أخبارأخبار أميركا

ماذا قالت وثائق البنتاغون المُسربة عن مصر وحرب أوكرانيا وخطر الصين؟

ضجة كبيرة صاحبت الكشف عن تسريب الوثائق العسكرية السرية، التي قالت وزارة الدفاع (البنتاغون)، إنها تشكل خطرًا “جسيما للغاية” على الأمن القومي الأمريكي.

وقالت شبكة CNN إن إدارة الرئيس بايدن تسعى جاهدة لتقييم واحتواء تداعيات التسريب الكبير لوثائق البنتاغون السرية التي أزعجت المسؤولين الأمريكيين وأعضاء مجلس النواب والحلفاء الرئيسيين في الأيام الأخيرة.

وأشارت إلى أن وزارة العدل فتحت تحقيقًا جنائيًا في التسريبات، بينما تقوم الحكومة الأمريكية بمراجعة كيف تم تسريب ونشر هذا النوع من المعلومات السرية، مع اتخاذ الخطوات اللازمة لتضييق تدفقها وانتشارها على الإنترنت.

ووفقًا للعديد من التقارير الإعلامية فإن الوثائق التي تم تسريبها على منصات على الإنترنت تتضمن معلومات حساسة ومفصّلة للغاية حول الحرب في أوكرانيا، يمكن أن يكون لها عواقب مميتة على الأوكرانيين.

حيث ستتيح المعلومات المسربة للروس فرصة معرفة طرق ومصادر جمع المعلومات الاستخباراتية ووقفها، وهو ما يعني اختفاء تلك المصادر مستقبلًا، وهو ما سينتج عنه مقتل العديد من الناس ونتائج سيئة في ساحة المعركة.

كما تتضمن بعض الوثائق مواد إحاطة حساسة تتعلق بالصين وحلفاء الولايات المتحدة وخصومها. ويقوم حلفاء الولايات المتحدة بإجراء تقييمات للأضرار الناتجة عن التسريبات، ويسارعون لتحديد ما إذا كان أي من مصادرهم وأساليبهم للحصول على المعلومات قد تعرضت للخطر.

وهناك مخاوف من أن شركاء الولايات المتحدة في التحالف الاستخباري سيفكرون مرتين في مشاركة معلوماتهم الاستخباراتية الأكثر حساسية بعد التسريبات التي حدثت.

وقالت التقارير إن هناك وثائق أخرى تركز على قضايا الدفاع والأمن في الشرق الأوسط، وكذلك في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، وفقًا لموقع “بي بي سي“.

الدول التي شملتها الوثائق

وأوردت صحيفة “واشنطن بوست” في تقرير لها مجموعة من الدول برزت أسماؤها في الوثائق التي تم تسريبها، ومن بينها أوكرانيا وروسيا والصين وكوريا الجنوبية وإيران وتركيا وكندا ومصر.

أوكرانيا

تتعلق الوثائق بشكل أساسي بالحرب في أوكرانيا بعد عام من القتال العنيف، وبعضها يقيم أوضاع الحرب مؤخرًا وحجم الخسائر الروسية والأوكرانية، بينما يتطرق البعض الآخر إلى الوضع على جبهات محددة مثل باخموت.

وتشير التسريبات إلى نقاط ضعف في الدفاعات الجوية الأوكرانية ومشاكل محتملة في إمدادات الذخيرة، حيث تشير إحداها إلى أن تقييم لهيئة الأركان المشتركة الأمريكية خلص إلى أن قدرة أوكرانيا على توفير دفاع جوي متوسط المدى لحماية الخطوط الأمامية ستنخفض تماما بحلول 23 مايو.

كما تقدم وثيقة أخرى تقريرًا صدر في أوائل فبراير الماضي بعنوان “سري للغاية” يتضمن تقييمًا قاتمًا للهجوم المضاد في أوكرانيا المخطط حدوثه في الربيع المقبل، محذرًا من أنه من المحتمل أن يؤدي إلى “مكاسب متواضعة” ستكون “أقل بكثير” من أهداف كييف الأصلية.

وأعرب مسؤولون أوكرانيون عن غضبهم من أن نقاط الضعف التي شاركوها مع الولايات المتحدة أصبحت الآن علنية ومعروفة لروسيا.

روسيا

أما بالنسبة لروسيا فتقدم العديد من الوثائق دليلاً إضافياً على أن أجهزة الاستخبارات الأمريكية قد اخترقت الجيش الروسي بدرجة كبيرة. وتشير الوثائق إلى أن الولايات المتحدة تمكنت في بعض الحالات من تحذير أوكرانيا من هجمات وشيكة.

وتتناول الوثائق تفاصيل عمليات قامت بها أجهزة الاستخبارات الروسية ومجموعة “فاغنر” الموالية للكرملين، التي تنشط في أوكرانيا.

وكدليل على مدى اختراق القوات الروسية، استطاعت واشنطن في بعض الأحيان تحذير كييف من هجمات روسية وشيكة.

وتشير أيضا إلى أحداث خطيرة مثل وثيقة تقول إن مقاتلة روسية كادت أن تسقط طائرة استطلاع بريطانية، في 29 سبتمبر الماضي، قبالة سواحل شبه جزيرة القرم.

الصين

تقدم الوثائق تحليلاً للمخاطر واسعة النطاق التي تشكلها الصين على أمريكا، بما في ذلك استعداد بكين لإرسال أسلحة “فتاكة” إلى روسيا، وإلى أنه في حال وقوع هجوم على الأراضي الروسية بأسلحة “الناتو”، قد يجر ذلك بكين إلى الحرب.

فضلًا عن ذلك يقول أحد التقييمات المنشورة في التسريب أن هجومًا أوكرانيًا على الأراضي الروسية باستخدام أسلحة الناتو يمكن أن يجر بكين إلى الحرب. وقالت إن ضرب أوكراني لهدف استراتيجي مهم – أو زعيم كبير – في روسيا، قد يكون بمثابة مبرر إضافي للصين لإرسال مساعدات قاتلة إلى موسكو.

وتكشف التسريبات تفاصيل اختبار أجرته بكين، في فبراير الماضي، لصاروخ DF-27 الذي يتجاوز سرعة الصوت وقالت إنه “قادر “على اختراق أنظمة الدفاع الصاروخي الباليستية الأمريكية. وأثناء التجربة، حلق الصاروخ لمدة 12 دقيقة على مدى 2100 كيلومتر.

وتشير التسريبات إلى سفينة حربية صينية اعتمدتها بكين حديثا، وإطلاق صاروخ في مارس يتجاوز سرعة الصوت، حمل قمرين صناعيين، من المتوقع أن يعززا قدرات رسم الخرائط العسكرية لبكين.

مصر

من ناحية أخرى تكشف إحدى الوثائق المؤرخة في 17 فبراير عن محادثات بين الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، ومسؤولين عسكريين كبار، تشير إلى خطط لقيام مصر بتزويد روسيا بقذائف صاروخية.

ووفقًا للوثيقة فقد أصدر السيسي تعليمات للمسؤولين بالحفاظ على سرية إنتاج وشحن الصواريخ “لتجنب المشاكل مع الغرب”.

وتنقل الوثيقة عن شخص يُدعى صلاح الدين قوله إنه “سيأمر شعبه بالعمل بنظام الورديات إذا لزم الأمر، لأنه كان أقل ما يمكن أن تفعله مصر لسداد روسيا مقابل مساعدة غير محددة في وقت سابق”. لا توضح الوثيقة ماهية المساعدة الروسية السابقة.

كوريا الجنوبية

تشير إحدى الوثائق إلى أن مجلس الأمن القومي لكوريا الجنوبية ناقش طلبًا أمريكيًا بإمكانية إمداد أوكرانيا بقذائف مدفعية أمريكية، وسط مخاوف في سيول من إثارة غضب موسكو.

من جانبها قللت كوريا الجنوبية من أهمية التسريب، حيث أشار نائب مستشار الأمن القومي، كيم تاي هيو، إلى أن واشنطن وسيول “لديهما تقييم مشترك بأن الكثير من المعلومات التي تم الكشف عنها قد تم تغييرها والعبث بها”.

إيران

لطالما كانت إيران هدفًا رئيسيًا للتجسس الأمريكي، وحققت وكالة المخابرات الأمريكية نجاحات ملحوظة في اختراق البرنامج النووي لإيران، والأجهزة الأمنية الإيرانية.

وتشير الوثائق المسربة إلى أن الوكالات الأمريكية تراقب بشكل روتيني على الأقل بعض أنشطة الأسلحة الإيرانية السرية، وكذلك المداولات الداخلية من قبل كبار المسؤولين الإيرانيين.

يصف أحد التقارير الذي يحمل علامة سرية للغاية ما يبدو أنه مناقشات خاصة بين كبار القادة الإيرانيين حول كيفية تنظيم زيارة قادمة لرافائيل غروسي، رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

وتشير الوثائق إلى مراقبة الولايات المتحدة للوكالة الدولية للطاقة الذرية نفسها، كوسيلة أخرى لاكتساب نظرة ثاقبة على جهود إيران النووية.

إسرائيل

تشير إحدى الوثائق إلى أن قادة كبار في جهاز الموساد يدعمون تحركات المواطنين الإسرائيليين للاحتجاج على خطة الإصلاح القضائي المثيرة للجدل التي اقترحتها الحكومة الإسرائيلية الجديدة.

وفي رد فعل له على التقرير، قال مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو في بيان إن التقرير “كاذب ولا أساس له على الإطلاق”. وأضاف أن “الموساد وكبار مسؤوليه لم يشجعوا، ولا يشجعون، أفراد الجهاز على الانضمام إلى المظاهرات المناهضة للحكومة، أو المظاهرات السياسية، أو أي نشاط سياسي”.

تركيا

وفيما يتعلق بتركيا تشير التسريبات إلى أن “فاغنر” تواصلت مع شخصيات تركية للمساعدة في شراء أسلحة ومعدات “لدعم جهودها في مالي وأوكرانيا”. لكن من غير الواضح مدى علم الحكومة التركية بهذه الخطوة، وما إذا كانت قد تمت بالفعل أم لا.

كندا

تشير الوثائق إلى أن مجموعة قرصنة موالية لروسيا، تسمى Zarya شاركت لقطات شاشة في 25 فبراير مع ضابط مزعوم من جهاز الاستخبارات الروسية ادعى فيها أنهم تمكنوا من الوصول إلى مرفقات الغاز الكندي ويمكنهم إغلاق موقع توزيع.

وبحسب الوثائق، كان هناك اعتقاد لدى جهاز الأمن الروسي بأن “العملية الناجحة” ستؤدي إلى انفجار، لكن ليس واضحا ما إذا كان ذلك قد حدث.

هايتي

تشير وثيقة إلى خطط سرية لمجموعة “فاغنر” للسفر إلى هايتي للتعاون مع الحكومة في محاربة العصابات التي تسيطر على مساحات شاسعة من العاصمة وقتلت واختطفت الآلاف.

ونفى المتحدث باسم الحكومة الاتصال بالمجموعة أو عقد اجتماعات، فيما قال متحدث باسم الشرطة إنه ليس على علم بحدوث ذلك.

المجر

وجاء في تحديث استخباراتي لوكالة “CIA” أن رئيس الوزراء المجري، فيكتور أوربان، اعتبر في 22 فبراير أن الولايات المتحدة من بين “الخصوم الثلاثة الأوائل” لحزبه. وجاء في التحديث أن التعليق “يشكل تصعيدا لمستوى الخطاب المعادي لأمريكا في خطابه”.

وتقول واشنطن بوست إن الزعيم الشعبوي اليميني كان قد كثف من تصريحاته العلنية المناهضة للولايات المتحدة، منذ أن تولى الرئيس، جو بايدن، منصبه، وكان يعبر دومًا عن إعجابه بالرئيس السابق، دونالد ترامب.

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى

اشترك مجانا في القائمة البريدية ليصلك كل جديد

نحترم خصوصية المشتركين