أخبارأخبار العالم العربي

السعودية: لا خلاف مع الإمارات.. ودعوة بشار الأسد لحضور القمة العربية سابق لأوانه

نفى وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان، ما تردد حول وجود خلافات بين المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة

وخلال مؤتمر صحفي بالسفارة السعودية في لندن قال بن فرحان إن التقارير التي تتحدث عن تزايد الخلافات مع الشريك الإقليمي (الإمارات) لا تفهم مدى عمق العلاقة بين الدولتين الخليجيتين.

ووفقًا لشبكة CNN فقد أوضح وزير الخارجية السعودي أن التقرير الذي نشرته صحيفة “وول ستريت جورنال” الأسبوع الماضي لا يعدو كونه “مبالغة في الدراما” ويستند إلى مصادر لم تسمها الصحيفة.

وأضاف: “لدينا شراكة قوية للغاية مع الإمارات العربية المتحدة، ولا صحة للتقارير التي تتحدث عن خلافات بسبب المنافسة الاقتصادية داخل منظمة أوبك، لأنها تكمل بعضها بعضًا”، مشيرًا إلى أن أسعار النفط كانت ستنهار إذا لم تتخذ مجموعة (أوبك +) قرارًا بعدم زيادة الإنتاج.

سوريا وبشار الأسد

وحول ما يتردد بشأن مساعي إعادة سوريا للجامعة العربية، وحضور الرئيس السوري بشار الأسد القمة العربية المقبلة قال بن فرحان إنه من السابق لأوانه القول ما إذا كان بشار الأسد، سيُدعى إلى القمة العربية التي ستعقد في الرياض.

لكنه أكد أن التواصل مع دمشق حاليًا أصبح “ضروريًا، مشيرًا إلى أن هناك إجماع في العالم العربي على أن الوضع الراهن غير فعال ولا يخدم الأزمة السورية، وأنه لا بد من وجود طريقة لتجاوزه، مع إعطاء الأولوية للوضع الإنساني داخل سوريا، وهو ما يتطلب التحدث إلى الحكومة في دمشق، مشيرًا إلى أنه من غير السابق لأوانه معرفة إلى أين سيؤدي ذلك.

الخلاف بين السعودية والإمارات

وكانت صحيفة “وول ستريت جورنال” قد نشرت تقريرًا تحدثت فيه عن تزايد الخلاف بين السعودية والإمارات في الفترة الأخيرة، بسبب تباين مصالحهما في ملفات النفط والاستثمارات الخارجية والحرب في اليمن.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين خليجيين قولهم إن ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن  سلمان، ورئيس الإمارات، الشيخ محمد بن زايد، يتجنبان عن عمد حضور أي مناسبات أو أحداث تكون برعاية أحدهما.

واستشهدت الصحيفة بعدم حضور كبار زعماء الإمارات البارزين قمة صينية عربية رفيعة المستوى في الرياض، وغياب محمد بن سلمان عن قمة لقادة الشرق الأوسط عقدت في أبوظبي.

وأوضحت الصحيفة أن الخلافات بين البلدين تتركز حول 3 ملفات هي: التنافس على الاستثمار الأجنبي، والنفوذ في أسواق النفط العالمية، ومسار الحرب في اليمن، مشيرة إلى أن هذه الخلافات كانت حبيسة الغرف المغلقة، لكنها بدأت تتسرب للعلن بشكل متزايد، مما يهدد جهود إعادة ترتيب التحالفات في الخليج العربي في وقت تحاول فيه إيران ممارسة المزيد من النفوذ عبر المنطقة.

وكشفت مصادر مطلعة للصحيفة عن فشل مساعي مستشار الأمن القومي الإماراتي، الشيخ طحنون بن زايد، وهو المقرّب من بن سلمان، لاحتواء الخلافات المتفاقمة بين الرياض وأبوظبي.

وكان طحنون قد زار السعودية عدة مرات من أجل لقاء بن سلمان ومناقشة القضايا الخلافية؛ لكنه لم يتمكّن من ترتيب مقابلة مع ولي العهد السعودي.

ولفتت الصحيفة إلى أنّ بن زايد  وبن سلمان، اللذين كانت تجمعهما علاقة وطيدة، بدءا بالتباعد تدريجيًّا مع اختلاف وجهات النظر بين الجانبين حول العديد من القضايا.

الحرب في اليمن

وبحسب الصحيفة، فإن الخلاف الأكثر حدة بين الجانبين يتجسد في تباين وجهات النظر بين بن سلمان وبن زايد حول مسار الحرب في اليمن، حيث أنّ الإمارات، التي سحبت قوّاتها البرية عام 2019، لا تزال تخشى التهميش في القرارات المتعلقة بمستقبل الصراع هناك، بينما تجري السعودية محادثات مباشرة مع الحوثيين بشأن إنهاء الحرب.

وتسعى الإمارات للإبقاء على موطئ قدم لها في الساحل الجنوبي للبلاد، وتوجيه موارد القوة إلى البحر الأحمر من أجل تأمين الممرات البحرية بين موانئها والعالم، وقامت بتوقيع اتفاقية أمنية مع الحكومة المدعومة من السعودية تتيح لقواتها التدخل في حالة وجود تهديد وشيك، وتدريب قوات يمنية في الإمارات، وتعميق التعاون الأمني، وكذلك بناء قاعدة عسكرية ومدرج في جزيرة قرب باب المندب، عند الحافة الجنوبية للبحر الأحمر.

وبحسب مصادر فإنّ المسؤولين السعوديين اعترضوا سرًّا على الاتفاق الأمني، والخطط الخاصة ببناء قاعدة عسكرية، واعتبروا أن الإمارات بذلك تعمل ضد أهداف السعودية في اليمن، وردًّا على ذلك، نشرت السعودية قوات سودانية من التحالف في مناطق قريبة من مواقع العمليات الإماراتية، وهو ما اعتبره مسؤولون إماراتيون “تكتيكات ترهيب”.

وعندما لم يحضر الشيخ محمد بن زايد قمة الصين في الرياض، فسر المسؤولون السعوديون ذلك على أنه علامة على استياء الإماراتيين من المنافسة المتزايدة في اليمن.

خلاف أوبك

وقالت الصحيفة إن الخلاف بين الرياض وأبوظبي امتد إلي منظمة “أوبك” التي تقودها السعودية، حيث ما زالت الإمارات مضطرة لأن تضخ في السوق أقل بكثير من قدرتها، وهو ما يضرّ بعائداتها من النفط.

وتضغط الإمارات منذ فترة للسماح لها بضخ المزيد من النفط، لكن السعودية تعارض ذلك، وهو ما دع الإمارات إلى التلميح بالتفكير في الانسحاب من أوبك.

وكان تحالف “أوبك +” قد قرر في أكتوبر الماضي خفض إنتاج النفط بشكل كبير لدعم أسعار الخام، ورغم أن الإمارات أعلنت دعمها لقرار خفض الإنتاج في العلن، إلا أن المسؤولين الأمريكيين قالوا إن الإماراتيين أخبروهم سرا أنهم يريدون ضخ المزيد من النفط تماشيا مع رغبات واشنطن، لكنهم واجهوا مقاومة من السعودية.

الاستثمارات الأجنبية

من ناحية أخرى هناك قلق لدى الإماراتيين من أن السعوديين يعملون ضد مصالحهم، بينما عبر السعوديون عن قلقهم من أن تنامي نفوذ الإمارات يشكل تهديدًا لهيمنتهم على الخليج.

ومما عمّق الخلاف خلال السنوات الماضية، هو أنّ الإماراتيين بدأوا ينظرون بارتياب إلى مساعي السعودية لاستقطاب الشركات الأجنبية واستضافة مقارها في المملكة، وهوما يمثّل تحدّيًا لمكانة دبي، التي تعدّ مركز الأعمال الدولي في الشرق الأوسط.

وبصفة عامة تقول الصحيفة إن الخلاف بين أبوظبي والرياض بدأ في 2018 بعد مقتل الإعلامي السعودي جمال خاشقجي، مما دفع المسؤولين في أبوظبي لإعادة النظر في مدى القرب من بن سلمان في ظل الضغوط الدولية عليه.

وفي عام 2019، شعر السعوديون بأنّ شركاءهم الإماراتيين تخلّوا عنهم حينما أعلنوا سحب قواتهم العاملة على الأرض في اليمن. كما أن مصالحة السعودية مع قطر مطلع عام 2021، أزعجت الإمارات التي كانت الطرف المبادر إلى الدفع نحو مقاطعة قطر وحصارها.

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى

اشترك مجانا في القائمة البريدية ليصلك كل جديد

نحترم خصوصية المشتركين