أخبارأخبار العالم العربي

سلطان النيادي يصبح أول عربي يسير في الفضاء

أصبح رائد الفضاء الإماراتي، سلطان النيادي، اليوم الجمعة، أول عربي يسير في الفضاء، وذلك ضمن المهمة التي يجريها خارج محطة الفضاء الدولية ضمن مهام البعثة 69 الموجودة في المحطة، ووفقًا لشبكة CNN.

وتعد مهمة السير في الفضاء التي سيقوم بها النيادي هي الرابعة لهذا العام خارج محطة الفضاء الدولية، وكانت آخر عملية في هذا الإطار للرائدين الروسيين، سيرغي بروكوبييف، وديمتري بيتلين، في 19 أبريل الحالي.

وقال النيادي في تغريدة عبر حسابه على تويتر: “اليوم نصل إلى محطة جديدة في مسيرتنا.. ساعات قليلة وأخرج من وحدة معادلة الضغط في محطة الفضاء الدولية”.

وأكد رائد الفضاء الإماراتي أنه خاض تدريبات مكثفة استمرت لأكثر من 3 سنوات استعدادا “لهذه المهمة التي تتطلب تركيزا ودقة”.

ويعتبر النيادي (41 عامًا) الذي ينحدر من منطقة “أم غافة” بمدينة العين التابعة لأبوظبي، هو أول عربي يُمضي 6 أشهر في الفضاء بعد انطلاقه يوم 26 فبراير إلى محطة الفضاء الدولية عبر صاروخ “فالكون 9” المصنّع من شركة “سبايس إكس”.

كما يعد النيادي ثاني إماراتي يشارك في رحلة إلى الفضاء بعد، هزاع المنصوري، الذي أمضى 8 أيام بمحطة الفضاء الدولية خلال سبتمبر لعام 2019.

مهمة تاريخية

وكان مركز محمد بن راشد للفضاء، قد أعلن أن النيادي يستعد اليوم لمهمة تاريخية للسير في الفضاء خارج محطة الفضاء الدولية، ليكون بذلك أول رائد فضاء عربي يقوم بالسير في الفضاء، في إنجاز جديد سيجعل دولة الإمارات العاشرة عالميًا في مهمات السير في الفضاء خارج محطة الفضاء الدولية.

وقالت وكالة الأنباء الإماراتية (وام) إن مهمة السير في الفضاء، وهي الرابعة لهذا العام خارج محطة الفضاء الدولية، تحمل أهمية كبيرة، حيث سيؤدي رائد الفضاء سلطان النيادي إلى جانب رائد الفضاء ستيفن بوين من ناسا، عدداً من المهام الأساسية.

ومن المتوقع أن تستمر فترة تواجدهما خارج المحطة لمدة 6.5 ساعات تقريبًا، بغرض العمل على صيانة محطة الفضاء الدولية وتحديثها.

ويتمثل الهدف الأساس لهذه المهمة في تغيير وحدة RFG الخاصة بترددات الراديو، وهي جزء من نظام الاتصالات S-Band الخاص بمحطة الفضاء الدولية، تمهيدًا لإعادتها إلى الأرض.

كما سيكمل النيادي والفريق سلسلة من المهام التحضيرية لتركيب ألواح شمسية، حيث سيتم تركيب هذه الألواح خلال مهمة لاحقة في يونيو المقبل، وستسهل هذه التحضيرات على رواد الفضاء العمل خلال المهمة المقبلة؛ وتقوم الألواح الشمسية بدور محوري في تشغيل محطة الفضاء الدولية، وتوفير طاقة نظيفة ومتجددة لدعم التجارب والأنظمة والعمليات اليومية على متنها.

أول من ساروا في الفضاء

وفقًا لوكالة الفضاء الأمريكية (ناسا) فإن السير في الفضاء يعني أي نشاط يقوم به الإنسان خارج المركبة الفضائية في مختلف الرحلات، بما في ذلك الخروج من محطة الفضاء الدولية.

ويعتبر الروسي، أليكسي ليونوف، أول إنسان في التاريخ يسير في الفضاء وذلك من خلال مهمة “فوسخود-2” بيوم 18 مارس عام 1965 بعد أن خرج من مركبته في عملية استغرقت 10 دقائق.

وكانت مهمة مرهقة بالنسبة لرائد الفضاء الروسي الراحل، حيث كان زيه الفضائي ممتلئا بالهواء لدرجة أنه واجه مشقة أثناء العودة إلى المركبة الفضائية.

وكان رائد الفضاء، إد وايت، أول أمريكي يسير في الفضاء بيوم 3 يونيو 1965 خلال مهمة “جيميني 4″، حيث استغرقت عملية سير وايت خارج مركبته 23 دقيقة.

أما حاليًا فقد أصبح “السير في الفضاء” في العادة خارج محطة الفضاء الدولية يتم في عملية تستغرق ما بين 5 إلى 8 ساعات وفقًا للمهمة التي يؤديها رائد الفضاء.

وتقول “ناسا” إن رواد الفضاء يحتاجون لتدريب مسبق قبل السير خارج مركباتهم، بما في ذلك التدريب الجسدي والسباحة، حيث يكون البقاء في الفضاء الخارجي مشابها للطفو على الماء.

كما يتدرب رواد الفضاء على السير الخارجي من خلال استخدام تقنية الواقع الافتراضي عبر نوع كلعبة فيديو يرتدي فيها المتدرب خوذة بداخلها شاشة فيديو.

كيف يتم السير في الفضاء؟

لكي يقوم رواد الفضاء بالسير في الفضاء، فإنهم يرتدون بدلات الفضاء للحفاظ على سلامتهم، حيث يوجد فيها الأكسجين الذي يحتاجه الإنسان للتنفس والبقاء على قيد الحياة. كما يكون لديهم الماء الذي يحتاجونه للشرب، وفقًا لموقع “الحرة“.

ويرتدي رواد الفضاء البدلة الفضائية الخاصة قبل عدة ساعات من السير في الفضاء، إذ إنها مضغوطة ومليئة بالأكسجين. ويتنفس رواد الفضاء الأكسجين النقي فقط الذي يمكنهم من إخراج النيتروجين الموجود بأجسامهم حتى لا يشعروا بآلام في الكتفين والمرفقين والمعصمين والركبتين.

وتقول “ناسا” إن عدم إخراج النيتروجين من جسم رائد الفضاء ساهم في ظهور فقاعات غاز بأجسامهم عندما يسيرون في الفضاء، إذ يمكن لهذه الفقاعات أن تتسبب في الآلام.

ويغادر الرواد المركبة الفضائية من خلال باب خاص يسمى غرفة معادلة الضغط التي لها بابان. عندما يكون رواد الفضاء داخل المركبة الفضائية، فإن غرفة معادلة الضغط محكمة الإغلاق بحيث لا يمكن للهواء الخروج.

وعندما يستعد رواد الفضاء للسير في الفضاء، يمرون من الباب الأول ويغلقونه بإحكام خلفهم. ويمكنهم بعد ذلك فتح الباب الثاني دون خروج أي هواء من المركبة الفضائية. وبعد السير في الفضاء، يعود الرواد إلى الداخل من خلال غرفة معادلة الضغط نفسها.

ويستخدم رواد الفضاء أحزمة مثل الحبال تربطهم بمركبتهم الفضائية، حيث تمنع حبال الأمان رواد الفضاء من الانجراف بعيدا في الفضاء رغم أن انعدام الجاذبية يمنع الرائد من السقوط. ويستخدم رواد الفضاء أيضا الحبال لمنع الأدوات من الابتعاد، علما بأن أدواتهم مربوطة ببدلاتهم الفضائية.

ويخرج رواد الفضاء خارج مركباتهم لأسباب عدة، بما في ذلك إصلاح الأقمار الصناعية أو المركبات الموجودة في الفضاء. كما يمكن لرواد الفضاء إجراء تجارب علمية على السير في الفضاء وعلى السطح الخارجي للمركبة، مما يتيح للعلماء معرفة كيف يؤثر التواجد في الفضاء على مختلف الأشياء. وتسمح عمليات السير في الفضاء لرواد الفضاء باختبار معدات جديدة أيضا وإصلاحها بدلا من إعادتها للأرض.

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى

اشترك مجانا في القائمة البريدية ليصلك كل جديد

نحترم خصوصية المشتركين