كالعادة.. المجتمع الدولي خذل السوريين والمساعدات “بطيئة بشكل مميت”
أمريكا تؤكد استعدادها لتقديم أي مساعدة لضحايا الزلزال

أكدت الولايات المتحدة استعدادها لتقديم أي مساعدة لضحايا كارثة الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا وأدى لمقتل نحو 37 ألف شخص، وإصابة نحو 87 ألف آخرين حتى الآن.
وقالت السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض، كارين جان بيير، في بيان صحفي، إن الرئيس بايدن أكد أن الولايات المتحدة مستعدة لتقديم جميع أنواع المساعدات لشعب تركيا وسوريا استجابة للأزمة الإنسانية المستمرة هناك.
وأكدت أن “أمريكا تواصل اتخاذ الخطوات اللازمة للقيام بذلك، وقد لاحظتم جهود التبرع للإغاثة من الزلزال خلال مباراة Super Bowl، وهناك صفحة على الموقع الرسمي للوكالة الأمريكية للتنمية الدولية USAID تحتوي على قائمة بالمنظمات الموثوقة التي تستجيب لهذه الأزمة لمن يريد المساهمة والتبرع.
وأشارت بيير إلى أنه في تركيا واصلت فرق البحث والإنقاذ الأمريكية جهودها للمساعدة في عمليات الإنقاذ خلال عطلة نهاية الأسبوع، كما تواصل دعم الفرق التركية على الأرض، وتوفر طائرات الهليكوبتر العسكرية الأمريكية قوة دفع مهمة للمستجيبين الأمريكيين والدوليين.
وأضافت: “تواصل فرقنا أيضًا إجراء تقييمات الأضرار الهيكلية للمباني، وحتى الآن، قاموا بتقييم أكثر من 5500 مبنى، مما سمح لآلاف الأشخاص النازحين حاليًا بالعودة إلى ديارهم”.
وتابعت: “وفي سوريا، زادت شحنات المساعدات عبر الحدود، حيث عبرت بالأمس قافلة رابعة للأمم المتحدة مؤلفة من 10 شاحنات من شريك إنساني تدعمه الولايات المتحدة، وبذلك يصل العدد الإجمالي الذي عبر إلى سوريا عبر تركيا إلى 52 شاحنة تابعة للأمم المتحدة”.
وأكدت بيير أنه من المهم أن يسمح مجلس الأمن بفتح المزيد من المعابر لعبور المساعدات المنقذة للحياة، “حيث لا يمكننا التأخير أكثر من ذلك”.
وشددت المتحدثة باسم البيت الأبيض مرة أخرى على أن أي عقوبات أمريكية أو دولية تتضمن استثناءات للمساعدات الإنسانية ولا تعوق وصولها إلى سوريا، مشيرة إلى أنه سيتم استثناء الإغاثة الإنسانية والطبية والغذاء من جميع العقوبات الأمريكية والدولية المفروضة على سوريا.
بطيئة بشكل مميت
يأتي ذلك في الوقت الذي كشفت فيه لجنة التحقيق الدولية المستقلة بشأن سوريا أن الاستجابة لطلب إرسال المساعدات إلى شمال غربي البلاد “بطيئة بشكل مميت” حتى الآن.
وأكدت اللجنة أن هناك “حاجة ماسة” لضخ مزيد من المساعدات إلى شمال غربي سوريا عبر كل الطرق الممكنة.
كما أكد برنامج الأغذية العالمي أن مخزون المساعدات بدأ في النفاد بعد توزيعها بشكل عاجل للمتضررين، مطالبًا بفتح جميع المعابر مع سوريا، وفقًا لموقع “العربية“.
ويتم نقل المساعدات الإنسانية المخصصة لشمال غرب سوريا عادة من تركيا عبر باب الهوى، وهو نقطة العبور الوحيدة التي يضمنها قرار صادر عن مجلس الأمن بشأن المساعدات العابرة للحدود.
إخفاق دولي
يأتي ذلك فيما استمر الجدل بشأن الإخفاق الدولي في إيصال المساعدات إلى المتضررين من الزلزال في شمال غربي سوريا، رغم مرور 8 أيام على حدوث الزلزال.
وأقر وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، مارتن غريفيث، بأن المجتمع الدولي خذل من يعيشون في شمال غربي سوريا، وقال إنهم محقون في شعورهم بأن المجتمع الدولي تخلى عنهم، وفقًا لموقع “الجزيرة نت“.
وكرد فعل على تأخر المساعدات تجمع العشرات من أعضاء منظمات إنسانية محلية والدفاع المدني السوري ومنظمات مجتمع مدني في محافظة إدلب شمال غربي سوريا، احتجاجًا على تخاذل الأمم المتحدة في الاستجابة للكارثة التي حلت بمناطقهم جراء الزلزال.
وتجمع المحتجون عند معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا، وهتفوا متهمين الأمم المتحدة بـ”خذلان” ضحايا الزلزال المدمر، ورفعوا لافتات كتب عليها “الأمم المتحدة، خذلانكم قتل أبناءنا”، و”سقوط الأمم المتحدة أخلاقيا في سوريا”، و”لا ترسلوا لنا مساعداتكم عبر نظام الأسد الذي يسرقها”.