توقعات: الاحتياطي الفيدرالي قد يبقي أسعار الفائدة دون تغيير غدًا أو يرفعها ربع نقطة فقط

بينما تترقب الأسواق الأمريكية والعالمية قرارات مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، في اجتماعه غدًا الأربعاء، بشأن أسعار الفائدة، تذهب التوقعات إلى أن الأزمة التي يشهدها القطاع المصرفي بعد انهيار بنك سيليكون فالي ستخيم على اجتماع الغد وستؤثر بقوة على القرار الذي سيتم اتخاذه.
وتشير التوقعات إلى أن الاضطرابات التي شهدها قطاع البنوك مؤخرًا قد تجبر الاحتياطي الفيدرالي على الإبقاء على أسعار الفائدة دون تغيير.
وكان الفيدرالي قد خفض وتيرة رفع أسعار الفائدة الشهر الماضي، وذلك للمرة الثانية على التوالي، حيث أقر زيادة أسعار الفائدة بنسبة 0.25%، لتصل إلى نطاق من 4.50% إلى 4.75%، وهو أعلى مستوى لأسعار الفائدة منذ عام 2007.
خيار صعب
وقبل انهيار بنك سليكون فالي في وقت سابق من هذا الشهر، كانت التقديرات تشير إلى رفع معدل الفائدة بمقدار نصف نقطة مئوية، بينما تنحصر التوقعات الآن في أن يظل المعدل دون تغيير، أو زيادته بمقدار ربع نقطة فقط، وفقًا لصحيفة thehill.
وأشارت الصحيفة إلى أن بنك الاحتياطي الفيدرالي أصبح يواجه معضلة كبيرة فيما يتعلق بخطته لرفع أسعار الفائدة لكبح جماح التضخم، خاصة بعد انهيار بنك سيليكون فالي ومؤسسات مصرفية أخرى تعتمد على السندات الحكومية طويلة الأجل، والتي انخفضت قيمتها بسبب الرفع المتتالي والكبير لأسعار الفائدة.
وهو ما خلق توقعات بأن البنك المركزي الأمريكي سيوقف زيادات أسعار الفائدة، وهو خيار لم يكن مطروحًا على طاولة رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، الذي أكد أكثر من مرة على الحاجة إلى معدلات أعلى لأسعار الفائدة لإبطاء الطلب وتهدئة التضخم.
وعلى هذا الأساس يرى خبراء أن هناك فرصة بنسبة 87% أن يرفع بنك الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة بمقدار 0.25 نقطة مئوية فقط في اجتماع الغد.
قرار هام جدًا
ووفقًا لتقرير نشرته صحيفة “فاينانشال تايمز” فإن مجلس الاحتياطي الفيدرالي سيتخذ غدًا أحد أكثر القرارات أهمية فيما يخص رفع أسعار الفائدة، حيث يدرس ما إذا كان سيطبق زيادة أخرى أم لا، في ظل الجهود المبذولة لدعم القطاع المصرفي.
وأشار التقرير إلى أن مسؤولي الفيدرالي سيقررون ما إذا كانوا سيمضون قدماً في رفع سعر الفائدة ربع نقطة مئوية أخرى، أو التخلي عن الزيادة تمامًا، خاصة وأنه ليس من الواضح حتى الآن ما إذا كانت الإجراءات التي تم اتخاذها لدعم القطاع المصرفي كافية لوقف تداعيات الأزمة.
وكان رئيس الفيدرالي الأمريكي، جيروم باول، قد أكد في شهادات أمام الكونغرس أن هناك حاجة إلى رفع سعر الفائدة القياسي أعلى من 5.1% التي توقعها المسؤولون في ديسمبر الماضي.
ووفقًا لموقع “سكاي نيوز عربية” يرى محللون أن غالبية التوقعات تتجه نحو رفع الفائدة ربع نقطة مئوية لأن عدم رفع الفائدة سيرسل رسالة لأسواق المال بأن هناك مشكلة كبرى، وهو ما لا يريده الفيدرالي، لأن هذه المشكلة غير موجودة بالفعل.
لكن عدداً من المحللين يتوقعون عدم رفع الفائدة وتثبيتها لمدة ثلاثة أشهر لمراقبة الأسواق والتأكد من أنه لن تكون هناك مشاكل إضافية يسببها الرفع السريع لمستوى الفائدة، خاصة وأن أزمة البنوك الحالية حدثت بسبب تأثر البنوك برفع أسعار الفائدة، بعدما كانت تشعر بارتياح أكبر في ظل أسعار فائدة متدنية.
في كل الأحوال سينتظر الجميع قرارات الفيدرالي غدًا في أول اجتماع له بعد أزمة البنوك، لمعرفة الخطة التي سيعمل عليها لتلافي المزيد من المشاكل، وإعادة الثقة لسوق المال والمستثمرين.