أخبارأخبار أميركا

تطور تاريخي يهز السباق الرئاسي.. ترامب قد يُسلّم نفسه الثلاثاء ليواجه المحاكمة

توقعت صحيفة نيويورك تايمز أن يقوم الرئيس السابق، دونالد ترامب، بتسليم نفيه للسلطات، ليواجه المحاكمة، يوم الثلاثاء المقبل، بعد أن تم توجيه اتهامات إليه في قضية دفعه أموال لنجمة الأفلام الإباحية ستورمي دانيلز، وذلك بحسب تصريحات أدلة بها أحد محامي ترامب للصحيفة.

وقالت الصحيفة إن ترامب سيكون أول رئيس سابق يواجه اتهامات جنائية، وهو تطور تاريخي من شأنه أن يهز السباق الرئاسي لعام 2024 الذي سبق وأن أعلن ترامب أنه سيخوضه مرشحًا عن الحزب الجمهوري في مواجهة الرئيس الحالي جو بايدن.

وأشارت إلى أن مكتب المدعي العام أكد أن ترامب قد تم توجيه الاتهام إليه، وأن المدعين قد اتصلوا بمحامي ترامب لتنسيق تسليم نفسه، وقال 3 أشخاص على إطلاع بشأن القضية إنه من المتوقع أن يقوم ترامب بتسليم نفسه ويواجه المحاكمة في وقت مبكر من الأسبوع المقبل، وبعدها سيتم الكشف عن التهم المحددة الموجهة إليه، وقد يتعرض ترامب للاعتقال وتصويره كمتهم وأخذ بصماته في ولاية نيويورك.

مصير مجهول

وكانت هيئة محلفين كبرى في نيويورك قد صوتت على توجيه لائحة اتهام إلى ترامب في قضية ستورمي دانيلز، وهي المرة الأولى في التاريخ الأمريكي التي يواجه فيها رئيس حالي أو سابق اتهامات جنائية، وفقًا لشبكة CNN.

وكان مكتب المدعي العام في مانهاتن يحقق مع الرئيس السابق فيما يتعلق بدوره المزعوم في دفع أموال لنجمة الأفلام الإباحية ستورمي دانيلز، عبر محاميه مايكل كوهين، من أجل التستر على علاقته بها وإسكاتها بقصد عدم التأثير على حملته للانتخابات الرئاسية لعام 2016.

من جانبه قال محامي نجمة الأفلام الإباحية، ستورمي دانيالز، الخميس، أن توجيه الاتهام إلى ترامب يظهر أن “لا أحد فوق القانون”.

وقال، كلارك بروستر، إن “اتهام ترامب ليس مدعاة للفرح”، مضيفا “الآن لندع الحقيقة والعدالة تسودان”.

وقالت الشبكة إن قرار توجيه الاتهامات لترامب ربما يثير صدامات في جميع أنحاء الولايات المتحدة، مما يدفع النظام السياسي الأمريكي إلى مصير مجهول، خاصة وأنه لم يسبق أن واجه أحد الرؤساء السابقين، وأحد المرشحين المحتملين للرئاسة، اتهامات جنائية.

وأشارت إلى أن الإجراءات القانونية ضد ترامب ستدفع الحملة الرئاسية لعام 2024 إلى مرحلة جديدة، خاصة إذ تعهد الرئيس السابق بمواصلة الترشح رغم مواجهته التهم الجنائية.

ومؤخرًا انتقد ترامب التحقيق على وسائل التواصل الاجتماعي، وحث أنصاره على الاحتجاج نيابة عنه، مما أدى إلى تشديد الإجراءات الأمنية حول محكمة مانهاتن الجنائية.

وطلبت شرطة نيويورك من عناصرها الاستنفار لأي احتمال لحصول اضطرابات أو لسيناريو الفوضى غير العادية. وأضافت الشرطة أنها لن تتسامح مع أي عنف وستراجع خطط انتشار عناصرها من أجل مواكبة التطورات الأمنية.

ماذا قال ترامب؟

من جانبه رفض ترامب الاتهامات الموجهة إليه رغم أنها لا زالت سرية وغير معروفة للجمهور، ووصف ما يتم بـ “ملاحقة واضطهاد سياسي وتدخل في الانتخابات على أعلى مستوى في التاريخ”.

وقال ترامب في بيان نشره على حساباته بمواقع التواصل الاجتماعي: “لقد كذب الديمقراطيون وخدعوا وسرقوا، لكنهم الآن فعلوا ما لا يمكن تصوره، اتهام شخص بريء تمامًا”.

واعتبر ترامب أن التحقيق الذي أسفر عن توجيه الاتهام إليه هو الأحدث في سلسلة طويلة من التحقيقات الجنائية التي واجهها، والتي لم يسفر أي منها عن توجيه اتهامات.

وأضاف أن التحقيق “جزء من مؤامرة أكبر قدمها خصومه السياسيون”، كما وصف المدعي العام، ألفين براغ، الذي يقود التحقيق بأنه “عار”، وهاجم الرئيس الحالي جو بايدن، قائلًا “أعتقد أن مطاردة الساحرات هذه ستأتي بنتائج عكسية على نطاق واسع ضد جو بايدن”.

فيما انتقد إريك، نجل دونالد ترامب، الادعاء العام بعد أن صوتت هيئة المحلفين على توجيه الاتهام لوالده، واصفا القضية بأنها ذات دوافع سياسية.

وقال إريك، الابن الثاني لترامب، على تويتر: “هذا سوء تصرف قضائي ينتمي إلى دول العالم الثالث. إنه استهداف انتهازي لخصم سياسي في عام الحملات الانتخابية”.

وكان ترامب قد نفى قبل ذلك ارتكاب أي مخالفات، وهاجم التحقيق مرارا وتكرارا، باعتباره ذا دوافع سياسية، وكثيرًا ما وصف ترامب التحقيقات المحيطة به بـ”مطاردة الساحرات”، في محاولة للتأثير على الرأي العام، من خلال تصوير نفسه على أنه ضحية لما زعم أنها تحقيقات سياسية يقودها المدعون الديمقراطيون.

هل سيدان ترامب؟

وسبق أن تجنب ترامب العواقب القانونية، وقام بتسوية عدد من الدعاوى المدنية الخاصة التي واجهته في حياته الشخصية والمهنية والسياسية، كما تفادى محاولة عزله من قبل الكونغرس مرتين.

وتعتمد الاتهامات بشكل كبير على شهادة مايكل كوهين، مساعد ترامب السابق الذي قال إنه دفع، بأوامر من ترامب، 130 ألف دولار لإبقاء دانيالز صامتة.

وقال كوهين إن ترامب أمره بشراء صمت دانيلز، وأن ترامب وشركته العائلية، منظمة ترامب، ساعدوا في التستر على الأمر برمته، حيث حددت السجلات الداخلية للشركة بشكل خاطئ التعويضات على أنها نفقات قانونية، مما ساعد على إخفاء الغرض من المدفوعات.

ويقول خبراء إن الإدانة ليست أمرًا مؤكدا، حيث إن محاولة الجمع بين تهمة تتعلق بالسجلات المزيفة وتهمة انتهاك قوانين الانتخابات المتعلقة بالدفع للسيدة دانيلز ستستند إلى نظرية قانونية لم يتم تقييمها بعد من قبل القضاة، مما يزيد من احتمال أن تقوم المحكمة بإسقاط التهم أو الحد منها، وفقًا لموقع “الحرة“.

جدير بالذكر أن ترامب يواجه قضايا أخرى، حيث يكمل المدعي العام في جورجيا المراحل الأخيرة من التحقيق في محاولات ترامب عكس نتائج الانتخابات عام 2020.

بينما يحقق مستشار خاص بوزارة العدل في تخزين ترامب لوثائق سرية في منزله في مار لاغو في فلوريدا وجهوده لعكس خسارته في الانتخابات.

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى

اشترك مجانا في القائمة البريدية ليصلك كل جديد

نحترم خصوصية المشتركين