
قبل أكثر من 40 عامًا أصدر فريق The Buggles أغنيته الشهيرة “الفيديو قتل نجم الراديو” Video Killed the Radio Star، والتي تم بثها مع انطلاق بث قناة MTV في شهر أغسطس 1981، والتي كانت بمثابة نبوءة، تتوقع كيف أن هذه القناة التي ستعرض الأغاني المصورة ستغيّر صناعة الموسيقى للأبد، وتنهي نجوميَّة الإذاعة، وتنقل الجمهور من مرحلة الاستماع للمشاهدة.
لكن بعد حوالي نحو نصف قرن من هذه الأغنية لا يزال الراديو حياً، ولم يمت، بل ويمكن القول إنه يتمتع بصحة جيدة للغاية!
فرغم كل ما يتردد منذ عشرات السنين حول أفول نجم الراديو، وأن البث والوسائط الرقمية الأخرى، ستنهي قوة الوسائط التقليدية مثل الراديو والتليفزيون، إلا أن ذلك لم يحدث حتى الآن، ولا زال الراديو يتمتع بسحر وجاذبية خاصة لدى جمهوره ومحبيه، ويحقق مستويات متابعة واستماع تفوق التوقعات.
تفوق على الجميع
هذا الأمر أثبتته دراسات وبحوث حديثة أجريت على الجمهور في مناطق مختلفة حول العالم من بينها الولايات المتحدة.
وأثبتت دراسة أجرتها MRI-Simmons أن الراديو تفوق على التلفزيون من حيث الوصول الأسبوعي بين البالغين في الولايات المتحدة.
حيث أشارت الدراسة إلى أن 91% من البالغين في الولايات المتحدة يستمعون إلى الراديو مرة واحدة على الأقل في الأسبوع، وهو ما يتجاوز بكثير نطاق البث التلفزيوني الذي كانت نسبته 76%، ووسائل التواصل الاجتماعي بنسبة 70%، ومقاطع الفيديو عبر الإنترنت بنسبة 67%، وفقًا لموقع cnbcarabia
ووفقًا للدراسة فرغم تفوق الراديو من حيث الوصول المطلق، إلا أن التلفزيون يظل لا مثيل له فيما يتعلق بمتوسط الاستخدام اليومي.
فوفقًا لتقرير Nielsen Total Audience يمضى البالغون الأمريكيون حوالي 3 ساعات و41 دقيقة في مشاهدة البث التلفزيوني أسبوعياً خلال في الربع الثالث من عام 2020، وهو ما يقرب من 2.5 ضعف مقدار الوقت الذي يقضونه في الاستماع إلى الراديو، الذي يقدر بساعة و31 دقيقة.
وقال التقرير إن التلفزيون والراديو لا يزالان يحظيان بأعلى مستوى من الثقة، حيث يرى 60% من الذين تتراوح أعمارهم بين 35 و49 عامًا أن المحتوى الإذاعي جدير بالثقة جدًا أو إلى حد ما، فيما حصل التليفزيون على نسبة متقاربة بلغت 59%.
الوسيلة الأكثر وصولاً للناس
جدير بالذكر أن العالم احتفل في يوم 13 فِبراير الجاري بمناسبة “اليوم العالمي للإذاعة”، والذي يتم الاحتفاء به في هذا الموعد من كل عام، تزامنًا مع ذكرى إِطلاق إِذاعة الأمم المتحدة عام 1946م.
وبهذه المناسبة قالت اليونسكو إن الإذاعة وسيلة قوية للاحتفال بالإنسانية بكل تنوعها وتشكل منصة للخطاب الديمقراطي، على المستوى العالمي،
وأشارت إلى أن الراديو سيظل الوسيلة الأكثر استهلاكًا على نطاق واسع، كما أنه لا يزال من أكثر وسائل الإعلام الموثوقة والمستخدمة في العالم، وفقًا لتقارير دولية مختلفة.
وأضافت اليونسكو في بيان صحفي قائلة: “هذه القدرة الفريدة للوصول إلى أوسع جمهور يعنى أن الراديو يمكنه تشكيل تجربة المجتمع في التنوع، والوقوف كساحة لجميع الأصوات للتحدث، والتمثيل والاستماع، يجب أن تخدم المحطات الإذاعية مجتمعات متنوعة، وتقدم مجموعة متنوعة من البرامج ووجهات النظر والمحتوى، وأن تعكس تنوع الجماهير في مؤسساتها وعملياتها.