أخبارتقارير

القطة والشيخ.. احتفاء عالمي بالمشهد الجليل وسؤال حيّر المتابعين

لازال مشهد صعود القطة على كتف الشيخ الجزائري وليد مهساس، وتقبيلها له خلال صلاة التراويح، يثير ضجة واسعة، وسط احتفاء عربي وإسلامي بل وعالمي بالمشهد الذي أثار إعجاب كل من تابعه.

وتم تداول الفيديو الخاص بالواقعة بشكل واسع على منصات التواصل الاجتماعي كما تناولته وسائل إعلام عالمية ، وتجاوزت مشاهداته 1.6 مليار مشاهدة وفقًا لتقارير إعلامية.

الواقعة حدثت مساء يوم الثلاثاء الماضي أثناء أداء صلاة التراويح في مسجد أبي بكر الصديق في ولاية برج بوعريريج شرقي الجزائر، حيث كان الشيخ وليد مهساس يؤم المصلين في صلاة التراويح، وبينما كان يقوم بتلاوة القرآن الكريم أثناء الصلاة صعدت القطة فوق كتفه وقبلته ثم نزلت ثانية قبل الركوع.

ونشر الشيخ وليد مهساس الفيديو الخاص بالواقعة على صفحته الشخصية بموقع فيسبوك وعلق عليه قائلًا: “سبحان الله.. حتى الحيوانات تخشع لكلام الله”.

تفاعل عربي وإسلامي

وحظي المنشور حتى الآن بأكثر 1.2 مليون مشاهدة، وحوالي 83 ألف إعجاب، ونحو 6 آلاف تعليق، إلى جانب انتشاره الكبير وإعادة مشاركته على العديد من المنصات الاجتماعية الأخرى، وأفادت قناة تلفزيونية بأن مقطع الفيديو حصد أكثر من مليار و600 مليون مشاهدة حتى الآن، وفقًا لصحيفة “الخليج أونلاين“.

وتفاعل المتابعون بشكل كبير مع مقطع الفيديو، حيث أشادوا بحسن تصرف الإمام الذي لم يحاول إبعاد القطة عنه وعاملها برفق كبير واحتضنها وربت عليها ليطمئنها حتى صعدت إلى كتفه واستقرت عليه في ألفة وسكينة.

كما أشاد المتابعون بالثبات الكبير الذي كان عليه الشيخ، حيث مرت الواقعة دون أن يؤثر ذلك على أدائه للصلاة، حيث واصل قراءة القرآن بثبات وبصوت جميل أثنى عليه كل من سمعه، وقال البعض إن صوته العذب كان سببًا في خشوع القطة وصعودها إلى كتفه لتقبيله وكأنها تثني عليه وعلى صوته الجميل.

وقال أحد المعلقين: “وكأن القط أحن إلى صوتك الرائع”، فيما ذكر آخر: “وكأن القطة أرادت أن تشكرك على تلاوة القرآن الكريم بصوت تحن له الأذن”. وقال معلق آخر: “الذي أعجبني في الأمر هو خشوع الإمام وثباته في صلاته”.

فيما قال آخر: “القطة هدية من الله عزوجل للشيخ وليد مهساس، في هذه الليلة المباركة أراد الله سبحانه وتعالى أن يصل صوت الشيخ وهو يتلو القرآن إلى مسامع كل سكان الأرض.

فيما كتب متابع آخر: “صورة لابد أن تستثمر حول العالم عن الإسلام والرفق بالحيوان وعن الخشوع وجمال القران وتلاوته”.

وكتب آخر: “أغلى قبلة في العالم.. قطة أحبت كلام الله، فصعدت وعانقت وقبلت القارىء، ثم نزلت في وقار كأنها أدركت لحظة ركوع الإمام.. سبحان الله».

ولم يفت الكثير من المتابعين أن يقارنوا بين الانتشار الواسع لهذا المشهد وانشغال العالم به وسط انشغال الكثير من العرب والمسلمين وبدراما رمضان والمسلسلات التي عمد الكثير منها لتشويه صورة المشايخ والإسلام، حيث غرد أحدهم قائلًا: “قطة بدولار واحد نسفت تفاهة مسلسلات بملايين الدولارات تحاول تشويه الإسلام”.

وغرد آخر قائلًا: “أجمل حدث في سنة 2023 اكثر من مليار شخص شاهده، القطة الجزائرية والامام الجزائري حطموا الدراما والمسلسلات التافهة بمشهد اجتاح القنوات والمواقع وحسن صورة الإسلام عند الكثير من غير المسلمين، حيث قطة تسلقت جلباب الإمام نحو رأسه لكن الجميل ان الامام احتضنها لثواني ولم يبعدها عنه…

وعلق آخر قائلًا: “حقيقة ثابتة: الإسلام كل ما حاربوه اشتد وكل ما تركوه امتد”. فيما قال آخر: “قطة وشيخ جليل وصدفة في صلاة تراويح قدرت تبوظ شغل سنين لناس أتفه من التفاهة كل غايتهم يشوهوا صورة الإسلام والمسلمين {ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين}”.

تفاعل غربي

ولم يقتصر الإعجاب بالفيديو على العرب والمسلمين فقط، بل امتد إلى العالم الغربي، حيث تم تداول الفيديو بشكل واسع من قبل وسائل إعلام غربية، وحظي بمتابعات وتعليقات كثيرة.

ونشرت قناة CNN الفيديو على حسابها بموقع انستغرام، حيث حظي بإعجاب واستحسان الكثير من المتابعين من غير المسلمين والذين علق بعضهم عليه قائلًا: “لقد شعرت القطة بالهدوء القوي”، و”لا أعرف ماذا يقول لكنه جميل جدًا”، و”يا الله، لقد أزال كل قلقي، يالها من لحظة بهيجة”، و”أشعر بقوة تلك الصلاة”.

وكتبت مغردة باللغة الإنجليزية: “فيديو رائع. يمكنك معرفة أن الإمام والقط صديقان عزيزان حيث تقبل القطة وجه الإمام بلطف، وأثناء الصلاة، يساعد الإمام القط للصعود على كتفيه، حب الحيوانات أمر رائع أن تراه، الإمام له صوت رائع أيضًا”.

وقالت أخرى: “قط جميل نموذجي يريد كل الاهتمام، كان رد فعل الإمام جميلا، حيث أظهر لطفه مع القطة مع الاستمرار في الصلاة”.

وكتب أحد المغردين قائًلًا: “تلقيت صباحا رسالة من صديق أمريكي غير مسلم من ولاية نيفادا الأمريكية شاهد الفيديو الذي يعبر عن سماحة هذا الشيخ مع القطة، والتي جعلت الكثير من صفحات الإعلام في أمريكا تتحدث عن هذا الحادث”.

من جانبها أعادت روزي دياز، المتحدثة باسم وزارة الخارجية البريطانية في الشرق الأوسط، نشر المقطع عبر حسابها الرسمي بتويتر، وعلقت عليه قائلة: “مشهد يجسّد معاني الرحمة والرفق بالحيوان بشكل جميل جدا!”.

كما نشرت وكالة رويترز مقطع الفيديو للشيخ والقطة وكتبت عليه: صلاة التراويح بشهر رمضان في الجزائر زارتها قطة”. وحظي الخبر الذي نشرته رويترز بحالة من الإعجاب الشديد من جانب متابعيها المسلمين وغير المسلمين.

كما تداولت هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي” مقطع الفيديو أيضًا، والذي حظي بإعجاب المتابعين الذين أشادوا بتصرف الشيخ مع القطة، وأبدوا اندهاشهم من تصرف القطة مع الشيخ.

ووقف الكثير من المتابعين عند معاني الرحمة التي عبر عنها الفيديو والتي ينبغي أن تنعكس على سلوك المسلم، ورأى ناشطون أن تصرّف الإمام أدحض كل الصور المشوهة عن الأئمة وعن الإسلام والتي يتم تكرارها في العديد من وسائل الإعلام العربية والغربية.

وعلقت إحدى المتابعات على المشهد قائلة: “الإسلام دين الرحمة، قفزت الهرة على كتف الإمام في آية تدل على رحمة الله {فقل ربكم ذو رحمة واسعة} وكان الإمام رحيمًا فاعلًا لكلام الله ليس مرددًا فقط، وكأنها أثنت عليه وقبلته”.

وتابعت في منشورات أخرى: “لا تحدثني كثيرًا عن الدين ولكن دعني أراه في سلوكك، وكأننا اعتدنا القسوة فلما رأينا الرحمة انبهرنا ونسينا أنها الفطرة”.

مَن هو الشيخ وليد مهساس؟

وُلد الشيخ وليد مهساس في الجزائر، وهو إمام مسجد أبي بكر الصديق في حي 12 هكتار بولاية برج بوعريريج شرقي الجزائر.

وهو يقوم بخطبة صلاة الجمعة أسبوعيًا، ويقدم دروسا خاصة بشرح وتفسير الدين الإسلامي، والعلوم الشرعية، كما يقدم بثاً مباشراً بشكل دوري عبر صفحته الرسمية بموقع فيسبوك، وهي بعنوان: “الصفحة الرسمية للقارئ وليد مهساس”، لتقديم الدروس الدينية والتفاعل مع الجمهور والإجابة على تساؤلاتهم بشكلٍ مباشر.

وقد صُنف من أجمل الأصوات لتلاوة القرآن الكريم وفقًا لرواد مواقع التواصل الاجتماعي، كما يُداوم على إقامة الأمسيات القرآنية لحفظ وتجويد القرآن ضمن مسابقة «براعم البيان».

جدير بالذكر أن مدير الشؤون الدينية لولاية البرج الجزائرية، لخضر فنيط، قام بتكريم الشيخ وليد مهساس، بعد المشهد العفوي الذي حدث له مع القطة أثناء الصلاة.

أول تعليق

وفي تصريحات لقناة رؤية الجزائرية، علَّق الإمام الشيخ وليد مهساس على واقعة تسلل القطة على كتفه، وبدأ حديثه بتوجيه الشكر لكل أهالي البلدة، لاستقبالهم الحافل له، وحرصهم على حضور الصلاة من قبل موعد صلاة المغرب وحتى بعد صلاة العشاء قائلًا: “أشكر الجمهور اللي حضر معانا من قبل صلاة المغرب لبعد العشاء، وكان حضورا جميلا، وكانوا منصتين في حسن أدب مع القرآن الكريم وهدوء وسكينة”.

وتابع: “كُنا في عُرس قرآني، وقضينا ساعتين من أروع ساعات العمر مع القرآن الكريم، وأوجه التحية لكل الصغار والرجال والنساء، وأدعو لأهل هذه البلدة التي اشتهر أهلها بحفظ القرآن الكريم، أن يحفظها ربي ويبارك فيها».

سؤال حير المتابعين

من ناحية أخرى أثارت واقعة الشيخ وليد مهساس والقطة بعض التساؤلات، حول طهارة القطة، وإمكانية تنجيسها للإنسان حال لمسها، او تسببها في نقض وضوء الإمام، وهل صحت صلاته بعد لمس القطة له.

ووفقًا لموقع “القاهرة 24” فقد أجابت دار الإفتاء المصرية على هذا الأمر خلال فتوى سابقة منشورة عبر موقعها الرسمي قالت فيها إن القطط الأليفة حيوانٌ طاهر عند عامة الفقهاء، يجوز حيازته واقتناؤه وتملُّكه.

واستدلت دار الإفتاء على طهارة القطط بما رواه أصحاب السنن الأربعة عن كبشة بنت كعب بن مالك رضي الله عنهما، وكانت عند ابن أبي قتادة رضي الله عنه: أنَّ أبا قتادة دخل عليها، قالت: فسكبت له وَضوءًا. قالت: فجاءت هرة تشرب، فأصغى لها الإناء حتى شربت، قالت كبشة: فرآني أنظر إليه، فقال: أتعجبين يا بنت أخي؟ فقلت: نعم، فقال: إنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إِنَّهَا لَيْسَتْ بِنَجَسٍ، إِنَّمَا هِيَ مِنَ الطَّوَّافِينَ عَلَيْكُمْ، أَوِ الطَّوَّافَاتِ».

إلا أن الإفتاء حذرت من أن بول القطط وروثها نجسٌ، ويجب غَسْل الموضع الذي أصابه البول من الثوب أو البدن، لافتة إلى أنه في حالة تيقُّن وجود النجاسة في قَدَم القطة وانتقالها: فيجوز العمل بمذهب الحنفية، فعندهم إذا كان الشيء المتنجِّس جافًّا، وكانت اليد أو القدم أو الثوب مثلًا هي المبتلة، فإن ظهر فيها شيء من النجاسة أو أثرها تنجَّست، وإلا فلا، وإذا شقَّ على السائل إزالة النجاسة: فيجوز له العمل بمذهب المالكية؛ حيث إنَّ إزالتها سُنَّة عندهم.

وتابعت: “مما سبق يتبيّن أن الصلاة في وجود القط صحيحة ومقبولة، لكونه طاهرًا في نفسه وذاته، إلا أنه إذا تيقن الفرد بوجود نجاسة من بول القط أو روثه، فإنه يجب عليه إزالته أولًا”.

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى

اشترك مجانا في القائمة البريدية ليصلك كل جديد

نحترم خصوصية المشتركين