أخبارأخبار العالم العربي

تصعيد خطير.. إطلاق عشرات الصواريخ من لبنان على إسرائيل ردًا على اقتحام الأقصى

في تصعيد خطير للأحداث قال الجيش الإسرائيلي إن عشرات الصواريخ أُطلقت من لبنان تجاه مناطق حدودية شمال إسرائيل، اليوم الخميس، فيما وصف بأنه أكبر هجوم من نوعه منذ الصراع الذي استمر 33 يومًا بين البلدين في عام 2006.

وبينما أشارت بعض التقارير إلى وقوف حزب الله اللبناني وراء إطلاق الصواريخ، رجحت تقارير أخرى أن إطلاق الصواريخ جاء من جانب فصائل فلسطينية في جنوب لبنان ردًا على اقتحام الشرطة الإسرائيلية للمسجد الأقصى بالقدس خلال اليومين الماضيين.

أكثر من 30 صاروخ

وكانت إسرائيل قد أعلنت في بيان أولي عن إطلاق صاروخ واحد تم اعتراضه بنجاح، لكن إذاعة الجيش الإسرائيلي ذكرت لاحقًا تسجيل 30 عملية إطلاق على الأقل من الأراضي اللبنانية، مشيرة إلى أن القبة الحديدية اعترضت 15 من الصواريخ التي أطلقت باتجاه منطقة الجليل.

ووفقًا لموقع “الجزيرة نت” فقد قال الجيش الإسرائيلي في وقت لاحق إنه رصد إطلاق 34 قذيفة صاروخية من الأراضي اللبنانية باتجاه إسرائيل، جرى اعتراض 25 منها، وسقطت 5 قذائف داخل الأراضي الإسرائيلية.

وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن أحد الصواريخ سقط في شارع رئيسي وسط بلدة شلومي بمنطقة الجليل، وتسبب بأضرار، وأضافت أن رجال الإطفاء يعملون على إخماد حرائق اندلعت إثر سقوط الصواريخ.

وأظهرت مقاطع فيديو نُشرت على مواقع التواصل الاجتماعي صواريخ تتطاير في سماء شمال إسرائيل، وأصوات انفجارات في عدة مناطق، فيما دوت صفارات الإنذار بشكل متواصل في منطقة الجليل الغربي.

وقالت هيئة البث الإسرائيلية إن معظم الصواريخ التي أطلقت من لبنان هي من طرازي “كاتيوشا” و”غراد”، وذكرت فرق الإسعاف الإسرائيلية أن 3 إسرائيليين أصيبوا جراء القصف الصاروخي.

وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن الجيش الإسرائيلي طلب من سكان المناطق الحدودية مع لبنان الدخول إلى الملاجئ، كما قرر رئيس بلدية نهاريا شمالي إسرائيل فتح الملاجئ العامة.

ودعت السلطات الإسرائيلية المتنزهين إلى تجنّب منطقة الشمال في ظل استمرار سقوط الصواريخ، فيما أعلنت سلطة المطارات والمعابر الإسرائيلية إغلاق المجال الجوي في وجه الطيران المدني من حيفا حتى الحدود مع لبنان.

رد إسرائيلي

وقال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنه يتلقى تحديثات مستمرة حول الوضع الأمني، وسيقوم بإجراء تقييم مع رؤساء المؤسسة الأمنية. وذكرت وزارة الدفاع الإسرائيلية، أن وزير الدفاع يوآف غالانت أطلع أيضا على الأحداث الأمنية الأخيرة على الحدود الشمالية لإسرائيل.

بينما ذكرت وكالة الأنباء اللبنانية أن القوات الإسرائيلية أطلقت عدة قذائف مدفعية على جنوب لبنان ردًا على إطلاق صواريخ من لبنان.

وقالت الوكالة إن القصف الإسرائيلي استهدف أطراف مدينة صور جنوب البلاد، وأضافت أن أصوات الصواريخ التي أطلقت من لبنان والقصف الإسرائيلي سُمعت في أنحاء المنطقة.

لكن مراسل قناة “الجزيرة” في بيروت نقل عن مصدر أمني لبناني قوله أنه لم يسجل أي قصف إسرائيلي على الأراضي اللبنانية، مشيرًا إلى أن ما تم تداوله في بعض وسائل الإعلام اللبنانية من قصف إسرائيلي على مناطق لبنانية غير صحيح.

وأضاف أن ما سقط في الأراضي اللبنانية عقب القصف الصاروخي يرجع لسببين، أولهما أن بعض الصواريخ لم تتجاوز حدود لبنان وسقطت داخل أراضيه، وثانيهما اعتراض الدفاعات الجوية الإسرائيلية لبعض الصواريخ فسقطت بعض شظاياها داخل لبنان.

وفي وقت سابق غرد الجيش اللبناني على حسابه بموقع تويتر قائلًا إنه رصد إطلاق عدد من الصواريخ من محيط بلدات القليلة والمعلية وزبقين في قضاء صور باتجاه الأراضي الفلسطينية المحتلة. وقال الجيش اللبناني إنه يقوم بتسيير دوريات في المنطقة، بالتنسيق الوثيق مع قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل).

وقال الجيش اللبناني، لشبكة CNN، إنه ليس لديه معلومات يمكن إعلانها في الوقت الحالي حول مصدر إطلاق هذه الصواريخ ومن يقف وراءها. وقالت الشبكة إنها تواصلت أيضا مع “حزب الله” للتعليق، لكنها لم تتلق ردًا رسميًا بعد.

تصعيد خطير

من جانبها قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل)، في بيان لها إن التصعيد بين لبنان وإسرائيل “خطير للغاية”. وأكدت “يونيفيل” إطلاق “صواريخ متعددة” من جنوب لبنان باتجاه إسرائيل، وأن الجيش الإسرائيلي أبلغها بأنه نشط منظومة “القبة الحديدية” الدفاعية رداً على ذلك. وأضافت أن الوضع الحالي خطير للغاية داعية جميع الأطراف إلى ضبط النفس وتجنب المزيد من التصعيد.

فيما قال وزير الخارجية الإسرائيلي، إيلي كوهين، إن إسرائيل “تواجه صواريخ من الجنوب والشمال، وسنتخذ جميع الإجراءات اللازمة للدفاع عن بلدنا”.

وقال مصدر عسكري إسرائيلي إنه لم يجر الرد على مصدر إطلاق النار بعد، وأن الجيش لا يزال يقيم الوضع بعد الضربات الصاروخية من لبنان، ولا توجد أي توجيهات استثنائية للجبهة الداخلية حتى هذه اللحظة.

الاعتداءات على الأقصى

ويأتي القصف الصاروخي على الشمال الإسرائيلي بعد تصاعد التوتر في الأراضي الفلسطينية ، على خلفية اقتحام قوات من الشرطة الإسرائيلية المصلى القبلي في المسجد الأقصى بمدينة القدس الشرقية، والاعتداء على المصلين والمرابطين داخله.

وأظهرت مقاطع فيديو نشرت على الانترنت المشهد داخل المسجد الأقصى خلال المداهمة الثانية، حيث أطلق ضباط إسرائيليون مسلحون قنابل صوتية وأمرت المصلين بالخروج على الفور.

ودعت جماعات إسرائيلية متطرفة إلى اقتحامات واسعة للمسجد الأقصى بمناسبة عيد الفصح اليهودي الذي بدأ أمس الأربعاء ويستمر أسبوعًا، بينما تسود حالة من التوتر الشديد أنحاء البلدة القديمة في القدس ومختلف أنحاء الأراضي الفلسطينية.

وأكدت العديد من الدول العربية والإسلامية رفضها الشديد للاعتداءات الإسرائيلية، ودعت إلى وقفها على الفور، فيما حثت الولايات المتحدة جميع الأطراف على ضبط النفس، وأعربت الأمم المتحدة عن صدمتها حيال أحداث المسجد الأقصى.

من جانبه، دعا الأردن إلى عقد اجتماع استثنائي لجامعة الدول العربية، بينما يعقد مجلس الأمن الدولي جلسة مغلقة، اليوم الخميس، بدعوة من الإمارات والصين، لبحث التطورات الأخيرة المقلقة في الأرض الفلسطينية المحتلة، وتحديدا اقتحام المسجد الأقصى.

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى

اشترك مجانا في القائمة البريدية ليصلك كل جديد

نحترم خصوصية المشتركين