أخبارأخبار أميركا

هل سيتم اعتقال ترامب غدًا.. وما الذي سيحدث؟

تستعد مدينة نيويورك غدًا لحدث تاريخي يترقبه الأمريكيون، حيث يمكن أن ينتهي اليوم بإدانة الرئيس السابق دونالد ترامب واعتقاله، وفقًا لما صرّح به هو شخصيًا، وإذا ما تم اعتقاله بالفعل، فسيكون أول رئيس أمريكي سابق يواجه تهماً جنائية.

وكان ترامب قد زعم أنه تلقى تسريبات تفيد بأنه سيتم اعتقاله يوم الثلاثاء بتهم تتعلق بالتحقيق الجاري بشأن دفعه مبلغ مالي قدره 130 ألف دولار عبر محاميه لنجمة الأفلام الإباحية ستورمي دانيالز، لشراء صمتها عن فضح علاقته بها قبل انتخابات عام 2016.

ورصدت وكالة “رويترز” مظاهر الاستعداد لهذا الحدث الهام في نيويورك، حيث أقام العمال حواجز مرتفعة حول المحكمة في مانهاتن، وذلك بعد يومين من دعوة ترامب أتباعه على الاحتجاج بشأن احتمال اعتقاله، وهي الدعوة التي أثارت مخاوف سلطات إنفاذ القانون من أن أنصار ترامب قد ينخرطون في أعمال عنف مماثلة لهجوم 6 يناير 2021 على مبنى الكابيتول.

وقال عمدة نيويورك، إريك آدامز للصحفيين، إن الشرطة تراقب وسائل التواصل الاجتماعي، وتراقب “التصرفات غير اللائقة” في المدينة، فيما وقالت إدارة شرطة نيويورك إنه لا توجد تهديدات حقيقية حتى الآن.

ومن المتوقع أن توجه هيئة محلفين كبرى لائحة اتهام ضد ترامب في وقت متأخر من يوم الاثنين أو يوم الأربعاء في قضية مدفوعاته لستورمي دانيلز، فيما توقع ترامب نفسه أن يتم إلقاء القبض عليه يوم الثلاثاء.

اعترافات كوهين

وحتى اليوم الاثنين لا زالت هيئة المحلفين الكبرى تجمع الأدلة قبل أن تقرر ما إذا كانت التهم التي يمكن توجيهها لترامب مبررة.

وفقًا لمصدر مطلع فقد كان من المقرر أن يمثل المحامي روبرت كوستيلو أمام لجنة مغلقة بناءً على طلب محامي ترامب لأنه قد يقدم معلومات من شأنها أن تتحدى شهادة سابقة أدلى بها مايكل كوهين، محامي السيد ترامب السابق.

وقال مصدر آخر إن كوهين نفسه كان في طريقه إلى المحكمة بعد أن طلب مكتب المدعي العام في مانهاتن حضوره كشاهد نقض.

وأقر كوهين في عام 2018 بالذنب في انتهاكات تمويل الحملات الفيدرالية المرتبطة بترتيب مدفوعات لدانيالز، واسمها القانوني ستيفاني كليفورد، وامرأة أخرى، مقابل صمتهما بشأن علاقتهما مع ترامب، ونفى ترامب حدوث مثل هذا الأمر.

يُذكر أن مايكل كوهين هو محام عمل لمصلحة دونالد ترمب منذ عام 2006 حتى مايو 2018. وفي يونيو 2018 بدأ تحقيقٌ فيدراليٌّ ضده. وأُدين عامَ 2019 بجرائمَ تشمل التهربَ الضريبي والكذبَ على الكونغرس وتسهيلَ مدفوعاتٍ غيرِ قانونية. واعترف أيضا بالتنسيقِ مع ترامب للتأثيرِ على انتخابات 2016.

وفي عام 2016 رتب لدفع 150 ألفَ دولارٍ لشراءِ حقوقِ قصةِ العارضةِ السابقة كارين ماكدوغال التي زعمت فيها إقامةَ علاقةٍ مع ترامب. وفي العام 2016، سُربت له مقاطعُ مع ترامب حول قضيةِ كارين مكدوغال.

وفي عامَ 2023، أبدى مايكل كوهين استعدادَه للشهادةِ ضد ترامب في قضيةِ شراءِ صمتِ ستورمي دانيالز.

الاتهام المنتظر لترامب

كانت نجمة الأفلام الإباحية ستورمي دانيالز قد اتصلت بوسائل إعلام في عام 2016 عارضة عليها بيع قصتها حول ما قالت إنها علاقة جنسية ربطتها بدونالد ترامب في 2006، وعندما فريق ترامب بهذا الأمر، قام محاميه مايكل كوهين بدفع مبلغ 130 ألف دولار للسيدة دانيالز لتلتزم الصمت.

وهذا الأمر في حد ذاته لا يعتبر مخالفاً للقانون، لكن المشكلة تكمن في أنه عندما سدد ترامب المبلغ لكوهين، جاء في سجل الدفع أن المبلغ دُفع لتسديد رسوم قانونية، وهو ما يعني أن ما فعله ترامب يرقى إلى مستوى تزوير سجلات أعماله، وهو أمر يُعتبر مخالفة أو جنحة جنائية في نيويورك.

ووفقًا لموقع “بي بي سي” فقد يرى محامو الادعاء أيضاً أن ترامب انتهك القانون الانتخابي، من خلال محاولته لإخفاء دفعاته المالية للسيدة دانيالز التي كان دافعه من ورائها الرغبة في عدم معرفة الناخبين بعلاقته الجنسية معها. كما أن التغطية على جريمة من خلال تزوير السجلات يعد جناية، وهو ما يعتبر تهمة أشد خطورة.

ولا زال قرار توجيه اتهام لترامب في يد مدعي عام مقاطعة نيويورك، ألفين براغ، فهو الذي يشكل هيئة المحلفين الكبرى للتحقيق فيما إذا كانت هناك أدلة كافية للمضي في المحاكمة، وهو الشخص الوحيد الذي يعرف إذا كان سيتم الإعلان عن لائحة اتهام ضد ترامب ومتى سيتم ذلك، لكن هناك دلائل عدة على أن هيئة المحلفين تقترب من نهاية عملها.

سيناريو الاعتقال والمحاكمة

إذا تم توجيه اتهام لترامب فمن المرجح أنه سيضطر للسفر من منزله في فلوريدا لأخذ بصمات الأصابع وغيرها من الإجراءات، وهذا يعني أن ترامب سيسافر من منزله في “مارا لاغو” بولاية فلوريدا للمثول أمام محكمة مدينة نيويورك، لتكتمل العملية بحجز رسمي للقضية وأخذ بصماته وتصويره.

وتثير هذه الخطوة مخاوف أمنية حول الطريقة التي ستتم بها والتي ستكون على الأرجح موضع مفاوضات بين مكتب مدعي عام المقاطعة وفريق ترامب.

وفي حالة حجز القضية واختيار القاضي سيتضح موعد المحاكمة والقيود المحتملة على السفر ومتطلبات إطلاق السراح بكفالة بالنسبة للمتهم.

وإذا أدين ترامب بالقيام بمخالفة فسينتج عن ذلك إلزامه بدفع غرامة مالية، أما إذا أدين بتهمة جنائية، فسيواجه حكماً بالسجن قد يصل إلى 4 سنوات كحد أقصى، ويرجح الخبراء القانونيين أن يتم فرض غرامة مالية عليه فقط دون اللجوء لحكم بالسجن.

هجوم مضاد من ترامب

من جانبه اتهم ترامب المدعي العام في مانهاتن، ألفين براغ، بالتدخل في الانتخابات الرئاسية، وخرق القانون” باستخدام ما أسماه “شهادة مشوهة” من محاميه السابق مايكل كوهين الذي مثل الأسبوع الماضي أمام هيئة المحلفين الكبرى.

فيما طالب رؤساء لجان في مجلس النواب المدعي في مانهاتن بالإدلاء بشهادته حول قرار مقاضاة ترامب واتهموه بالإساءة لسلطة الادعاء العام، وأرسلوا إليه رسالة تقول: “إذا كانت التقارير حول سوء استخدام السلطة دقيقة، فإن أفعالك ستؤدي إلى تآكل الثقة في التطبيق المنصف للعدالة، وستتدخل في مسار الانتخابات الرئاسية لعام 2024”.

وفي إطار هجومه المضاد دعا ترامب أنصاره للاحتجاج على مسألة اعتقاله، وهي الدعوة التي أثارت المخاوف من احتمال اندلاع أعمال عنف شبيهة بتلك التي حدثت وقت اقتحام مبنى الكونغرس في 2021.

ولتلافي حدوث ذلك تواصل المدعي العام براغ مع شرطة نيويورك وأمن المحكمة، مؤكدًا رفضه لمحاولات ترهيبه أو تهديد سيادة القانون في نيويورك.

وحتى الوقت الراهن لا توجد أدلة كافية على وجود احتجاجات جماهيرية منظمة مثل التي قادت إلى هجوم 6 يناير على مبنى الكونغرس.

التأثير على الترشح للرئاسة

وفقًا للخبراء فإن توجيه لائحة اتهام أو حتى الإدانة الجنائية لن تمنع ترامب من مواصلة حملته الرئاسية، ولا يوجد شيء في القانون الأمريكي يمنع مرشحاً أدين بجريمة من خوض الحملة الانتخابية والعمل كرئيس- حتى من داخل السجن.

لكن الواقع يقول إن اعتقال ترامب سيؤدي بالتأكيد إلى تعقيد حملته الرئاسية، وقد يتسبب ذلك في تجمع الناخبين الجمهوريين حوله بشكل أكبر وتصويره كبطل محاصر، لكنه قد يتسبب في تشتيت جهود حملته ومنعه من المشاركة في مساعي حشد الناخبين للحصول على الأصوات والمشاركة في المناظرات.

لكن المؤكد أن ترامب يسعى إلى أن يكون أكبر المستفيدين سياسيًا من توقيت إثارة الأزمة، حيث استغل ما يثار حول إمكانية اعتقاله لبدء حملته الرئاسية مبكرًا بشكل موسع في مواجهة خصومه، حيث حوّل الأمر إلى اختبار حقيقي لأعضاء حزبه، لاسيما خصومه المحتملين في انتخابات 2024، والذين باتوا مخيرين بين الدفاع عنه، أو تصنيفهم بالمتعاطفين مع اليسار والديمقراطيين، وهو ما قد يساعده على إزاحة خصومه الجمهوريين مثل حاكم فلوريدا، رون ديسانتيس، الذي فضّل الصمت تجاه مزاعم ترامب الأخيرة.

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى

اشترك مجانا في القائمة البريدية ليصلك كل جديد

نحترم خصوصية المشتركين