أخبارأخبار العالم العربي

بشار الأسد يثير استفزاز السوريين بابتسامات وضحكات وسط أنقاض الزلزال

بينما لا تزال أجواء الحزن تسيطر على الشاعر السوري والعالم أجمع بسبب كارثة الزلزال وأعداد الضحايا التي تجاوزت 25 ألف قتيل و80 ألف مصاب، أطل رئيس النظام السوري بشار الأسد على السوريين بمشاهد أقل ما يقال عنها أنها مستفزة لمشاعر السوريين بصفة عامة وأسر المنكوبين بصفة خاصة.

وتداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي صورًا وفيديوهات لبشار الأسد، أثناء زيارته إلى مدينة حلب، بعد خمسة أيام على وقوع الزلزال، ورغم انه كان يتفقد حجم الدمار الكبير الذي أحدثه الزلزال ويطلع على تطورات أعداد القتلى التي تزداد كل ثانية إلا أنه ظهر وهو يوزع الابتسامات والضحكات وهو يتبادل الحديث مع من حوله.

ووفقًا لموقع “العربية” فقد أثارت الصور والفيديوهات انتقادات واسعة بسبب الابتسامة والضحكات التي لم تفارق وجه الأسد خلال جولته التي كان من المفترض أن تكون إنسانية في المقام الأول لمواساة المتضررين من آثار الزلزال وأسر الضحايا والمنكوبين الذي لم يجدوا من يعينهم على إنقاذ ذويهم من تحت الأنقاض.

استثمار الكارثة

وتساءل النشطاء عن أسباب ضحكات الأسد وابتساماته خلال أجواء الكارثة، بينما أكد مراقبون أن النظام السوري حاول بكل السبل استثمار كارثة الزلزال لتحقيق مكاسب سياسية في مقدمتها رفع العقوبات الغربية، والخروج من العزلة الدولية التي فرضت عليه، من خلال إجبار المجتمع الدولي على التعامل معه لفتح المعابر وإيصال المساعدات للمنكوبين.

وأشار المراقبون أن هذا هو ما تعود عليه بشار الأسد، فالضحكات والابتسامات لم تفارق جميع إطلالته على مدى 11 عامًا من الحرب في البلاد، لكن لم يتخيل أحد أن ابتساماته وضحكاته ستكون حاضرة على ملامح وجهه وهو وسط أنقاض قتلت الآلاف وتخفي تحتها آلاف آخرين لم تتمكن فرق الإنقاذ من الوصول إليهم، وفقًا لموقع “الحرة“.

وأكدوا أن حلب التي تفقد الأسد مبانيها المنهارة بسبب الزلزال سبق وأن نكبها ببراميله المتفجّرة والقصف بالطائرات من قبل، وحضر إليها اليوم و”التقط السيلفي وتلقى الزغاريد”، ثم التقى قائد ميليشيات “الحشد الشعبي”، شاكرًا دورهم في العمل خلال الحرب كـ”جناح أيمن” لقواته في المنطقة الشرقية.

احتفال بمآسي السوريين

ولم يجد سوريون أي تفسير لسلوك “توزيع الابتسامات الضحكات” الذي بدا على ملامح رئيس النظام السوري، فقد اعتبر البعض منهم أنه “سعيد بالفعل للزلزال الذي قد يكسب من ورائه مكاسب سياسية”، فيما قال آخرون إن بشار الأسد “يدمّن منذ سنوات الاحتفال بمآسي السوريين”.

وأوضحوا أن الأسد لم يبد أي اهتمام في الأيام الأربعة الأولى بما أحدثه الزلزال، ولم يشغل نفسه بعمليات إنقاذ وإغاثة الضحايا، وإنما ركز هو وحكومته على استثمار الكارثة، وتحدثوا عن ضرورة رفع العقوبات أكثر من حديثهم عن ضحايا الزلزال”.

وتشير الكاتبة والناشطة السورية، عاليا منصور، إلى أن “بشار الأسد ظهر منذ الساعات الأولى للكارثة وهو مبتسم وسعيد، وذلك منذ اجتماعه الأول مع الحكومة وصولًا إلى زيارته إلى حلب، قائلة: “رأينا دولا أعلنت الحداد على ضحايا الزلزال وأخرى نكست الأعلام، إلا سوريا الأسد لم تعلن لا حداد ولا تنكيس”.

ابتسامات وسط الجثامين

وقال رامي عبد الرحمن، مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن بشار الأسد زار الأماكن المنكوبة في حلب، وهو يوزع الابتسامات، بينما جثامين المواطنين لا زالت تحت الأنقاض، مشيرًا إلى أن نحو 4500 سوري لقوا حتفهم حتى الآن داخل الأراضي السورية فقط، بينما تم إدخال جثث 975 سوري آخرين لقوا مصرعهم في زلزال تركيا، ول زالت الأعداد تزداد مع وجود الكثير من المفقودين تحت الأنقاض.

وأوضح أن هناك الكثير من القرى لم تصلها فرق الإنقاذ وتم دفن الضحايا من قبل الأهالي.. كما كان هناك ضحايا آخرين تم دفنهم في مناطق سيطرة النظام، وحدث ذلك في 21 قرية وبلدة في ريف إدلب الشرقي وريف حلب الجنوبي، بينما تتضاءل الآمال في العثور على ناجين تحت الأنقاض، خاصة في منطقة جنديرس التي يوجد بها عشرات المباني التي لم تتمكن فرق الإنقاذ من العمل بها، بسبب ضعف الإمكانات.

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى

اشترك مجانا في القائمة البريدية ليصلك كل جديد

نحترم خصوصية المشتركين