بشار الأسد في الإمارات للمرة الثانية.. والحديث يتجدد عن عودة سوريا للجامعة العربية

في إطار الدعوات التي أطلقتها عدة دول عربية لتخفيف عزلة دمشق، وإعادتها إلى جامعة الدول العربية، استقبلت العاصمة الإماراتية أبوظبي الرئيس السوري بشار الأسد، الذي وصل إلى الإمارات، اليوم الأحد، في زيارة رسمية، رافقته خلالها زوجته أسماء الأسد.
وتعد هذه هي الزيارة الثانية التي يقوم بها الأسد للإمارات بعد زيارته السابقة التي قام بها العام الماضي، والتي كانت الأولى له إلى دولة عربية، منذ بدء الأزمة السورية في عام 2011.
وقال مراقبون عن زيارة اليوم تميزت بحفاوة أكبر في استقبال الأسد الذي رافقت طائرته مقاتلات إماراتية لدى دخولها الأجواء الإماراتية، فيما استقبله الرئيس الإماراتي محمد بن زايد لدى وصوله إلى أبو ظبي، وتم إطلاق 21 طلقة مدفعية تحية له خلال دخول موكبه إلى القصر الملكي.
وفي أول زيارة خارجية رسمية علنية لها مع الأسد منذ 2011، التقت أسماء الأسد بفاطمة بنت مبارك، والدة الرئيس الإماراتي، والتي تلقب في بلدها بـ ” أم الإمارات”.
مباحثات الجانبين
وغرّد بن زايد على تويتر قائلًا: “أرحب بالرئيس بشار الأسد في الإمارات، أجرينا مباحثات إيجابية وبناءة لدعم العلاقات الأخوية وتنميتها لمصلحة البلدين والشعبين الشقيقين، وتعزيز التعاون والتنسيق في القضايا التي تخدم الاستقرار والتنمية في سوريا والمنطقة”.
أرحب بالرئيس بشار الأسد في الإمارات، أجرينا مباحثات إيجابية وبناءة لدعم العلاقات الأخوية وتنميتها لمصلحة البلدين والشعبين الشقيقين، وتعزيز التعاون والتنسيق في القضايا التي تخدم الاستقرار والتنمية في سوريا والمنطقة. pic.twitter.com/YmFywsG83X
— محمد بن زايد (@MohamedBinZayed) March 19, 2023
ووفقًا لوكالة الأنباء الإماراتية فقد بحث بن زايد والأسد “العلاقات الأخوية بين البلدين وسبل دفع التعاون والعمل المشترك البناء الذي يسهم في تحقيق مصالحهما المتبادلة بجانب عدد من القضايا محل الاهتمام المشترك”.
واستمع بن زايد من الأسد لتقرير عن آخر التطورات والمستجدات السياسية على الساحة السورية، بجانب تداعيات الزلزال الذي شهدته البلاد، مؤكداً تضامن الإمارات مع سوريا ووقوفها إلى جانب شعبها الشقيق في هذه الظروف.
وأضاف: “إن أشقاءكم في دولة الإمارات يقفون معكم قلباً وقالباً، وإن غياب سوريا عن أشقائها قد طال وحان الوقت إلى عودتها إليهم وإلى محيطها العربي”.
وشدد بن زايد على ضرورة بذل جميع الجهود المتاحة لتسهيل عودة اللاجئين السوريين إلى بلدهم، وأعرب عن دعم دولة الإمارات للحوار بين سوريا وتركيا لإحراز تقدم في ملف عودة اللاجئين.
إحياء العلاقات
ووفقًا لموقع “بي بي سي” فإن الإمارات تقود المساعي الشرق أوسطية نحو إحياء العلاقات مع الأسد، وقامت بتطبيع العلاقات مع حكومته في عام 2018، كما ساهمت في جهود الإغاثة في أعقاب زلزال 6 فبراير الذي ضرب جنوب شرق تركيا وشمال سوريا.
وزار وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد سوريا عدة مرات خلال السنة الأخيرة، بينما أجرى الأسد محادثات في سلطنة عمان الشهر الماضي، في أول رحلة خارجية له منذ وقوع الزلزال، كما زار روسيا مؤخرًا والتقى بالرئيس فلاديمير بوتين.
وكانت الإمارات قد أعادت بناء العلاقات مع دمشق في السنوات الأخيرة، على الرغم من اعتراضات واشنطن. كما أبدت مصر نية لاستعادة العلاقات مع سوريا، وزار وزير خارجيتها سامح شكري دمشق الشهر الماضي، في أول زيارة لدبلوماسي مصري رفيع المستوى إلى هناك منذ بدء الحرب.
وفتحت السعودية الباب أمام حوار محتمل مع دمشق، خاصة بشأن القضايا الإنسانية، قائلة إن هناك إجماعا عربيا متناميا يفيد بأن عزل سوريا أصبح غير مجدٍ.
ووفقًا لموقع “الحرة” فإن الخبراء يرون أن الزخم الدبلوماسي الذي تولّد في أعقاب الزلزال يمكن أن يعزز علاقات دمشق مع دول المنطقة، التي قاومت حتى الآن إصلاح العلاقات بعد أكثر من عقد من الأزمة السورية.
وأوضح الخبراء أن الإمارات والعديد من الدول العربية لديها قناعة بأن الوقت قد حان للتصالح مع الأسد، ورؤية سوريا تعود إلى الجامعة العربية، مشيرين إلى أن الإمارات تقود جهود المصالحة مع أعداء الماضي وتحويلهم إلى أصدقاء الغد.