أخبار

نكسة جديدة لبوتين.. فنلندا تنضم رسميًا لحلف الناتو وتزيد عزلة روسيا

تم الإعلان اليوم رسميًا عن حصول فنلندا على عضوية حلف شمال الأطلسي (الناتو)، لتصبح العضو رقم 31 بالحلف، وذلك بعد أن قدم وزير الخارجية الفنلندي، بيكا هافيستو، الأوراق الرسمية الخاصة بانضمام بلاده إلى الحلف بمقره الرئيسي في بروكسل.

ووفقًا للموقع الرسمي للناتو فقد كان أعضاء الحلف قد وقعوا على بروتوكول انضمام فنلندا في 5 يوليو 2022، وبعد ذلك صوتت جميع البرلمانات الثلاثين للتصديق على عضوية البلاد.

واعتبارًا من اليوم ستشارك فنلندا رسميًا في جميع اجتماعات “الناتو” المستقبلية كحليف، وذلك بعد أن أنهت موقفها الحيادي، وتم رفع علمها خارج مقر “الناتو” في بروكسل في حفل حضره الرئيس الفنلندي ساولي نينيستو، ووزيري الخارجية والدفاع الفنلنديين، ووزراء خارجية جميع دول الناتو بمن فيهم وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، بالإضافة إلى وزر خارجية السويد الذي تمت دعوته للحفل.

وخلال الحفل تم عزف النشيد الوطني الفنلندي وترنيمة الناتو، وتم رفع علم فنلندا خارج مقر الناتو لأول مرة، بينما ألقى الأمين العام لحلف الناتو، ينس ستولتنبرغ، كلمة رحب فيها بانضمام فنلندا للحلف.

وقال ستولتنبرغ: “نرحب اليوم بفنلندا بصفتها العضو الـ31 في التحالف، وأعتقد أنه لا توجد طريقة أفضل للاحتفال بالذكرى السنوية لتأسيس حلفنا من الاحتفال بانضمام عضو جديد إلى الحلف”، ويتزامن حفل انضمام فنلندا مع الذكرى 74 لتأسيس الناتو في عام 1949.

كما أعرب عن تمنياته بانضمام السويد أيضًا للحلف قريبًا قائلًا: “أنا فخور جدًا بالترحيب بفنلندا كعضو كامل العضوية في تحالفنا، وأتطلع إلى الترحيب أيضًا بالسويد في أقرب وقت ممكن”. وأضاف أن “الانضمام إلى حلف الناتو أمر جيد لفنلندا، وهو أمر جيد لأمن بلدان الشمال الأوروبي أيضًا، كما أنه مفيد لحلف الناتو ككل”.

وأشار الأمين العام للناتو إلى أن انضمام فنلندا يظهر للعالم أن الرئيس بوتين فشل في “إغلاق باب الناتو، وبدلاً من تقليل عضوية الناتو، تحقق العكس، وانضم المزيد من الدول، ولا يزال بابنا مفتوحًا لدول أخرى”.

وتابع: “كان لدى الرئيس بوتين هدف معلن يتمثل في غزو الناتو لتقليل عدد الدول الأعضاء على طول حدوده وعدم انضمام المزيد من الدول الأوروبية، لكن لقد حصل عكس ذلك تمامًا”.

وأضاف “يمثل حلفاء الأطلسي معا 50% من القوة العسكرية العالمية. بالتالي، طالما نحن متحدون فإننا سنحمي بعضنا البعض وسنقوم بذلك بمصداقية، لن يكون هناك هجوم عسكري على أحد حلفاء الأطلسي”.

ووفقًا لشبكة CNN فقد قالت الرئاسة الفنلندية، في بيان لها: “بدأ عهد جديد، كل دولة تعظم أمنها الخاص. وكذلك فنلندا. في الوقت نفسه، تعزز عضوية الناتو موقفنا الدولي وتتيح مجالًا للمناورة. شاركنا منذ فترة طويلة بنشاط في أنشطة الناتو، كشريك”. وأضاف البيان أن “فنلندا ستقدم في المستقبل مساهمة في الردع والدفاع الجماعي للحلف”

انضمام السويد

وكان البرلمان التركي قد صوت بالإجماع الأسبوع الماضي لصالح عضوية فنلندا، ليزيل العقبة الأخيرة في عملية انضمامها للحلف.

ورغم موافقتها على انضمام فنلندا لا زالت تركيا تعارض طلب السويد للانضمام إلى حلف الناتو، بينما يحظى الأمر بموافقة معظم دول الحلف، وهو ما يجعل أمر انضمام السويد أيضًا للحلف مسألة وقت.

ويتعثر طلب السويد الانضمام إلى الحلف بسبب اتهام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ستوكهولم بـ”احتضان المسلحين الأكراد” والسماح لهم بالتظاهر في الشوارع، كما لم توافق المجر بعد على انضمام السويد للحلف.

وووفقًا لشبكة CNN فقد التزمت فنلندا والسويد على مدى عقود بعدم الانحياز إلى “الناتو” كوسيلة لتجنب استفزاز موسكو، لكن بعدما أمر الرئيس الروسي بوتين بغزو أوكرانيا لجأت الدولتين لإعادة تقييم وضعهما المحايد وتقدمتا بطلب رسمي للانضمام للحلف.

ترحيب أمريكي

وأبدى الرئيس الأمريكي، جو بايدن، “فخره” باستقبال فنلندا داخل الحلف، وقال “حين شنّ بوتين حربه العدوانية الوحشية على الشعب الأوكراني، اعتقد أنّه سيتمكّن من إحداث انقسام في أوروبا وحلف شمال الأطلسي. كان مخطئاً. اليوم، نحن موحّدون أكثر من أيّ وقت مضى”.

وأضاف “يسعدني أن أرحّب بفنلندا باعتبارها الحليف الحادي والثلاثين لحلف شمال الأطلسي”، متعهّداً مواصلة “الدفاع سوياً عن كلّ شبر من أراضي” الحلف.

وشدّد بايدن على أنّه سيكون “مسروراً” أيضاً باستقبال السويد في الحلف “في أسرع وقت”، بينما شجّع وزير خارجيته بلينكن تركيا والمجر “على المصادقة على بروتوكولات انضمام السويد من دون تأخير”.

فيما قال وزير الخارجية، أنتوني بلينكن: “أستطيع القول إن هذا الانضمام قد يكون الأمر الوحيد الذي يمكن أن نشكر الرئيس الروسي بوتين عليه، لأنه قام مجددًا بتسريع أمر قال إنه يريد تفاديه عبر الاعتداء على أوكرانيا.

نكسة لروسيا

ويرى مراقبون أن انضمام فنلندا للناتو يمثل “نكسة” للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي حذّر مرارًا وتكرارًا من توسع حلف الناتو قبل غزوه الشامل لأوكراني، والذي دفع إلى تزايد تأييد الرأي العام الفنلندي للانضمام إلى الناتو بنسبة 80%.

ومع انضمام فنلندا إلى الناتو، سيزيد الطول الإجمالي للحدود بين روسيا وحلف الناتو بمقدار الضعف تقريبًا. وسيكون للناتو الآن 7 دول أعضاء على بحر البلطيق، ما يزيد من عزلة وصول روسيا الساحلية إلى سان بطرسبرغ وكالينينجراد.

كما ستستفيد فنلندا من الحماية التي يوفرها البند الخامس من ميثاق الناتو، الذي ينصّ على أنه إذا تعرضت دولة عضو لهجوم مسلح، فإن الدول الأخرى ستعتبر هذا العمل هجومًا مسلحًا موجهًا ضد كل الأعضاء وستتخذ الإجراءات التي تعتبر ضرورية لتقديم المساعدة للبلد المستهدف.

الرد الروسي

ونددت روسيا بخطوة انضمام فنلندا للحلف معتبرة أنها تعد مساسًا بأمنها، وتوعدت باتخاذ “إجراءات مضادة”.

وقال الناطق باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف: “هذا تصعيد جديد للوضع. توسيع حلف شمال الأطلسي يشكل مساسا بأمننا وبمصالحنا الوطنية”.

وحذر نائب وزير الخارجية الروسي ألكسندر جروشكو، من أنه إذا نشر حلفاء فنلندا الجدد في الناتو قوات أو موارد هناك فإن موسكو “ستتخذ خطوات إضافية لضمان الأمن العسكري الروسي بشكل موثوق”. وفقًا لموقع “بي بي سي

وقال سفير روسيا في بيلاروسيا بوريس جريزلوف يوم الأحد الماضي إن موسكو ستنقل أسلحة نووية تكتيكية بالقرب من الحدود الغربية لبيلاروسيا “لزيادة احتمالات ضمان الأمن”.

كما قال وزير الدفاع الروسي سيرغي شويجو يوم الأربعاء إن نظام الصواريخ الباليستية قصير المدى إسكندر إم الروسي تم تسليمه إلى بيلاروسيا وكان قادرًا على حمل أسلحة نووية وتقليدية.

ومع ذلك، قال ستولتنبرغ إن الناتو لم يشهد بعد أي تغيير في الموقف النووي لروسيا. وأضاف أنه لن تكون هناك قوات للناتو متمركزة في فنلندا دون موافقة الحكومة في هلسنكي.

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى

اشترك مجانا في القائمة البريدية ليصلك كل جديد

نحترم خصوصية المشتركين