أخبار

غضب أوكراني ودولي بعد تولي روسيا رئاسة مجلس الأمن.. وهذا ردّ أمريكا

سادت حالة من الغضب في الأوساط السياسية الدولية بصفة عامة، وفي أوكرانيا بصفة خاصة، بعد تولي روسيا رسميًا رئاسة مجلس الأمن الدولي، رغم المطالبات الأوكرانية للدول الأعضاء في المجلس بمنع حدوث ذلك.

ووفقًا لنظام مجلس الأمن فإن المجلس يضم 15 عضوًا، يتولى كل عضو من منهم منصب الرئاسة لمدة شهر واحد بالتناوب أبجديًا، ويسيطر عليه أعضاؤه الخمسة الدائمون، بما في ذلك أمريكا وروسيا.

مخاوف أوكرانية

ووفقًا لشبكة CNN فقد وصف وزير الخارجية الأوكراني، دميترو كوليبا، تولي روسيا رئاسة المجلس خلال شهر أبريل الجاري بأنه “أسوأ كذبة أبريل في العالم”، و”وتنبيه صارخ بأن هناك خطأ ما في الطريقة التي تعمل فيها بنية الأمن الدولي”.

 وأعرب عن اندهاشه من إمكانية حدوث ذلك رغم في أن الغزو الروسي الوحشي لأوكرانيا مستمر ويمتد إلى عامه الثاني، قائلًا: “كيف لدولة تنتهك جميع القواعد الأساسية للأمن الدولي بشكل منهجي أن تترأس هيئة مهمتها الوحيدة هي حماية الأمن الدولي وصيانته”.

فيما قال مستشار الرئاسة الأوكرانية، ميخايلو بودولياك، إن هذه الخطوة تعد “اغتصابًا آخر للقانون الدولي.. لأن كيانًا يشن حربًا عدوانية، وينتهك قواعد القانون الإنساني والجنائي، ويدمر ميثاق الأمم المتحدة، ويهمل السلامة النووية، لا يمكن أن يتولي رئاسة هيئة الأمن الرئيسية في العالم”.

وكانت روسيا قد تولت رئاسة مجلس الأمن آخر مرة في شهر فبراير 2022، ووقتها شنت غزوًا واسع النطاق على أوكرانيا، وهو ما يثير المخاوف بشأن خطوة روسية أخرى خطيرة تجاه أوكرانيا، أو اتخاذ خطوات أخرى من شأنها عرقلة الجهود الدولية لمنع ارتكاب المزيد من الجرائم الروسية في أوكرانيا وإنهاء الغزو.

وفي فبراير من العام الماضي، استخدمت روسيا حق النقض ضد قرار يهدف إلى إنهاء الغزو الروسي لأوكرانيا، بينما امتنعت كل من الصين والهند والإمارات عن التصويت.

وفي سبتمبر الماضي استخدمت روسيا أيضاً حق النقض ضد قرار يدعو إلى إلغاء ضمها غير القانوني لأربع مناطق في أوكرانيا، بينما امتنعت البرازيل والصين والغابون والهند عن التصويت.

ويرى خبراء أن روسيا من خلال ترؤسها لمجلس الأمن يمكنها المناورة خلال الاجتماعات التي ستتم بشأن أوكرانيا، واستخدام هذا الشهر لتصوير أمريكا والدول الغربية الأخرى على أنها توجه اتهامات كاذبة ضد روسيا.

ويعُد الدور الروسي الجديد إجرائيًا في الغالب، لكن سفير موسكو لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا، قال إنه يعتزم الإشراف على عدة مناقشات، بما في ذلك نقاش بشأن الحد من التسلح، كما قال إنه سيناقش “نظامًا عالميًا جديدًا سيحل محل النظام الأحادي القطب”.

وضع غريب

من ناحية أخرى أثيرت العديد من الانتقادات الدولية والتساؤلات حول كيفية تولي بلد رئاسة مجلس الأمن الدولي، المكلف بالحفاظ على السلام والأمن العالميين، رغم أنه بلد معتدي يغزو على دولة جارة له.

كما أن رئيس هذا البلد يخضع لأمر اعتقال دولي بتهمة ارتكاب جرائم حرب، وذلك بموجب مذكرة التوقيف التي أصدرتها المحكمة الجنائية الدولية مؤخرًا بحق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الشهر الماضي، والذي أصبح أول رئيس دولة عضو دائم في مجلس الأمن يصدر بحقه مذكرة اعتقال بشأن مخطط مزعوم لترحيل الأطفال الأوكرانيين إلى روسيا.

ورغم قول البعض إن هذا الوضع يسيء إلى المجلس ودوره قال الروس ومؤيديهم إن هناك سوابق تاريخية مثل الوضع الحالي، حيث قامت الولايات المتحدة، العضو الدائم في مجلس الأمن، بغزو العراق في عام 2003 دون موافقة المجلس.

هل يمكن طرد روسيا؟

وبينما ثارت تساؤلات حول استحقاق روسيا حق لمقعدها الدائم بمجلس الأمن وعضويتها بالأمم المتحدة بعد ما ارتكبته من جرائم في أوكرانيا يقول الخبراء إن ميثاق الأمم المتحدة، الذي هو أساس عمل المنظمة، لا يتيح استبعاد عضو دائم في مجلس الأمن.

وقال متحدث باسم البعثة الأمريكية في الأمم المتحدة: “إنه من المفترض أن الدولة التي تنتهك ميثاق الأمم المتحدة بشكل صارخن وتغزو جارتها الأصغر، ليس لها مكان في مجلس الأمن الدولي، لكن لسوء الحظ، فإن روسيا عضو دائم في المجلس ولا يوجد مسار قانوني دولي لتغيير هذا الواقع”.

وأضاف: “كل ما يمكن فعله في المجلس هو تحدي ما تقوله روسيا من أكاذيب، وهو أمر تعهدت الولايات المتحدة بفعله”.

وكان الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، قد دعا مجلس الأمن العام الماضي إلى الإصلاح أو “الحل تمامًا”، متهمًا إياه بالفشل في اتخاذ إجراءات كافية لمنع الغزو الروسي، كما دعا إلى تجريد روسيا من مقعدها كعضو في المجلس.

ورغم الشكاوى الأوكرانية قالت الولايات المتحدة إن يديها مقيّدة لأن ميثاق الأمم المتحدة لا يسمح بإقالة عضو دائم، كما قالت إنها لا تستطيع منع روسيا من تولي رئاسة المجلس، وفقًا لموقع “بي بي سي“.

وقالت الناطقة باسم البيت الأبيض كارين جان بيير “لسوء الحظ ، روسيا عضو دائم في مجلس الأمن ولا يوجد مسار قانوني دولي عملي لتغيير هذا الواقع”.

وأضافت أن الولايات المتحدة تتوقع أن “تواصل موسكو استخدام مقعدها في المجلس لنشر معلومات مضللة” وتبرير تصرفاتها في أوكرانيا.

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى

اشترك مجانا في القائمة البريدية ليصلك كل جديد

نحترم خصوصية المشتركين