تقاريرفن وثقافة

أوسكار 2023.. طائرتان وحمار ومفاجأة هندية وهيمنة آسيوية على الجوائز

فريق راديو صوت العرب من أمريكامارس 13, 2023
Photo courtesy of oscars.org

وأخيرًا مرت ليلة حفل الأوسكار 2023 على خير، ولم تشهد صفعات أو أحداث عنف كما حدث في حفل العام الماضي، واستمتع الحاضرون والملايين من متابعيهم حول العالم بإعلان جوائز الأوسكار الـ95 والتي لم تخل من العديد من المفاجآت.

الحفل استضافه مسرح دولبي التاريخي في مدينة لوس أنجلوس بولاية كاليفورنيا، مساء أمس الأحد، وحضره أبرز نجوم السينما العالمية، وتنظمه الأكاديمية الأمريكية لعلوم وفنون الصورة، للاحتفال بأفضل الأعمال السينمائية التي تم إنتاجها خلال العام.

أبرز اللقطات

لعل الحدث الأبرز لحفل الأمس هو أنه لم يشهد أية مشاكل، وهو الهدف الأول المنشود الذي كان يسعى إليه المنظمون لتجاوز حادث الصفعة التي نزل بها النجم ويل سميث على وجه مقدم الحفل كريس روك العام الماضي، التي عكرت صفو حفل الأوسكار، وظلت عنوانًا له على مدى العام الماضي.

 وكانت الأكاديمية قد تعرضت للكثير من الانتقادات خلال العام الماضي لأنها سمحت لـ”سميث” بتسلم جائزة أفضل ممثل على المسرح بعد قيامه بصفع روك، رغم صدور أمر بعد ذلك بمنعه من حضور الحفل لمدة 10 سنوات.

ورغم غياب الصفعة هذا العام إلا أنها كانت حاضرة في دعابات الممثل الكوميدي، جيمي كيميل، الذي تولى تقديم الحفل، حيث قال ساخرًا: “إذا أقدم أيّ شخص على عمل عنيف في أي وقت خلال الاحتفال، فسيفوز بجائزة أوسكار أفضل ممثل وسيتمكن من إلقاء خطاب لمدة 19 دقيقة”، في إشارة ساخرة لما قام به ويل سميث العام الماضي.

وواصل كيميل دعاباته حتى أنه دخل إلى المسرح وهو يصطحب معه حماراً في إشارة إلى أحد الأفلام المرشحة للجوائز وهو فيلم جنيات إينشرين The Banshees of Inisherin.

وفوجئ حضور الحفل بجيمي كيميل وهو يدخل بالحمار على المسرح، مؤكدًا أن ذلك دعمًا منه لفيلم The Banshees of Inisherin الذي حصد عدة ترشيحات للأوسكار هذا العام، وتتناول قصته أجواء إنسانية، وعلاقة صداقة بين مجموعة من الرجال، يمرون بلحظات عصيبة في جزيرة أيرلندية، حينما يقرر أحدهم الابتعاد عنهم وقطع علاقته بهم.

ودخل حضور حفل الأوسكار في نوبة من الضحك بمجرد ظهور الحمار على المسرح، بينما أكد كيميل أن فيلم The Banshees of Inisherin يدعم الحيوانات وخاصة الحمار، ولذلك استعان به في حفل الأوسكار.

وإلى جانب الحمار ظهر دب أيضًا على خشبة المسرح، حيث اصطحبت المخرجة إليزابيث بانكس مجسم دب معها للمسرح، وذلك في إشارة إلى الفيلم الكوميدي الأسود “Cocaine Bear” الذي يتناول قصة دب يتناول حزماً من الكوكايين عقب إلقائها من إحدى الطائرات فوق جنوب الولايات المتحدة. وقالت إليزابيث مازحة: “هكذا كان سيبدو الدب من دون المؤثرات الخاصة”.

كما كانت بداية حفل هذا العام قوية، حيث حلقت طائرتان مقاتلتان تابعتان لمشاة البحرية الأميركية فوق هوليوود، في إشارة إلى فيلم “توب غَن: مافريك” الجماهيري الذي ساهم أخيرًا في إنعاش دور السينما وإعادة المشاهدين إلى الصالات بعد أزمة الجائحة، وفقًا لموقع “بي بي سي“.

ومن أبرز محطات الحفل الأخرى وصلتان غنائيتان للنجمتين ليدي غاغا وريهانا، حيث أدت كل منهما الأغنية التي كانت مرشحة عنها.

كما استمتع الجمهور برقصة على طريقة السينما الهندية على أنغام أغنية “ناتو ناتو” من فيلم “آر آر آر” التي حازت جائزة أوسكار لهذا العام.

موقف سخيف

كان من اللافت في حفل أمس أيضًا حضور الناشطة الباكستانية، ملالا يوسفزاي، أصغر فائزة بجائزة نوبل للسلام، والتي أُطلق عليها النار وهي في سن الـ 15 عاماً عام 2012 بسبب معارضتها لقيود حركة طالبان على تعليم الإناث.

ولفتت ملالا الأنظار مرتين خلال حفل الأوسكار، الأولى بظهورها بالحجاب على السجادة الصفراء للأوسكار، وحضرت من أجل دعم الفيلم الوثائقي “غريب عند البوابة”، الذي يتحدث عن أحد قدامى المحاربين الذين خدموا في العراق وأفغانستان.

والثانية في موقف سخيف تعرضت له من جانب مقدم الحفل جيمي كيميل الذي طرح عليها سؤالًا مستفزًا أثار انتقادات المتابعين للحفل.

حيث سأل جيمي الناشطة الباكستانية قائلًا: “عملك في مجال حقوق الإنسان والتعليم للنساء والأطفال مصدر إلهام – بصفتك أصغر فائزة بجائزة نوبل في التاريخ، لكن هل تعتقدين أن هاري ستايلز بصق على كريس باين؟”، في إشارة منه الموقف الذي حصل بين المغني البريطاني هاري ستايلز والممثل الأميركي كريس باين، خلال العرض الأوّل لفيلمهما الجديد Don’t worry darling.

وعلى الرغم من حالة الإرباك التي شعرت بها ملالا بعد هذا السؤال غير المتوقع إلا أنها أجابت بكل ثقة وذكاء :” أنا أتحدث فقط عن السلام”.

جوائز الأوسكار

وفيما يتعلق بالجوائز فقد جاء أبرز الفائزين في الفئات الرئيسية لجوائز الأوسكار في دورتها الـ95 كالتالي:

– أفضل فيلم: “كل شيء في كل مكان دفعة واحدة” – أفضل مخرج: دانيال كوان ودانيال شينرت عن “كل شيء في كل مكان دفعة واحدة” – أفضل ممثلة: ميشيل يو عن دورها في “كل شيء في كل مكان دفعة واحدة” – أفضل ممثل: برندان فرايزر عن دوره في “الحوت”

– أفضل ممثل في دور ثانوي: كي هوي كوان عن دوره في “كل شيء في كل مكان دفعة واحدة” – أفضل ممثلة في دور ثانوي: جيمي لي كورتيس عن دورها في “كل شيء في كل مكان دفعة واحدة”

– أفضل فيلم دولي: “كل شيء هادئ على الجبهة الغربية” (ألمانيا) – أفضل فيلم رسوم متحركة: “بينوكيو كما رواه غييرمو ديل تورو” – أفضل فيلم وثائقي: “نافالني” – أفضل سيناريو أصلي: “كل شيء في كل مكان دفعة واحدة” – أفضل سيناريو مقتبس: “نساء تتكلم Women Talking”

هيمنة آسيوية

وشهدت جوائز الأوسكار هذا العام العديد من المفاجآت، لعل على رأسها تصدّر فيلم “كل شيء في كل مكان دفعة واحدة” Everything Everywhere All at Once الذي هيمن على حفل توزيع جوائز الأوسكار أمس، بعد فوزه بسبع جوائز دفعة واحدة، وفقًا لموقع Oscars.

وحصل الفيلم على جائزة أفضل فيلم، كما فاز بجائزتي أفضل سيناريو أصلي وأفضل توليف. بينما فازت بطلته الممثلة الماليزية ميشيل يو، بجائزة أفضل ممثلة، لتصبح أول امرأة من أصل آسيوي تفوز بهذه الجائزة.

فيما تقاسم مخرجا الفيلم، دانيال شينرت ودانيال كوان، جائزة أوسكار أفضل مخرج. وحصد نجم الفيلم  كي هوي كوان جائزة أفضل ممثل في دور ثانوي، فيما حصدت نجمة الفيلم جيمي لي كورتيس، أفضل ممثلة في دور ثانوي، وقد انهار كلاهما بالبكاء على المسرح عقب إعلان فوزهما.

ويجمع فيلم Everything Everywhere All at Once بين عناصر الحركة والكوميديا والخيال العلمي، ويروي قصة مالكة مغسل تدعى إفلين، وهي مهاجرة صينية تؤدي دورها ميشيل يو، أنهكتها مشكلاتها الإدارية مع سلطات الضرائب، وانغمست فجأة في مجموعة عوالم موازية، وتصبح فجأة بمثابة الأمل الأخير للبشرية، إذ تواجه شريرةً خارقة تهدد “الكون المتعدد” برمّته، ويتبين أنها الأنا الأخرى لابنتها التي تعاني اكتئاباً.

ووفقًا لموقع “بي بي سي” فقد سبق أن حصد الفيلم معظم الجوائز السينمائية التي وُزعت قبل حفل الأوسكار، بفضل حبكته التي تقوم على أفكار مؤثرة عن حب العائلة، تولى ترجمتها على الشاشة فريق عمل لامع، معظم أعضائه من الآسيويين.

وكان لهيمنة الآسيويين على طاقم عمل الفيلم، رمزية كبيرة في هوليوود التي تواجه منذ سنوات انتقادات على خلفية نقص التنوع فيها.

تفوق ألماني ومفاجأة هندية

من ناحية أخرى فرض الفيلم الألماني “كل شيء هادئ على الجبهة الغربية” All Quiet on the Western Front نفسه، ووصف بأنه الحصان الأسود لحفل عام 2023 باقتناصه 3 جوائز أوسكار، هي أفضل فيلم أجنبي، وأفضل تصميم الإنتاج، وأفضل تصوير سينمائي

والفيلم إنتاج ألماني، ومقتبس من رواية ألمانية مؤيدة لمبدأ السلام، وتدور أحداثه خلال الحرب العالمية الأولى حول الآثار المدمرة للحروب على البشر.

أما المفاجأة الهندية فتمثلت في فوز الهند للمرة الأولى في تاريخها بجائزة أوسكار أفضل أغنية أصلية، والتي فازت بها أغنية “ناتو ناتو”، وهي أول أغنية من إنتاج هندي يتم ترشيحها لجائزة الأوسكار، وتمت الإشادة بالرقصات واللحن الجذاب لها، وقدمتها نجمة بوليوود، ديبيكا بادكوون، وفقًا لموقع “الحرة“.

جوائز أخرى

وعلى صعيد الجوائز الأخرى فقد فاز النجم برندان فرايرز بجائزة أفضل ممثل عن أدائه المؤثر كمدرّس بدين منعزل في منزله في فيلم “الحوت” (The whale).

وفاز فيلم فيلم “بينوكيو” (Pinocchio) للمخرج المكسيكي، غيليرمو ديل تورو، بأوسكار أفضل فيلم رسوم متحركة، وهو نسخة قاتمة عن قصة الأطفال الشهيرة “بينوكيو” حول الدمية الحية ووالده نحات الخشب المسن، وتدور قصة الفيلم حول أمنية الأب التي تعيد بطريقة سحرية إحياء فتى خشبي في إيطاليا وتنشأ بينهما علاقة الأب وابنه.

بينما وفاز فيلم “أفاتار2” (Avatar: The Way of Water) بجائزة أوسكار أفضل مؤثرات بصرية، وغاب مخرج الفيلم جيمس كاميرون عن الحفل، لكنه تلقى التحية أكثر من مرة. ويبلغ الفاصل الزمني بين الجزئين الأول والثاني من “أفاتار” نحو 14 عامًا. وتدور قصته عن عالم مستقل من الكائنات التي تشبه الإنسان، لكنها تحترم الطبيعة.

كما فاز فيلم ” وداع أيرلندي” (An Irish Goodbye) بجائزة أوسكار أفضل فيلم وثائقي قصير، والفيلم من تأليف وإخراج توم بيركلي وروس وايت. وتدور أحداث الفيلم، الذي يصنف ضمن فئة الكوميديا السوداء، في مزرعة لأخوين أحدهما مصاب بمتلازمة داون.

وفازت روث كارتر مصممة ملابس فيلم “واكاندا فورايفر” (Wakanda Forever)، للمخرج رايان غوغلر، بجائزة أوسكار أفضل تصميم ملابس. ويدور الفيلم حول سكان واكاندا الذين يقاتلون لحماية وطنهم من تدخل القوى العالمية.

وفاز فيلم “الحوت” (The whale)، للمخرج رودريغو فرنانديز بجائزة أوسكار أفضل ماكياج وتصفيف شعر. وتدور أحداثه حول أب يزن نحو ستمائة رطل، ويعاني بشدة من عدم القدرة على التواصل مع محيطه الإنساني.

كما فاز فيلم “نافالني” (Navalny) للمخرج دانيال روهر، بأوسكار أفضل فيلم وثائقي طويل. ويرصد الفيلم قصة زعيم المعارضة الروسي، أليكسي نافالني، وسعيه للتعرف على الرجال الذين سمموه في أغسطس 2020.

تعليق
الوسوم
فريق راديو صوت العرب من أمريكامارس 13, 2023

إقرأ أيضاً

“الكبير قوي” يتصدر قائمة الأكثر مشاهدة.. وقائمة سوداء لبعض المسلسلات

مارس 31, 2023

اليوم الوطني للأطباء.. شكرًا لمن يزيلون ألمنا وينقذون حياتنا.. بفضلكم حياتنا أفضل وأكثر صحة

مارس 31, 2023

المسلمون في أمريكا خلال رمضان.. عادات وتقاليد أصيلة وخير وعطاء لا ينقطع

مارس 28, 2023

رامز جلال يتعرّض لمقلبه ويتلقى لدغة خطيرة من الثعبان

مارس 28, 2023
زر الذهاب إلى الأعلى

اشترك مجانا في القائمة البريدية ليصلك كل جديد

نحترم خصوصية المشتركين

إنني مشترك بالقائمة البريدية