اتفاق بين أمريكا وكندا للتصدي للهجرة غير الشرعية والتنفيذ فوري

في أول زيارة له لكندا منذ توليه الرئاسة، أعلن الرئيس جو بايدن، اليوم الجمعة، أن الولايات المتحدة وكندا توصلتا لاتفاق يعملان من خلاله سويًا لمكافحة الهجرة غير الشرعية، والتصدي للمهاجرين الذين يعبرون الحدود من أمريكا إلى جارتها الشمالية بشكل غير قانوني.
وفي خطاب ألقاه أمام البرلمان الكندي في العاصمة أوتاوا، قال بايدن “إن الولايات المتحدة وكندا ستعملان سويًا لمنع عمليات العبور غير القانونية للحدود”.
وينص الاتفاق على أن تستعيد الولايات المتحدة طالبي اللجوء غير المسجلين الذين يعبرون من أراضيها إلى كندا، في حين تتعهد كندا قبول أعداد أكبر من طلبات الهجرة.
Tune in as I address the Canadian Parliament. https://t.co/fXAEog5taM
— President Biden (@POTUS) March 24, 2023
وكان رئيس الوزراء الكندي، جاستن ترودو، قد استقبل، اليوم الجمعة، الرئيس جو بايدن في أول زيارة له لكندا منذ توليه الرئاسة، حيث لم يتمكن بايدن من زيارة البلد المجاور والحليف فور تنصيبه، كما هو معتاد لدى الرؤساء الأمريكيين، بسبب جائحة كوفيد-19 التي استمرت 3 سنوات، وفقًا لموقع “الحرة“.
من جانبه وصف ترودو بايدن بأنه “صديق عظيم لكندا”، وقال في مستهل اجتماع عقد بين الجانبين في مقر البرلمان الكندي، “إنه لمن دواعي سروري أن يحل علينا صديق عظيم”، مشددًا على “القيم” المشتركة بين البلدين.
من جهته، قال بايدن: “لدينا خلافات في بعض الأحيان، لكن لا يوجد اختلاف جوهري في القيم الديمقراطية التي نشترك فيها”.
Tune in as I hold a joint press conference with Prime Minister Justin Trudeau. https://t.co/qqF0KXfwKT
— President Biden (@POTUS) March 24, 2023
نص الاتفاق
ووفقًا لوكالة “أسوشيتد برس” فإن الاتفاق الذي أعلنه بايدن وترودو بشأن الهجرة غير الشرعية يهدف إلى إغلاق الباب أمام عملية العبور غير القانونية التي مكنت عشرات الآلاف من المهاجرين من جميع أنحاء العالم من التنقل بين البلدين على طول الطريق بين ولاية نيويورك وكيبيك.
ومنذ أوائل العام 2017، دخل العديد من المهاجرين إلى كندا عبر طريق روكسهام Roxham Road خارج شامبلين، بولاية نيويورك، حيث قامت شرطة الخيالة الكندية الملكية بتجهيز مركز استقبال لمعالجتهم، على بعد أقل من خمسة أميال (8 كيلومترات) من المعبر الحدودي الرسمي، حيث سيتم إعادتهم إلى الولايات المتحدة.
وكانت كندا قد حذرت هؤلاء المهاجرين من أنه سيتم اعتقالهم إذا عبروا الحدود، ولكن بمجرد وصولهم إلى الأراضي الكندية سُمح لهم بالبقاء ومتابعة قضايا اللجوء التي قد تستغرق سنوات لحلها.
وتنص السياسة الجديدة على أن أي طالب لجوء يفتقر إلى الجنسية الأمريكية أو الكندية ويتم القبض عليه في غضون 14 يومًا من العبور سيتم إعادته عبر الحدود.
Hello and Bonjour, Canada! pic.twitter.com/bOmQODpvT9
— President Biden (@POTUS) March 24, 2023
تنفيذ فوري
ومن المقرر أن يدخل الاتفاق حيز التنفيذ بعد دقيقة واحدة من منتصف ليل السبت، وهو تنفيذ سريع يهدف إلى تجنب زيادة عدد طالبي اللجوء الذين يحاولون العبور، وفقًا لمسؤولين كنديين.
ويأتي هذا الاتفاق في الوقت الذي تستجيب فيه قوات حرس الحدود الأمريكية أيضًا للزيادة الحادة في المعابر غير القانونية المتوجهة إلى الجنوب على طول الحدود الكندية المفتوحة على مصراعيها.
وتحدث جميع عمليات العبور غير القانونية تقريبًا في شمال نيويورك وفيرمونت على طول امتداد الحدود الأقرب لأكبر مدينتين في كندا، تورنتو ومونتريال.
ورغم أن الأرقام العابرة بين أمريكا وكندا لا تزال صغيرة مقارنة بالتي تحدث على طول الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك، إلا أنها تحدث بشكل متكرر حاليًا، مما دفع قوات حرس الحدود لزيادة طواقمها في المنطقة.
Thank you, Prime Minister, for the warm welcome up north. pic.twitter.com/yNY2MhH0eg
— President Biden (@POTUS) March 24, 2023
ميزة غريبة
وكان المسؤولون الكنديون قد كافحوا للتعامل مع هذا الأمر منذ أوائل عام 2017، حيث كان العديد من المهاجرين يتجهون للفرار شمالًا بعد شعورهم أن سياسات الهجرة التي ينتهجها الرئيس دونالد ترامب أصبحت معادية لوجودهم في الولايات المتحدة، واستمر هذا الأمر بعد ذلك حتى بعد أن تولت إدارة بايدن السلطة.
واستفاد هؤلاء المهاجرون من ميزة غريبة في اتفاقية عام 2002 بين الولايات المتحدة وكندا، والتي تنص على أنه يجب على طالبي اللجوء التقدم بطلب في أول بلد يصلون إليه.
ويعاد المهاجرون الذين يذهبون إلى معبر كندي رسمي إلى الولايات المتحدة ويطلب منهم التقدم هناك. لكن أولئك الذين يصلون إلى الأراضي الكندية في مكان آخر غير منفذ الدخول يُسمح لهم بالبقاء وطلب الحماية.
وأوقف عناصر حرس الحدود الأمريكيين المهاجرين الذين دخلوا بشكل غير قانوني من كندا 628 مرة في فبراير الماضي، أي أكثر من خمسة أضعاف نفس الفترة من العام السابق.
تتضاءل هذه الأرقام مقارنة بالمهاجرين الوافدين من المكسيك – حيث تم إيقافهم أكثر من 220 ألف مرة في ديسمبر وحده – لكن لا يزال ما يحدث على الحدود مع كندا يمثل تغييرًا هائلاً من حيث النسبة المئوية.