أخبارأخبار أميركا

مفاجأة: شاب عشريني وراء تسريب وثائق البنتاغون السريّة.. وهذا ما قاله زملاؤه عنه

في أول تصريح له بشأن الوثائق السرية الخاصة بوزارة الدفاع (البنتاغون) التي تم تسريبها ونشرها على شبكة الإنترنت الأسبوع الماضي، قال الرئيس جو بايدن إنه قلق بشأن التسريب نفسه وكيفية حدوثه، وليس بشأن مضمون الوثائق التي تم تسريبها.

ووفقًا لشبكة CNN فقد قال بايدن إن السلطات تقترب من تحديد هوية الشخص الذي قام بتسريب الوثائق، مشيرًا إلى أن هناك تحقيق كامل يجري حاليًا، والاستخبارات ووزارة العدل تقتربان من التوصل إلى هوية مسرب الوثائق”.

وسادت موجة من القلق داخل وخارج أمريكا بعد تسريب عشرات الوثائق السرية للغاية الخاصة بالبنتاغون على الإنترنت، والتي تكشف عن معلومات حساسة مخصصة لكبار القادة العسكريين والاستخباراتيين، ويتعلق بعضها بسياسة أمريكا مع أعدائها وحلفائها.

ووفقًا لموقع “الحرة” فقد أصبح التسريب، الذي يُعرف بتسريب Discord نسبة إلى البرنامج الذي تمت مشاركة الوثائق عبره، واحدًا من أكبر الكوابيس الدبلوماسية والأمنية لواشنطن هذا العام، حيث تسبب في حرج دبلوماسي ومخاطر أمنية كبيرة.

واعترف مدير وكالة الاستخبارات المركزية، بيل بيرنز، بأن قضية التسريبات تمثل مشكلة كبيرة للولايات المتحدة.

كشف هوية المُسرّب

وكانت صحيفة “واشنطن بوست” قد قالت في تقرير لها إن المشتبه به وراء تسريب الوثائق شاب في العشرينات من عمره، يدعى OG، كان يعمل في قاعدة عسكرية، وقام بنشر الوثائق السرية في مجموعة تعارف على الإنترنت، موجودة على تطبيق Discord للمراسلة الذي يتكون مشتركوه بأغلبيتهم من محبي ألعاب الفيديو.

ووفقا لتقرير الصحيفة فإن الشاب قام بمشاركة الوثائق مع مجموعة من معارفه الذين يتشابهون معه في الميول والاهتمام بنظريات المؤامرة، مشيرًا إلى أن الوثائق تمت مشاركتها مع مجموعة من نحو 20 شخصًا، معظمهم من الرجال والشباب “يجمعهم حب البنادق والمعدات العسكرية والله”.

وتعرّف أعضاء المجموعة على بعضهم من خلال متابعة أحد مدوني الأسلحة على يوتيوب، ثم انتقلوا إلى مجموعة Discord.

وبحسب التقرير فقد قال الشاب لزملائه في المجموعة إنه حصل على الوثائق خلال عمله في قاعدة عسكرية لم يحددها، مشيرًا إلى أنه نسخ الكثير من تلك الوثائق باليد، لأنها موجودة في أماكن يحظر على من يدخلها حمل الهواتف أو الأجهزة الإليكترونية.

ويُعرف الشاب بين زملائه بأنه زعيم المجموعة، وأنه مُطلع على الأسرار العسكرية. وقال عضوان في المجموعة للصحيفة إنهما يعرفان الاسم الحقيقي للشاب OG، والولاية التي يعيش ويعمل فيها، لكنهما رفضا مشاركة هذه المعلومات.

وأشارا إلى أنهما منجذبان إلى شجاعة OG، ومهارته في استخدام الأسلحة، وقدرته على معرفة أشياء سرية، واستنتاجاته وتوقعاته عن أحداث مستقبلية، مؤكدين أنه غضب حينما تجاهل أعضاء المجموعة قراءة المنشورات السرية.

كما قالا إن OG يستطيع أن يضع يديه على بعض أكثر المعلومات الاستخباراتية سرية في الحكومة الأمريكية، وكان لديه وجهة نظر سيئة عن الحكومة، ويرى أنها أخفت الحقائق الرهيبة عن الجمهور، كما يرى أن أجهزة إنفاذ القانون ومجتمع الاستخبارات قوة شريرة تسعى إلى قمع مواطنيها وإبقائهم في الظلام.

أسرار خطيرة

وكان الشاب قد أبلغ المجموعة بأن لديه وثائق سرية للغاية حول مكان وتحركات قادة سياسيين رفيعي المستوى وتحديثات تكتيكية عن القوات العسكرية، وتحليلات جيوسياسية، وتحليلات عن جهود الحكومات الأجنبية للتدخل في نتائج الانتخابات.

وبحسب الصحيفة فإن العديد من الوثائق السرية التي تم تسريبها تم إعداده لكبار المسؤولين العسكريين، وتحتوي على تقييمات لتقدم الحرب في أوكرانيا، بما في ذلك معلومات تكتيكية دقيقة في ساحة المعركة.

وتكشف الوثائق عن مخاوف عميقة بشأن مسار الحرب وقدرة كييف على شن هجوم ناجح ضد القوات الروسية، كما أنها تظهر مدى اختراق الولايات المتحدة للجيش الروسي.

وتضمن بعض الوثائق خرائط تفصيلية لظروف ساحة المعركة في أوكرانيا، وصور أقمار صناعية سرية للغاية لآثار الضربات الصاروخية الروسية على المنشآت الكهربائية الأوكرانية.

كما تتضمن الوثائق ملخصات للاستخبارات حول محادثات رفيعة المستوى بين قادة العالم، بالإضافة إلى معلومات حول تكنولوجيا الأقمار الصناعية المتقدمة التي تستخدمها الولايات المتحدة للتجسس. كما تضمنت صورة تم التقاطها من مسافة قريبة لبالون التجسس الصيني الذي حلق في جميع أنحاء البلاد في فبراير الماضي.

وتشمل الوثائق أيضًا معلومات استخباراتية عن كل من الحلفاء والخصوم، بما في ذلك إيران وكوريا الشمالية، وكذلك بريطانيا وكندا، وكوريا الجنوبية، وإسرائيل، ومصر.

تطور التسريب

ووفقًا للصحيفة فقد شارك OG العديد من الوثائق مع زملائه بدءًا من أواخر العام الماضي، لكنه وجد أن كتابة المعلومات التي توجد في الوثائق السرية باليد يستغرق الكثير من الوقت، لهذا بدأ الأسبوع الماضي في نشر مئات الصور للوثائق التي كان يتحدث عنها، وهو الأمر الذي عرضه لمخاطر أكبر.

وتقول الصحيفة إن OG قام بنقل المستندات إلى المجموعة خلال الشتاء الماضي، لكن في 28 فبراير بدأ مراهق آخر من أعضاء المجموعة في نشر الصور على مجموعة أخرى. وفي 4 مارس ، ظهرت 10 وثائق على خادم Discord فيه أعضاء مهتمون بلعبة فيديو شهيرة.

وبعدها أصبحت الوثائق السرية متاحة للآلاف من مستخدمي Discord، لكن الحكومة الأمريكية لم تعرف بالتسريب إلا بعد شهر.

وأوضحت أن OG توقف عن مشاركة صور جديدة في مارس. وفي أبريل شاركت منصات تلغرام روسية بعضا من الوثائق السرية، لكنها تلاعبت بها لإظهار مزيد من الخسائر بين الأوكرانيين.

وتقول الصحيفة إنه قبل وقت قصير من نشر صحيفة نيويورك تايمز تقريرًا يكشف عن تسريب الوثائق، قال OG لمجموعته إنه يشعر بتوتر شديد وأن شيئا سيئًا سيحدث، وخلال الأيام الماضية، بعد بدء تحقيقات الـFBI والبنتاغون في التسريبات بدا OG مرتبكًا للغاية ولا يعرف ما الذي يجب القيام به، لأنه يدرك تماما ما قد تكون عليه العواقب، ولذلك نصح رفاقه بالحذر وحذف أي معلومات تتعلق به.

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى

اشترك مجانا في القائمة البريدية ليصلك كل جديد

نحترم خصوصية المشتركين