ارتفاع وفيات الأطفال في أمريكا بأسرع معدل لها منذ 50 عامًا

ارتفعت معدلات وفيات الأطفال في البلاد بصورة لم نشهدها منذ نصف قرن على الأقل، مما يقطع حقبة طويلة من التقدم في الرعاية الطبية لأطفال أمريكا حتى سن الرشد، وفقًا لما نشرته صحيفة “The Hill“.
ارتفع معدل وفيات الأطفال والمراهقين بنسبة 20٪ تقريبًا بين عامي 2019 و2021، وفقًا لتحليل نُشر في 13 مارس في مجلة الجمعية الطبية الأمريكية، حيث كتب المؤلفون: “هذه الزيادات، وهي الأكبر منذ عقود، جاءت بعد فترة من التقدم الكبير في خفض معدلات وفيات الأطفال، لقد ألقوا اللوم على مسببات الأمراض من صنع الإنسان، وخاصة البنادق والمخدرات”.
ارتفعت معدلات وفيات الأطفال في الغالب بسبب الإصابات، على عكس الأمراض مثل السرطان وكورونا، وكان الملاحظ وفاة الصبيان بمعدل ضعف معدل وفاة الفتيات، ويموت الأولاد السود والأسبان في جرائم القتل بمعدلات أعلى بكثير من البيض من غير ذوي الأصول الأسبانية.
لكن الباحثين وجدوا أن معدل الوفيات يرتفع للأطفال من كلا الجنسين ومن أعراق متعددة وعبر عدة فئات سببية، من حوادث السيارات إلى جرعة زائدة من المخدرات، حيث اتجهت معدلات وفيات الأطفال إلى الانخفاض لعقود، وهي النتيجة الجماعية للعديد من حملات الصحة العامة الناجحة.
يتناقص عدد الأطفال الذين يموتون بسبب أمراض يمكن أن تمنعها اللقاحات، فيما ساهمت أجهزة كشف الدخان وخوذات الدراجات وأحزمة الأمان في خفض معدلات الوفيات بين الشباب.
ومع ذلك في السنوات الأخيرة تضافرت العديد من الاتجاهات الجديدة والمقلقة لتغيير مسار صحة الأطفال، فأحد العوامل الرئيسية هي الأسلحة النارية، فمن بين جرائم القتل والانتحار شكلت الأسلحة ما يقرب من نصف الزيادة الإجمالية في معدل وفيات الأطفال في عام 2020، وفقًا للتقرير.
كما ارتفعت حوادث السيارات القاتلة بعدما انخفضت لسنوات، وأدت إلى ارتفاع عدد القتلى بين الشباب، أما العامل الآخر فكان الكحول والمخدرات، اللذان تسببا في ضعف عدد وفيات الأطفال في عام 2021 مقارنة بعام 2019، في الغالب عن طريق جرعة زائدة عرضية.
قال ستيفن وولف، من جامعة فيرجينيا كومنولث، المؤلف الرئيسي للتقرير: “نحن في مرحلة لا يأتي فيها الخطر على صحة الأطفال من كائن حي دقيق أو خلية سرطانية، إنها تأتي من الرصاص والمخدرات والسيارات”.
ارتفع معدل وفيات الأطفال من قبل، عادة لمدة عام أو عامين، قبل أن يستأنف مساره التنازلي، قال وولف: “لكن زيادة بهذا الحجم لم تحدث خلال نصف قرن، وربما لم تحدث منذ جائحة الإنفلونزا الإسبانية، الذي انتهى في عام 1919”.
يضع ارتفاع معدل وفيات الأطفال منعطفًا محزنًا ومثيرًا للقلق على الاتجاه الأوسع المتمثل في ارتفاع معدلات الوفيات بين سكان الولايات المتحدة. تسببت جائحة كورونا في أكبر قفزة في الوفيات السنوية منذ قرن، فقد انخفض متوسط العمر المتوقع في أمريكا بمقدار عامين.
ووجد التحليل أن معدلات الانتحار بين الأطفال آخذة في الارتفاع منذ عام 2007، في حين أن جرائم قتل الأطفال آخذة في الارتفاع منذ عام 2013، وبدأت الوفيات الناجمة عن الجرعات الزائدة في الارتفاع في عام 2019، أي قبل عام من تفشي الوباء.
لسنوات عديدة ، قتل المرض أطفالًا أكثر من أي سبب آخر، ففي الستينيات طغت حوادث السيارات على المرض باعتباره السبب الأكثر شيوعًا لوفيات الأطفال، أما في عام 2020 فقد تجاوزت الأسلحة النارية حوادث السيارات باعتبارها القاتل الرئيسي للأطفال الأمريكيين.