أسعار المنازل في أمريكا تشهد أول انخفاض سنوي منذ 11 عامًا

ترجمة: فرح صفي الدين – كشف تقرير صدر مؤخرًا أن أسعار المنازل في الولايات المتحدة قد سجلت انخفاضًا على صعيد سنوي لأول مرة منذ عام 2012 نتيجة لارتفاع معدلات الرهن العقاري، بحسب ما ذكرته شبكة Fox Business.
ووفقًا للتقرير الجديد الذي أصدرته شركة Redfin للوساطة العقارية، انخفض متوسط سعر بيع المنازل في البلاد بنسبة 1.2٪ في فبراير عن العام الماضي.
وقال أندرو فاليغو، الخبير الاقتصادي لدى الشركة، إن حركة البيع والشراء تشهد إضطرابًا كبيرًا، فالمشترين يؤجلون قرار الشراء لأن أسعار الفائدة المرتفعة زادت من تكلفة ملكية المنازل، والبائعين يشعرون بخيبة الأمل لأنهم لن يتمكنوا من بيع منازلهم بنفس القيمة التي باع بها جيرانهم العام الماضي.
وأوضح التقرير أنه خلال جائحة كورونا، ارتفعت أسعار المساكن بوتيرة لم تشهدها البلاد منذ السبعينيات مع اقتراب معدلات الرهن العقاري من مستوى قياسي منخفض. وتدفق المشترون لشراء المنازل، بأموال شيكات التحفيز التي حصلوا عليها، وتوافدوا على الضواحي هربًا من قيود المدن، مما أدى إلى زيادة الطلب مقابل انخفاض المعروض.
وانتهت “فورة شراء المنازل” خلال مرحلة كورونا مع مواصلة مجلس الاحتياطي الفيدرالي إجراءات رفع معدلات الفائدة، التي تعتبر الأقوى منذ الثمانينيات من أجل السيطرة على التضخم.
وأشار إلى أنه على الرغم من انخفاض معدلات الرهن العقاري الثابت لمدة 30 عامًا من ذروة بلغت 7.08٪ في نوفمبر إلى عامًا إلى 6.6 ٪ هذا الأسبوع، إلا أنه لا يزال أعلى بكثير مما كان عليه العام الماضي عندما كانت المعدلات تحوم حول 4.16٪.
وتابع التقرير أن التراجع المستمر في الطلب على شراء المنازل يعود إلى معدلات الرهن العقاري المرتفعة، حيث بلغ متوسط سعر المنزل المباع في فبراير 386.721 دولارًا، بانخفاض 10.5 ٪ أي 433.133 دولارًا في مايو العام الماضي.
ومع ذلك، لاحظ الاقتصاديون في Redfin أن “سوق الإسكان تحول في مارس” بعد الانهيار المذهل لبنك Silicon Valley Bank. وقالوا إن الاضطرابات المستمرة في القطاع المصرفي قللت من احتمالات ارتفاع حاد في معدل الذروة هذا العام، مما قد يؤدي إلى انخفاض معدلات الرهن العقاري.
ويتوقع بعض الاقتصاديين حدوث انخفاضات أكثر حدة في أسعار المساكن في الأشهر المقبلة، حيث كتب الاقتصاديون في مجلس الاحتياطي الفيدرالي في دالاس في تحليل نُشر الشهر الماضي أن هناك مخاطر حدوث تدهور أكثر حدة في سوق الإسكان. وتوقعوا أن الأسعار يمكن أن تنخفض بنسبة تصل إلى 20٪ حيث تهدد أعلى معدلات الرهن العقاري خلال عقدين من الزمن بإحداث “انحدار عميق في قطاع الإسكان العالمي”.