نجاح إطلاق أطول مهمة فضائية في تاريخ العرب

أعلنت وكالة ناسا عن نجاح إطلاق مهمة Crew-6 إلى محطة الفضاء الدولية، والتي تعد المهمة الأطول في تاريخ المهمات التي شاركت بها الدول العربية، إذ تبلغ مدتها 6 أشهر، في رحلة استكشافية علمية على متن المحطة الفضائية.
وقالت الوكالة في بيان لها إن الرحلة التابعة لشركة SpaceX، المملوكة للملياردير إيلون ماسك، انطلقت في وقت مبكر من صباح اليوم الخميس، من مجمع الإطلاق 39A في مركز كينيدي للفضاء التابع لناسا في فلوريدا.
وتضم الرحلة على متنها طاقمًا مكونًا من 4 رواد فضاء، بينهم رائد الفضاء الإماراتي، سلطان النيادي، ورائد فضاء روسي، واثنين آخرين من وكالة ناسا، مشيرة إلى أن الطاقم سيقضي حوالي 24 ساعة في مدارٍ حول الأرض، قبل التحامه بمحطة الفضاء الدولية.
ووفقًا لموقع “الحرة” فقد أقلعت مركبة الإطلاق SpaceX، التي تتكون من صاروخ فالكون 9، تعلوه كبسولة تعمل بشكل مستقل تسمى إنديفور، في الساعة 12:34 صباحا بتوقيت شرق الولايات المتحدة (0534 بتوقيت غرينتش).
إنجاز تاريخي
وقالت صحيفة “البيان” الإماراتية إن هذه المهمة سوف تضع الإمارات في الترتيب الحادي عشر عالميًا، والأولى عربيًا من حيث الدول التي تشارك في مهمة طويلة الأمد تصل إلى 6 شهور.
وأشارت إلى أن رائد الفضاء الإماراتي، سلطان النيادي، سيجري 19 تجربة، فيما سيشارك مع فريق المهمة في أكثر من 200 بحث علمي متنوع، تسهم في توفير إجابات من شأنها مساعدة العلماء في إرسال رحلات استكشاف مأهولة لكواكب في الفضاء العميق.
وبعد انطلاقه إلى الفضاء، كتب النيادي، تغريدة أكد فيها أنه سيتحدث إلى متابعيه وعائلته من محطة الفضاء الدولية، مطالبًا الجميع أن “يتذكروه في دعواتهم.”
وكتب النيادي قائلًا: “في المرة المقبلة التي سأكلمكم بها سأكون بإذن الله على متن محطة الفضاء الدولية”.
وأضاف: “سأكلمكم وعلى ذراعي علم الإمارات.. وفي قلبي”. وتابع: “دعواتكم وإلى لقاءٍ قريب من الفضاء… أخوكم سلطان النيادي”.
في المرة المقبلة التي سأكلمكم بها سأكون بإذن الله على متن محطة الفضاء الدولية.. 🚀
سأكلمكم وعلى ذراعي علم الإمارات.. و في قلبي #طموح_زايد .. 🇦🇪
دعواتكم و إلى لقاءٍ قريب من الفضاء..
أخوكم سلطان النيادي pic.twitter.com/FusEJqeEnK
— Sultan AlNeyadi (@Astro_Alneyadi) March 2, 2023
كما وجّه النيادي رسالة من مركبة “دراغون” بعد انفصالها عن صاروخ “Falcon 9″، قائلًا إنه يشكر والده ووالدته والقيادة الإماراتية، كما وجّه الشكر لمن درّبه ولشركة “سبيس إكس”، وفقًا لشبكة CNN
جدير بالذكر أن رائد الفضاء الإماراتي سلطان النيادي وُلد في 23 مايو 1981 بمنطقة أم غافة التابعة لمدينة العين الإماراتية، وتميز في تعليمه تبعاً لخطى والده الرجل العسكري، وكان متميزاً وسط أقرانه من الطلبة، وفقًا لصحيفة “الإمارات اليوم“.
والتحق بالقوات المسلحة وابتُعث لدراسة هندسة الاتصالات، وعمل كمهندس لأمن الشبكات بالقوات المسلحة الإماراتية. وحصل على البكالوريوس في هندسة الاتصالات وتقنية المعلومات من المملكة المتحدة، كما حصل على درجتي الماجستير والدكتوراه في تكنولوجيا المعلومات.
وحصل النيادي على شارة رواد الفضاء من مركز جونسون للفضاء التابع لوكالة ناسا، وكان النيادي هو رائد الفضاء الاحتياطي خلال مهمة طموح زايد عام 2019، ويستعد لخوض مهمة CREW-6 إلى محطة الفضاء الدولية كأطول مهمة لرائد فضاء عربي.
تفاصيل المهمة
ووفقًا لوكالة الأنباء الإماراتية (وام) سيكون رائد الفضاء الإماراتي سلطان النيادي، هو اختصاصي المهمة، إلى جانب رائد الفضاء ستيفن بوين، قائد المهمة، من وكالة ناسا، ورائد الفضاء وارين هوبيرغ، قائد المركبة، من وكالة ناسا، ورائد الفضاء أندري فيدياييف، اختصاصي مهمة، من وكالة روسكوزموس. وستكون المهمة ضمن البعثة 68/69 إلى محطة الفضاء الدولية.
وسيجري رواد فضاء طاقم Crew-6 عدّة تجارب علمية، سيتضمن بعضها أبحاثًا علمية جديدة للتحضير للمهمات البشرية خارج مدار الأرض المنخفض، ومن ثمّ الاستفادة من نتائجها في مختلف علوم الحياة على الأرض. وخلال الأشهر الستة هذه، سيتم إجراء 13 مكالمة مباشرة و10 اتصالات لاسلكية، وجلسات لبرنامج التوعية المجتمعية مع مؤسسة الإمارات للآداب.
وتشمل التجارب التي سيجريها الطاقم، دراسات حول كيفية احتراق مواد معينة في الجاذبية الصغرى، وأبحاث رقائق الأنسجة حول وظائف القلب والدماغ والغضاريف، واستقصاء سيجمع عينات ميكروبية من خارج المحطة الفضائية.
ووفقًا لوكالة ناسا هذه التجارب هي مجموعة من أكثر من 200 تجربة علمية وعرض تقني سيتم إجراؤه خلال المهمة. كما تشمل مهمة البعثة 68/69، العمل على تركيب الأجزاء النهائية لـ “iRosa”، وهي الألواح الشمسية التي يتم تركيبها في محطة الفضاء الدولية، بالإضافة إلى إجراء التجارب والأبحاث العلمية.
وخلال المهمة، سيجري سلطان النيادي، أكثر من 19 تجربة علمية، ودراسات متقدمة، بالتعاون مع وكالات ناسا، والفضاء الأوروبية، والفضاء الكندية، والمركز الوطني لدراسات الفضاء في فرنسا، ووكالة استكشاف الفضاء اليابانية “جاكسا”، تشمل مجموعة من المجالات، أبرزها نظام القلب والأوعية الدموية، وآلام الظهر، واختبار وتجربة التقنيات، وعلم “ما فوق الجينات”، وجهاز المناعة، وعلوم السوائل، والنبات، والمواد، إضافة إلى دراسة النوم، والإشعاعات.
كما ستشمل المهمة برنامجاً تعليمياً وتوعوياً، من أجل إلهام الجيل القادم من العلماء والباحثين، حيث اختار مركز محمد بن راشد للفضاء، مشروعين بحثيين من جامعة محمد بن راشد للطب والعلوم الصحية، وسيركز المشروع الأول على تقييم تأثير بيئة الجاذبية الصغرى في الفضاء، على التفاعل بين القلب ووضعية الجسم.
بينما سيعمل المشروع الثاني على دراسة خلايا الفم والأسنان على الأرض في بيئة تحاكي الجاذبية الصغرى. سيشارك في كلا المشروعين عدد من الطلاب والباحثين، لضمان تطوير القدرات، وتأهيل جيل جديد من العلماء.
طموح فضائي
من جانبه أكد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الإمارات، إن المشاركة في هذه المهمة تشكّل جانباً مهماً من رؤية دولة الإمارات لتعزيز إسهامها في علوم المستقبل.
وأضاف أن دولة الإمارات لديها إستراتيجية وطنية طموحة تهدف إلى تطوير كوادرها وتأهيلهم بشكل قوي ليكونوا في طليعة مسيرة الاستكشاف العلمي.
فيما أكد الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، أن طموح الدولة في مجال الفضاء من شأنه أن يترك بصمة قوية تليق باسم الإمارات، وأضاف: “طموحنا في مجال استكشاف الفضاء وعلومه لا حدود له.. نحرص على ترسيخ تواجدنا في هذا القطاع الواعد وترك بصمة قوية تليق باسم الإمارات”.
وقال حمد عبيد المنصوري، رئيس مجلس إدارة مركز محمد بن راشد للفضاء: “بينما نستكشف أعماق الفضاء، تراودنا آمالًا وأحلامًا كبيرة بوطننا وتحثنا على صنع التاريخ. واليوم، نحتفل بالإطلاق الناجح لأطول مهمة فضائية في تاريخ العرب؛ ما يُعتبر بمثابة رؤية ملهمة للأجيال القادمة”.