أخبارتقارير

لقطات صادمة لأطفال وضحايا تحت أنقاض الزلزال.. وانهيارات مرعبة للمباني

منذ اللحظات الأولى للزلزال المدمر الذي ضرب تركيا وسوريا تداول النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي العديد من الصور ولقطات الفيديو الصادمة التي تسجل لحظات ومواقف أقل ما يقال عنها أنها مرعبة وتحبس الأنفاس.

وشملت الصور والفيديوهات لحظات تدمي القلوب لأطفال محاصرين تحت الأنقاض، وآخرون تم إخراجهم أحياء بفضل الله، فيما فارق أطفال آخرون الحياة وتم إخراج جثثهم في مشاهد صادمة.

بينما تداول نشطاء آخرون مشاهد ولقطات فيديو توثق لحظات انهيار مباني وأبراج سكنية كانت شاهقة البنيان فصارت كومة من تراب في لحظات بعد أن تهدمت على رؤوس ساكنيها.

والمثير أن العديد من هذه اللقطات تم بثها على الهواء أثناء متابعة أحداث الزلزال الأول بينما فاجأ الزلزال الثاني وتوابعهما الجميع ليسقطوا ما تبقى من المباني التي لم تستطع الصمود أمام الهزات العنيفة المتتالية.

أطفال تحت الأنقاض

في هذا الإطار أظهر مقطع فيديو متداول لحظة مذهلة لإنقاذ الطفلة السورية نور من تحت الأنقاض في بلدة جنديريس التي تسيطر عليها المعارضة شمال حلب، حيث تمكن رجال الإنقاذ من إخراج الطفلة بأيديهم، وخرجت ووجهها مغطى بالغبار وتبدو عليها الإصابات، وهم يطمئنونها بأن والدها قريب بجانبها قائلين “البابا هون ما تخافي”، وما إن سمعت الطفلة البريئة هذه العبارة حتى تحركت رأسها والتفتت تبحث عن والدها.

والتقطت مقاطع فيديو أخرى، إنقاذ طفل آخر حوصر مع والدته تحت الأنقاض لأكثر من 20 ساعة. كما تُظهر المشاهد طفل ثانٍ تم انتشاله من تحت الركام في قرية قطمة شمال حلب، وخرج وهو مغطى بالغبار ويبكي قبل نقله لتلقي العناية الطبية.

وفي فيدو آخر ظهرت طفلة تركية محاصرة تحت الأنقاض وهي تنتظر فرق الإنقاذ لكي تصل لمساعدتها وانتشالها.

وفي مقطع آخر تم تداوله بكثافة، يظهر طفل في موقف إنساني صعب، حيث كان عالقًا تحت أنقاض منزله بقرية جنديرس شمال غربي مدينة حلب، وكان يصرخ طالباً النجدة، بينما يحاول أحد الأشخاص دعمه، قائلًا: “لا تخاف.. قل لا إله إلا الله”، لينطق الطفل بالشهادتين، ويستمر الرجل في الحوار معه لدعمه نفسياً حتى تأتي فرق الإنقاذ.

ومن أشهر الفيديوهات التي تم تداولها فيديو مؤلم لطفلة سورية تدعى آلاء مكثت مع شقيقتها الصغيرة لمدة 17 ساعة تحت الأنقاض، حيث ظهرت وهي محاصرة تحت الأنقاض مع شقيقتها بينما تحيط رأس شقيقتها الصغيرة بذراعها لتحميها تحت الركام.

ووفقًا للفيديو فقد كانت الطفلة تتحدث مع أحد المسعفين، الذي سألها عن أختها الصغيرة والألعاب في محاولة لتهدئتها لحين وصول فرق الإنقاذ لانتشالهما. وفاجأت الطفلة الشخص الذي تتحدث معه قائلة بعفوية: “عمو طلعني ووعد أصير خادمة عندك”.

وفي منظر مأسوي في كهرمان مرعش ظهر أب تركي يُدعى مسعود هانسر  وهو يمسك يد ابنته المتوفاة، التي تبلغ من العمر 15 عامًا، بعد أن حوصرت جثتها تحت الأنقاض، ورغم البرد القارس رفض الأب مغادرة المكان حتى تصل فرق الإنقاذ لانتشال جثتها، وعكست ملامح الأب المكلوم حالة حزن كبير، وهو ينتظر فرق الإنقاذ لانتشالها من تحت الركام.

كما تداول النشطاء مقطع مؤثر آخر لأب سوري في حلب وهو يودّع طفله الرضيع بعد انتشال جثته من تحت الأنقاض، وظهر الأب وهو يجهش بالبكاء بعد تسلمه جثمان رضيعه، قائلاً: “يا الله.. يا الله.. يا روحي.. وجعت قلب أبوك”.

وفي مشهد مؤلم آخر قام طفل سوري بتوثيق مأساته تحت الأنقاض حيث كان محاصرًا مع عائلته وبعض العائلات الأخرى من جيرانه تحت الأنقاض ي منطقة جنديرس التابعة لعفرين في مدينة حلب، ويمكن سماع أصوات حوله لعائلات تستغيث من تحت الركام من أجل إنقاذها.

ويقول الطفل في بداية الفيديو: “لا أدري هل سأموت أم سأعيش، لكن إذا انتشر الفيديو فأنا حي”، وخلال مقطع الفيديو يصف الطفل اللحظات الصعبة التي يعيشها وشعوره وهو تحت الركام، وفي هذه الأثناء تحدث هزات ارتدادية تزيد من حالة الذعر الذي يعيشها الطفل ليوقف تسجيل الفيديو.

ولأنه وسط الأنقاض والمحن يمكن أن تحدث المعجزات فقد تمكن رجال الإنقاذ من انتشال طفل حديث الولادة ولدته أمه قبل وفاتها تحت أنقاض مبنى تهدم جرّاء الزلزال في مناطق ريف حلب.

وتداول النشطاء مقطع فيديو يظهر فيه رجال يعملون على إنقاذ عالقين في مبنى منهار، ليقوم أحدهم بسحب طفل مولود حديثاً من تحت الركام، ويهرول من خلف جرافة صفراء، وهو يحمل الرضيع العاري إلا من طبقة من الغبار الممزوج بالدماء التي غطت جسده الهزيل الذي تدلى منه الحبل السري.

وأشار متابعون إلى أن المولود طفلة أنثى أبصرت النور يتيمة، بعدما قتل أفراد أسرتها جميعاً تحت الأنقاض، وقالوا إنه أثناء البحث عن العائلة تم العثور عليهم أموات، بينما سمع المنقذون صوتاً أثناء الحفر، وتتبعوه حتى عثروا على المولودة وبها الحبل السري، حيث تم اصطحابها إلى المستشفى.

ولأن النجاة هي أيضًا ولادة من جديد للناجين فقد تداول نشطاء مقطع فيديو آخر يظهر عملية إنقاذ 4 أطفال سوريين من تحت الأنقاض.

وتتواصل فصول المأساة مع لقطات الفيديو التي توثقها، حيث تداول النشطاء مقطع فيديو لأب سوري يبحث عن أفراد عائلته العالقين تحت الأنقاض في مدينة كهرمان مرعش التركية، وهو يقول: “يا رب خود من عمري واعطيهم ويطلعوا عايشين”

بينما أظهر فيديو آخر مأساة كبيرة لرجل سوري فقد 12 شخصًا من عائلته، حيث ظهر وهو يبكي ويعبر عن ألمه وحزنه الشديد قائلًا: “كسروا ضهرنا، والله كسروا ضهرنا”.. ودخل في نوبة بكاء مؤثرة وهو غير مصدق لما يحدث حوله.

في المقابل أظهر فيديو آخر مشاعر الفرحة العارمة بعد إنقاذ أسرة سورية كاملة من تحت الأنقاض بعد 40 ساعة قضتها الأسرة تحت أنقاض منزلهم المدمر في الشمال السوري.

وبالمثل تم تداول فيديو آخر للحظة إخراج فرق الإنقاذ لشاب على قيد الحياة بعد أن قضى 36 ساعة تحت الأنقاض في مدينة جبلة في الساحل السوري.

انهيارات على الهواء

من ناحية أخرى نقل تقرير لموقع “الجزيرة نت” لحظات مرعبة وصادمة لمشاهد الزلزال نقلتها كاميرات القنوات أثناء البث المباشر، أحدها وقع في مدينة ملاطية، أثناء البث المباشر لمراسل قناة “سون دقيقة” (Son dakika)، حيث حدثت صدمة قوية للفريق حين ضرب زلزال شديد آخر المنطقة أثناء البث.

وفي ولاية ديار بكر، نقلت شاشات التلفزيون انهيار مبنى على الهواء مباشرة نتيجة زلزال ثان بقوة 7.5 درجات على مقياس ريختر.

وفي ولاية أديامان جنوب شرقي تركيا، باغت زلزال وزير النقل، عادل قرة إسماعيل أوغلو، وطاقمه قبل الإدلاء بتصريحات.

كما أظهرت اللقطات لحظة انهيار مبنى ضربه الزلزال بولاية شانلي أورفة جنوب شرق تركيا.

وأثناء البث المباشر أيضًا سجلت كاميرات قناة “تي آر تي هابر” TRT Haber اللحظة التي ضرب فيها زلزال هائل ثان بقوة 7.6 درجات مدينة ألبيستان في ولاية قهرمان مرعش التركية.

ونقل مراسل وكالة أنباء “دوغان” (DHA) التركية لحظة الزلزال قائلًا “الزلزال يحدث في هذه اللحظة.. الزلزال مستمر.. وسقطت بنايتان الآن”.

وفي سوريا، لم يستطع مراسل قناة الجزيرة، علاء اليوسف، حبس دموعه، وظهر وهو يبكي أمام أنقاض مبنى مدمر بالكامل، بسبب الزلزال الذي كان مركزه بالقرب من مدينة غازي عنتاب التركية، وامتد للشمال السوري، وقال: “لم نعد نتحمل.. من كارثة إلى كارثة”.

لقطات ومشاهد مروعة التقطتها الكاميرات، لكن يبقى الواقع الذي عاشه ضحايا الزلزال المدمر في سوريا وتركيا أكثر رعبًا بكل تأكيد، وستبقى مشاهد الدمار على الأرض أكثر بشاعة، ويومًا بعد يوم ستتكشف العديد من القصص المأساوية التي عاشها أصحابها بعيدًا عن الكاميرات، هناك.. تحت الأنقاض.. وسط البرد والظلام وآلام الجروح وصدمة المشهد.. في انتظار مصير مجهول.

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى

اشترك مجانا في القائمة البريدية ليصلك كل جديد

نحترم خصوصية المشتركين