف في حماية الأسرى الفلسطينيين، بوضع حد لهذا المسلسل الإجرامي، والقتل البطيء، عبر الإهمال الطبي المتعمد والممنهج الذي يمارسه الاحتلال بحق الأسرى على مرأى ومسمع من دول وشعوب العالم، ومنظماته الحقوقية والإنسانية.

الأسير خضر عدنان

وكان الأسير خضر عدنان، قد أعلن إضرابه المفتوح عن الطعام منذ لحظة اعتقاله في الخامس من شهر فبراير الماضي، بعد أن اقتحمت قوات الاحتلال منزله في بلدة عرابة جنوب جنين.

وقال نادي الأسير الفلسطيني في بيان صحفي، إنّ عدنان، خاض حتّى اليوم 6 إضرابات، وخلالها حمل صوت الأسرى إلى كل أرجاء العالم، وتمكّن في كل مرة من نيل حريتّه، حتّى قرر الاحتلال في هذه المرة وبأدوات ممنهجة باغتياله عن سبق الإصرار، وبقرار”.

وبيّن، أنّه وعلى مدار إضرابه، رفض الاحتلال السّماح لعائلته أن تزوره رغم ما وصل إليه من مرحلة بالغة الخطورة، وتمكّنت زوجته من رؤيته فقط عبر شاشة الفيديو (كونفرنس) خلال جلسات المحاكم التي عقدت له، وآخر مرة كانت يوم الأحد الماضي، كما رفض الاحتلال نقله إلى مستشفى (مدني).

ويُعتبر الأسير عدنان من أبرز الأسرى الذين واجهوا الاعتقال، عبر النضال بأمعائه الخاوية، ونفّذ خمس إضرابات سابقًا، وهذا الإضراب السّادس الذي ينفّذه على مدار سنوات اعتقاله، هو أطول إضراب يخوضه، حيث خاض إضرابًا عام 2004 رفضًا لعزله واستمر لمدة (25) يومًا، وفي عام 2012 خاض إضرابًا ثانٍ واستمر لمدة (66) يومًا، وفي عام 2015 لمدة (56) يومًا، وفي عام 2018 لمدة (58) يومًا، وفي عام 2021 خاض إضرابًا عن الطعام استمر لمدة 25 يومًا، وعلى مدار الإضرابات السّابقة تمكّن من نيل حرّيّته، ومواجهة اعتقالاته التّعسفية المتكررة.

وتعرض الشهيد عدنان للاعتقال (12) مرة، وأمضى ما مجموعه في سجون الاحتلال نحو ثماني سنوات، معظمها رهنّ الاعتقال الإداريّ، وهو حاصل على درجة البكالوريوس في الرياضيات الاقتصادية.

مقتل 236 أسيرًا

وبوفاة الأسير خضر عدنان، يرتفع عدد شهداء الحركة الأسيرة إلى 236 شهيدًا، منذ عام 1967، منهم (75) نتيجة لجريمة الإهمال الطبي المتعمد (القتل البطيء)، بالإضافة إلى مئات من الأسرى استشهدوا بعد تحررهم متأثرين بأمراض ورثوها عن السجون، فيما بلغ عدد الأسرى الشهداء المحتجزة جثامينهم 13 أسيرًا شهيدًا.

ووفقًا لوكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) فقد واصلت سلطات الاحتلال اعتقال نحو (4900) أسير، بينهم (31) أسيرة، و(160) طفلًا بينهم طفلة، تقل أعمارهم عن (18 عاما)، إضافة إلى أكثر من (1000) معتقل إداريّ، بينهم (6) أطفال، وأسيرتان، وهما (رغد الفني، وروضة أبو عجمية).

ويبلغ عدد الأسرى القدامى المعتقلين قبل توقيع اتفاق أوسلو، 23 أسيرا، أقدمهم الأسير محمد الطوس المعتقل منذ 1985، بالإضافة إلى ذلك هناك (11) أسيرًا من المحررين في صفقة “تبادل الأسرى”، الذين أعاد الاحتلال اعتقالهم وهم من قدامى الأسرى الذين اعتقلوا منذ ما قبل (أوسلو) وحرروا عام 2011 وأعيد اعتقالهم عام 2014، أبرزهم الأسير نائل البرغوثي، الذي يقضي أطول فترة اعتقال في تاريخ الحركة الأسيرة، والذي دخل عامه الـ43 في سجون الاحتلال، قضى منها 34 عاما بشكل متواصل.

ووصل عدد الأسرى الذين أمضوا أكثر من 20 عامًا قرابة الـ400 أسير، وهم ما يعرفون (بعمداء الأسرى)، بالإضافة إلى العشرات من المحررين الذين أعيد اعتقالهم عام 2014، وأمضوا أكثر من 20 عاما على فترتين. فيما بلغ عدد الأسرى الذين صدرت بحقّهم أحكام بالسّجن المؤبد (554) أسيرا، وأعلى حكم أسير من بينهم الأسير عبد الله البرغوثي ومدته (67) مؤبدا.

ويبلغ عدد الأسرى المرضى أكثر من (700) أسير يعانون من أمراض بدرجات مختلفة، وهم بحاجة إلى متابعة ورعاية صحية حثيثة، منهم 24 أسيرا ومعتقلا على الأقل مصابون بالسرطان، وبأورام بدرجات متفاوتة، أصعب هذه الحالات اليوم حالة الأسير القائد وليد دقّة المعتقل منذ 37 عامًا، والأسير عاصف الرفاعي.

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى

اشترك مجانا في القائمة البريدية ليصلك كل جديد

نحترم خصوصية المشتركين