أخبار أميركاأميركا بالعربيتقارير

الأمريكيون يستعدون لتغيير ساعاتهم مع بدء التوقيت الصيفي.. تعرّف على السلبيات والإيجابيات

في تمام الساعة 2 صباحًا بالتوقيت الشرقي للولايات المتحدة يوم الأحد (12 مارس)، سيقوم الأمريكيون بتغيير ساعاتهم من خلال تقديمها إلى الأمام ساعة واحدة، مع بدء التوقيت الصيفي الذي سيستمر حتى نوفمبر المقبل.

ووفقًا لصحيفة “واشنطن بوست” فإنه من المؤكد أن عودة التوقيت الصيفي سيعيد إثارة الجدل من جديد حول آثاره على الصحة والسلامة العامة، خاصة في الربيع عندما يفقد الأمريكيون ساعة من النوم.

فمن خلال تقديم ساعاتنا للأمام، سنجبر أنفسنا على بدء اليوم قبل ساعة واحدة للاستفادة من المزيد من الضوء في المساء، بينما غالبية الأمريكيين لا يزالون يفضلون الحصول على المزيد من ضوء الشمس بعد العمل.

وفي معظم الولايات المتحدة، سيعمل التوقيت الصيفي على جعل شروق الشمس الساعة 7 صباحًا أو بعد ذلك. وعلى عكس ما كان عليه الحال قبل شهرين، سيكون لدينا الآن ما يقرب من 12 ساعة من ضوء النهار مع اقترابنا من الاعتدال الربيعي.

وفي المقابل سنرى المزيد من ضوء المساء، فبمجرد أن نقدم الساعة للأمام، فلن تغرب الشمس حتى الساعة 7 مساءً أو بعد ذلك في أجزاء كثيرة من البلاد.

وبعد أن يبدأ التوقيت الصيفي يوم الأحد، سنستيقظ في الظلام، ولكن في غضون أسابيع قليلة سيصبح الصباح أكثر إشراقًا مرة أخرى، ومع استمرار زيادة ضوء النهار، سيستغرق الأمر أكثر من شهر بقليل حتى “يلحق” شروق الشمس بنفس الوقت الذي كنا نراه في اليوم السابق لتغير الوقت.

ويعتمد الوقت المستغرق لاستعادة الساعة المفقودة من ضوء الصباح على خط العرض، حيث يستعيد الجزء الشمالي ساعة من ضوء الصباح خلال 4 إلى 5 أسابيع فقط ، بينما في الجنوب – حيث يتغير ضوء النهار بشكل أبطأ – يمكن أن يستغرق الأمر حوالي 7 أسابيع أو أكثر.

وبدون التوقيت الصيفي، ستشهد أجزاء كثيرة من البلاد شروق الشمس قبل الساعة 6 صباحًا لعدة أشهر من العام. فإذا كنت تفضل عمومًا ألا تشرق الشمس قبل الخامسة صباحًا خلال أشهر الصيف، فيمكن القول إن التوقيت الصيفي هو الحل بالنسبة لك.

قانون التوقيت الصيفي

طول عدة سنوات ماضية كانت هناك العديد من المحاولات للتخلي عن تغيير الوقت، والاحتفاظ بالتوقيت الصيفي طوال العام، وفي هذا الإطار أعاد السناتور ماركو روبيو Marco Rubio مرة أخرى تقديم قانون حماية الشمس المشرقة، بهدف جعل التوقيت الصيفي توقيتًا دائمًا اعتبارًا من نوفمبر 2023، وهو القانون الذي تم إحباطه مرارًا وتكرارًا.

وقال روبيو في بيان إن “طقوس تغيير الوقت مرتين في العام غبية” مؤكدًا أن إنهاء هذه الممارسة يحظى بتأييد الحزبين، وفقًا لموقع canadanews24.

وكان مشروع القانون، الذي تم اقتراحه لأول مرة في عام 2018، قد فشل مرارًا وتكرارًا في الحصول على الموافقة في مجلسي النواب والشيوخ، وفي مارس الماضي، وافق عليه مجلس الشيوخ لكنه توقف في مجلس النواب دون تصويت.

لكن خبراء قالوا إن النسخة الأخيرة من مشروع القانون التي قدمها روبيو تحظى بدعم من الحزبين ولديها فرصة أفضل بكثير للتمرير عبر مجلس النواب ومجلس الشيوخ، وإذا حدث ذلك، فقد يكون تغيير التوقيت في الساعة 2 صباحا يوم الأحد هو الأخير.

وتفكر العديد من الدول الأخرى في استمرار التوقيت القياسي طوال العام وعدم تغيير التوقيت مرتين في العام، وفي هذا الإطار زادت التشريعات والقرارات الخاصة بالوقت القياسي الدائم، من 15% في عام 2021 إلى 31% في عام 2023.

ويعكس الارتفاع الحاد في النشاط بين الدول التي تسعى إلى الخروج من هذه التغييرات، التي تحدث مرتين سنويًا مدى إدراك المزيد من الناس للجوانب السلبية لهذه الممارسة.

سلبيات وإيجابيات

معظم الدول التي تلجأ للتوقيت الصيفي تفعل ذلك من أجل توفير استهلاك الكهرباء، لكن في مقابل ذلك تظهر العديد من القصص الإعلامية حول الاضطرابات التي تحدث في الروتين اليومي، نتيجة التحول من التوقيت القياسي إلى التوقيت الصيفي.

ويرفض الكثير من الأمريكيين التوقيت الصيفي، حيث يقول نحو ثلث الأمريكيين، إنهم لا يفضلون هذه التغييرات الزمنية التي تحدث مرتين سنويًا، ويريد ما يقرب من الثلثين التخلص منها تمامًا، مقارنة بـ21% غير متأكدين و16% يرغبون في الاستمرار في تحريك ساعاتهم ذهابًا وإيابًا.

لكن ما يقرب من 20 ولاية أقرت مشاريع قوانين لجعل التوقيت الصيفي دائمًا، ومرر مجلس الشيوخ بالإجماع قانون حماية الشمس المشرقة للسماح بتنفيذ هذه القوانين- خاصة وأن أي ولاية لا يمكنها الانتقال إلى التوقيت الصيفي الدائم من جانب واحد حتى لا تختلف تواريخها عن بقية البلاد.

إيجابيات التوقيت الصيفي

وفقًا لموقع science alert تظهر الأبحاث أن التوقيت الصيفي له العديد من الإيجابيات، ويمكن ان يساعد في تحسين حياة الأمريكيين من خلال 5 إيجابيات هي

1- إنقاذ الأرواح

سيساعد التوقيت الصيفي على إنقاذ الأرواح ومنع الجريمة، وذلك من خلال تقليل وقت الظلام في المساء، وإضافة ساعة من الضوء إلى المساء.

فالكثير من الناس قد يفقدون حياتهم بسبب الظلام في المساء ومخاطره، ففي ظلام المساء هناك عدد أكبر بكثير من الناس على الطريق، والمزيد من الكحول في دماء السائقين، بينما يزيد الناس من سرعات سياراتهم للوصول إلى المنزل، ويلهو المزيد من الأطفال في الهواء الطلق دون إشراف، وتزداد حوادث السيارات المميتة للمشاة بمقدار ثلاثة أضعاف بعدما تغرب الشمس.

ويجلب التوقيت الصيفي ساعة إضافية من ضوء الشمس إلى المساء للتخفيف من تلك المخاطر. وأظهرت دراسة حول هذا الموضوع أنه يمكن إنقاذ 343 شخصًا سنويًا من خلال الانتقال إلى التوقيت الصيفي على مدار العام.

2- انخفاض الجريمة

الظلام أيضًا صديق للجريمة، حيث يفضل المجرمون القيام بعملهم في عتمة المساء وظلام الليل، بينما تنخفض معدلات الجريمة بنسبة 30% في ساعات الصباح.

لذلك فإن نقل ساعة من ضوء الشمس إلى المساء له تأثير أكبر بكثير على منع الجريمة، وينطبق هذا بشكل خاص على الجرائم التي يرتكبها الأحداث، والتي تبلغ ذروتها في ساعات ما بعد المدرسة وفي ساعات المساء الأولى.

ووجدت دراسة بريطانية عام 2013 أن الإضاءة المحسّنة في ساعات المساء يمكن أن تقلل من معدل الجريمة بنسبة تصل إلى 20%.

3- توفير الطاقة

لا يعرف الكثير من الناس أن التبرير الأصلي لإقرار التوقيت الصيفي هو توفير الطاقة، وتم إقراره في البداية خلال الحرب العالمية الأولى والثانية لإعطاء الأولوية للطاقة للقوات الأمريكية.

ولاحقًا تم استخدامه خلال أزمة نفط أوبك عام 1973، حيث ساهم في توفير 150 ألف برميل من النفط وقتها، مما ساعد في مواجهة تأثير الحظر النفطي الذي أعلنته منظمة أوبك.

ويرى الخبراء أنه عندما تغرب الشمس في وقت متأخر من المساء، ستنخفض أحمال الطاقة القصوى، فالحصول على مزيد من أشعة الشمس في المساء سيتطلب استخدام قدر أقل من الكهرباء للإضاءة، كما سيقلل من كمية النفط والغاز اللازمة لتدفئة المنازل والشركات، على الرغم من أنه قد يزيد من تكاليف التبريد في الصيف.

ومعظم الناس في مجتمعنا يكونون مستيقظين ويستخدمون الطاقة في وقت مبكر من المساء عند غروب الشمس، لكن جزءًا كبيرًا من السكان يكونون ما زالوا نائمين عند شروق الشمس، مما يؤدي إلى انخفاض كبير في الطلب على الطاقة في ذلك الوقت.

وقدر المجلس الأمريكي لاقتصاد تقنين الطاقة أن الولايات المتحدة كانت ستشهد وفورات في الطاقة بأكثر من 4 مليارات دولار، وانخفاضًا في انبعاثات الكربون بمقدار 10.8 مليون طن متري، إذا كانت قد طبقت التوقيت الصيفي الدائم منذ أكثر من 10 سنوات.

4- تحسين وقت النوم

يركز منتقدو التوقيت الصيفي على أن تبديل الساعة مرتين خلال العام يضر بالصحة ويتسبب في اضطراب ساعات نومهم، مشيرين إلى أن النوبات القلبية زادت بنسبة 24% في الأسبوع الذي تلا تقديم الساعة، بينما تزيد بنسبة طفيفة خلال الأسبوع عندما يتم تأخير الساعة.

وإذا كان منتقدو تبديل الساعة مرتين خلال العام يستخدمون هذه النقطة للدفاع عن تطبيق الوقت القياسي الدائم طول العام، فإن نفس الأمر ينطبق أيضًا على التوقيت الصيفي إذا تم تطبيقه على مدار العام، وبالإضافة إلى ذلك، لا يوفر الوقت القياسي إيجابيات التوقيت الصيفي من حيث توفير الطاقة وإنقاذ الحياة ومنع الجريمة

5- ازدهار الأنشطة الترفيهية والتجارية

تزدهر الأنشطة الترفيهية والتجارية في وضح النهار وضوء الشمس، بينما يعوقها ظلام المساء. فالأمريكيون أقل استعدادًا للخروج للتسوق في الظلام، بينما يساعد وجود المزيد من ضوء النهار في التسوق.

كما أنه ليس من السهل ممارسة الأنشطة الترفيهية كلعبة البيسبول في الظلام، وتكون هذه الأنشطة أكثر انتشارًا في وقت مبكر من المساء مقارنة بساعات الصباح الباكر.

لذا ليس من المستغرب أن تفضل غرفة التجارة الأمريكية والمنظمات المخصصة للاستجمام في الهواء الطلق التوقيت الصيفي الدائم.

سلبيات التوقيت الصيفي

أهم النقاط التي يركز عليها منتقدو التوقيت الصيفي هي أنه يتسبب في اضطرابات النوم، رغم أن الخلل في إيقاع الساعة البيولوجية الخاصة بالنوم والاستيقاظ ينتج عن تغيير التوقيت مرتين خلال العام، سواء في حالة التوقيت القياسي الدائم أو التوقيت الصيفي الدائم، والتوقف عن هذا التغيير سيحل هذه المشكلة.

وقد يكون الوقت القياسي أفضل لإيقاعات الساعة البيولوجية بشكل عام، لأن الشمس تغرب وتشرق في وقت مبكر؛ لكن من غير المرجح أن تتغير الأنشطة والروتينات المسائية للناس استجابةً لذلك.

فغروب الشمس المبكر لن يجبر الناس على الذهاب إلى الفراش في وقت مبكر، كما كان الحال قبل 150 عامًا قبل ظهور الكهرباء.

وربطت بعض الأبحاث العيش في الأجزاء الغربية من المناطق الزمنية- التي تتمتع بشمس أطول في المساء – بزيادة خطر الإصابة بالسرطان، مقارنةً بأولئك الذين يعيشون في الأجزاء الشرقية.

لكن يمكن تفسير زيادة خطر الإصابة بالسرطان جزئيًا من خلال خيارات نمط الحياة، مثل النظام الغذائي والتمارين الرياضية، في أجزاء مختلفة من المناطق الزمنية.

علاوة على ذلك، يتخذ الأمريكيون قرارات طوال الوقت تعرضهم لمخاطر صحية، مثل تناول اللحوم الحمراء بدلاً من البروكلي، وشرب الكحول أو الصودا بدلاً من الماء. وهذا مشابه للتعرض لأشعة الشمس وأوقات النوم المتأخرة. فنحن نستمتع بها على الرغم من علمنا أنها تنطوي على مخاطر.

ويمكن أن يقترن التحول إلى التوقيت الصيفي الدائم بجهود نقل أوقات بدء المدرسة لاحقًا، بما يتوافق مع ما دعت إليه الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال منذ فترة طويلة، من أجل تعزيز إيقاعات الساعة البيولوجية للأطفال وصحتهم العقلية.

وبصفة عامة يذهب منتقدو التوقيت الصيفي إلى أنه مرتبط بآثار صحية سلبية خطيرة، بما في ذلك زيادة النوبات القلبية وحرمان المراهقين من النوم.

ويشير بعض الباحثين إلى أن الانتقال إلى التوقيت الصيفي كل ربيع يؤثر على الصحة فورًا بعد تغيير الساعة، وأيضًا لمدة ثمانية أشهر تقريبًا، يظل فيها الأمريكيين في التوقيت الصيفي”.

ويرى مؤيدو التوقيت القياسي الدائم أنه يتوافق إلى حد بعيد مع الضوء الطبيعي للشمس، حيث تكون الشمس في منتصف السماء مباشرة عند الظهيرة أو بالقرب منها.

بينما يتسبب تغيير الساعة أثناء التوقيت الصيفي إلى تواجد الضوء الطبيعي بعد ساعة واحدة في الصباح، وبعد ساعة واحدة في المساء وفقًا لتوقيت الساعة، وضوء الصباح ضروري للمساعدة في ضبط إيقاعات الجسم الطبيعية، فهو يوقظنا ويحسن اليقظة.

كما يؤدي التوقيت الصيفي إلى اضطراب في النوم بالنسبة للمراهقين وطلاب المدارس وممارسي الرياضة والأنشطة الاجتماعية، فعلى سبيل المثال، يبدأ العديد من الأطفال المدرسة في حوالي الساعة 8 صباحًا أو قبل ذلك، ما يعني أنه خلال التوقيت الصيفي، سيستيقظ العديد من الشباب إلى المدرسة في الظلام الدامس، وهو ما جعل الجمعية الطبية الأمريكية تدعو مؤخرًا إلى تحديد وقت قياسي دائم.

ويشير البعض إلى أن التوقيت الصيفي يؤدي إلى التعرض للضوء في وقت لاحق من المساء، مشيرين إلى ان استمرار ذلك لمدة ثمانية أشهر تقريبًا يؤدي إلى تأخير إفراز الدماغ للميلاتونين، وهو الهرمون الذي يحفز النعاس، والذي بدوره يتداخل مع النوم، ويؤدي إلى قلة النوم بشكل عام.

تاريخ التوقيت الصيفي

تشير التقارير إلى أن التوقيت الصيفي تم تطبيقه لأول مرة في ألمانيا في عام 1916 خلال الحرب العالمية الأولى كإجراء لتوفير الطاقة.

بينما تختلف الأقاويل حول بداية فكرة التوقيت الصيفي في الولايات المتحدة، فهناك من يقول إن الدبلوماسي والعالم الأمريكي “بنجامين فرانكلين”، أحد الآباء المؤسسين للولايات المتحدة، هو من جاء أولاً بفكرة التوقيت الصيفي.

بينما يعتقد البعض الآخر أنه تم اعتماد التوقيت الصيفي حتى يتمكن المزارعون من الحصول على ساعات أكثر من ضوء الشمس للعمل في الحقل.

وتذهب العديد من التقارير إلى أن الولايات المتحدة طبقت التوقيت الصيفي في عام 1918، وتم تنفيذه في البداية كإجراء في زمن الحرب العالمية الأولى، وتم إلغاؤه بعد عام، ثم أعيد في عام 1942 خلال الحرب العالمية الثانية، واستمر لعقدين تاليين، عندما تحولت الولايات والمحليات بين التوقيت الصيفي والوقت القياسي حسب الرغبة.

والثابت تاريخيًا أن الكونغرس أقر التوقيت الصيفي على مدار العام خلال الحربين العالميتين الأولى والثانية، ومرة أخرى خلال أزمة الطاقة في أوائل السبعينيات.

وبعد الحرب العالمية الثانية، وقع تعيين تواريخ البدء والانتهاء للتوقيت الصيفي على عاتق حكومات الولايات.

ونتيجة للعديد من مشكلات جدولة السكك الحديدية والسلامة؛ أقر الكونغرس قانون التوقيت الموحد في عام 1966، والذي حدد التوقيت الصيفي وتواريخ بدايته وانتهائه في جميع أنحاء البلاد، باستثناء هاواي وأريزونا، اللتين اختارتا الحفاظ على التوقيت القياسي العام.

وحدد هذا القانون التواريخ الوطنية للتوقيت الصيفي من يوم الأحد الأخير في أبريل حتى آخر يوم أحد في أكتوبر.

وفي عام 2007، عدل الكونغرس القانون لتوسيع الفترة التي يكون فيها التوقيت الصيفي ساري المفعول لتصبح من الأحد الثاني في مارس إلى الأحد الأول في نوفمبر.

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى

اشترك مجانا في القائمة البريدية ليصلك كل جديد

نحترم خصوصية المشتركين