غير مصنف

حرب في السودان.. تصاعد الاشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع

في تحول مفاجئ للصراع بينهما، اندلعت اشتباكات مسلحة اليوم وسط وجنوب العاصمة السودانية الخرطوم بين قوات الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، كما اندلعت اشتباكات مماثلة ببين الجانبين بمدينة مروي شمالي السودان.

ووفقًا لموقع “الجزيرة نت” فقد بدأت الاشتباكات بمنطقة المدينة الرياضية جنوب الخرطوم، حيث قال الجيش السوداني إن قوات الدعم السريع تحرشت بقوات الجيش المتواجدة هناك، مما تسبب في اشتباكات بين الجانبين، قبل أن تمتد الاشتباكات لمناطق أخرى.

من بدأ الهجوم؟

وتبادل الجانبان الاتهامات حول من بدأ الهجوم على الآخر، حيث اتهم الجيش قوات الدعم السريع بالمبادرة بالهجوم على قواعده، وقال رئيس مجلس السيادة والقائد العام للجيش عبد الفتاح البرهان إن الجيش لم يبدأ القتال، وأنهم فوجئوا بهجوم الساعة التاسعة صباحًا على القوات المحيطة بقصر الضيافة، حيث يقع مقر إقامة البرهان.

وقال الناطق باسم الجيش العميد نبيل عبد الله إن مقاتلين من قوات الدعم السريع هاجموا عدة معسكرات للجيش في الخرطوم ومناطق متفرقة في السودان.

في المقابل اتهمت قوات الدعم السريع في بيان لها الجيش بالبدء بالهجوم على قواعدها ومقارها في الخرطوم ومروي ومدن أخرى في وقت متزامن، مؤكدة أن قوات الدعم السريع قامت بالدفاع عن نفسها وكبدت الجيش خسائر فادحة.

وقالت قوات الدعم السريع إنها تفاجأت بقوة كبيرة من الجيش تدخل إلى مقرها في أرض المعسكرات بسوبا في الخرطوم، وتضرب حصارًا على القوات المتواجدة هناك، ثم تنهال عليها بهجوم كاسح بكافة أنواع الأسلحة الثقيلة والخفيفة.

تطورات ميدانية

وميدانيًا قال مراسل الجزيرة إن هناك اشتباكات عنيفة بالأسلحة الثقيلة مستمرة بين الجانبين وتتسع دائرتها، حيث تدور اشتباكات حاليًا حول مقر القيادة الجوية، وعلى تخوم القصر الرئاسي وقيادة الجيش ومقر إقامة عبد الفتاح البرهان في الخرطوم.

فيما تم إغلاق الطرق المؤدية للقصر الرئاسي بالمدرعات الثقيلة، وتوقفت حركة الطيران في مطار الخرطوم الدولي، وسط حالة هلع وهروب جماعي لمواطنين من وسط المدينة وجنوبها.

فيما تدور اشتباكات أخرى بمدينة مروي شمالي السودان، وقامت قوات الدعم السريع بإغلاق جسور تربط العاصمة بمدن أخرى، كما قامت بنشر مدافع ومركبات مدرعة في مدينة أم درمان.

بيانات متضاربة

ووسط احتدام الاشتباكات صدرت بيانات متضاربة عن سير المعارك، وذلك في إطار الحرب النفسية بين الجانبين، ووفقًا لموقع “بي بي سي” فإن الصورة لم تتضح بعد ولا زالت ضبابية، خاصة وأن المعارك في بدايتها، والمعلومات الواردة من الجانبين متضاربة.

وقال الجيش السوداني إن الطيران الحربي شارك في الهجوم على معسكرين لقوات الدعم السريع في الخرطوم، وأشار في بيان له أن “القوات الجوية هاجمت معسكر طيبة ومعسكر سوبا التابع لميليشيا الدعم السريع” في الخرطوم.

بينما أعلنت قوات الدعم السريع السيطرة الكاملة على القصر الجمهوري في وسط الخرطوم ومطار الخرطوم ومطاري مروي شمال البلاد والأبيض وسط البلاد. لكن الجيش نفى تماما تلك المعلومات وأكد أن قواته لا تزال تسيطر على مقار القيادة العامة والقصر الجمهوري وعلى كافة مواقعها.

خلاف متصاعد

ويعود تشكيل قوات الدعم السريع إلى عام 2013، وانبثقت عن ميليشيا الجنجويد التي اعتمد عليها الرئيس السوداني السابق عمر البشير بقمع التمرد في إقليم دارفور.

وكان البرهان وحميدتي يشكلان جبهة واحدة عندما نفذا الانقلاب على الحكومة في 25 أكتوبر 2021. إلا أن الصراع بينهما ظهر إلى العلن خلال الشهور الأخيرة وأخذ في التصاعد.

وقبل يومين، حذر الجيش السوداني في بيان من أن البلاد تمر بمنعطف خطير بعد انتشار قوات الدعم السريع المسلحة في الخرطوم والمدن الرئيسية.

وتأجل في مطلع الشهر الحالي، التوقيع على اتفاق بين السلطة العسكرية والمدنية لإنهاء الأزمة التي تعيشها البلاد منذ الانقلاب بسبب خلافات حول شروط دمج قوات الدعم السريع في الجيش وهو بند أساسي في اتفاق السلام الذي تم التوصل إليه.

وكان يفترض أن يسمح هذا الاتفاق بتشكيل حكومة مدنية وهو شرط أساسي لعودة المساعدات الدولية إلى السودان.

للمزيد من التفاصيل اقرأ: ما الذي يحدث في السودان؟.. وهل تحدث المواجهة بين الجيش وقوات حميدتي؟

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى