بعد نقاش صاخب وجدل كبير صوّت مجلس النواب الذي يقوده الجمهوريون، اليوم الخميس، لصالح عزل النائبة الديمقراطية، إلهان عمر، من لجنة الشؤون الخارجية بالمجلس، بسبب تعليقاتها المعادية لإسرائيل، وهو ما اعتبره البعض ردًا على قيام الديمقراطيين في الجلسة الأخيرة بفصل نواب الحزب الجمهوري من اليمين المتطرف.

وجاء قرار مجلس النواب بعزل إلهان عمر من اللجنة، بعد موافقة 218 نائبًا ومعارضة 211، في حين صوّت النائب الجمهوري ديفيد جويس من ولاية أوهايو بأنه ليس مع أو ضد القرار.

ورأى الجمهوريون بأن عمر لا ينبغي أن تكون عضوًا في اللجنة بسبب التصريحات السابقة التي أدلت بها بشأن إسرائيل، والتي انتقدها أعضاء من الحزبين ووصفوها بأنها معادية للسامية، فيما انتقد وانتقد الديمقراطيون الأمر مشيرين إلى أنه يرقى لمستوى الانتقام السياسي، وفقًا لشبكة CNN.

فيما قالت سكرتيرة البيت الأبيض، كارين جان بيير، إن عزل إلهان عمر من لجنة الشؤون الخارجية هي “حيلة سياسية” ووصفت الخطوة بأنها “ليست في خدمة الشعب الأمريكي”.

وأشارت بيير إلى أن البيت الأبيض يعتقد أن عمر “عضو محترم للغاية في الكونغرس” مجددة التأكيد على أنها اعتذرت عن تعليقاتها في الماضي.

وكانت إلهان عمر قد واجهت رد فعل عنيف بسبب تغريدات نشرتها في عام 2019 وأدانها كل من الحزبين بعد أن أشارت إلى أن الدعم الجمهوري لإسرائيل مدفوع بالتبرعات من لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية (AIPAC)، وهي مجموعة بارزة مؤيدة لإسرائيل.

ووفقًا لوكالة “أسوشيتد برس” فقد تمكن رئيس مجلس النواب، كيفن مكارثي، من تعزيز الدعم الجمهوري ضد النائبة المسلمة الصومالية المولد، على الرغم من أن بعض المشرعين الجمهوريين أبدوا تحفظات على التصويت.

وكان عزل المشرعين من لجان مجلس النواب أمرًا غير مسبوق حتى أطاح الديمقراطيون قبل عامين بالنائبين الجمهوريين من اليمين المتشدد مارجوري تيلور غرين من جورجيا وبول جوسار من أريزونا.

وجاء عزل عمر بعد نقاش ساخن اتهم فيه الديمقراطيون الحزب الجمهوري باستهداف إلهان عمر على أساس عرقها.

من جانبها دافعت عمر عن نفسها مشيرة إلى أنه لا يوجد أي شخص لديه شك من أنه تم استهدافها، فيما عانقها زملاؤها الديمقراطيون واحتضنوها أثناء التصويت، فيما أكدت هي أن إقصاءها من لجنة الشؤون الخارجية لن ينجح في إسكاتها، بل على العكس سيرتفع صوتها أكثر وأكثر في جميع أنحاء العالم.

إلهان عمر هي إحدى أول امرأتين مسلمتين يتم انتخابهما لعضوية الكونغرس، كما أنها أول من ارتدى الحجاب في غرفة مجلس النواب بعد تغيير القواعد لتسمح للأعضاء بارتداء غطاء الرأس لأسباب دينية.

وركز الجمهوريون خلال التصويت على 6 تصريحات مناهضة لإسرائيل أدلت بها إلهان عمر، كسبب لإقصائها من لجنة الشؤون الخارجية.

وقال النائب مايكل جيست، الرئيس القادم للجنة الأخلاقيات بمجلس النواب: “يجب أن يخضع جميع الأعضاء، من الجمهوريين والديمقراطيين على حد سواء، الذين يسعون للخدمة في لجنة الشؤون الخارجية، لأعلى معايير السلوك، وذلك بسبب الحساسية الدولية والمخاوف التي تتعلق بالأمن القومي”.

واعتبر النائب ماكس ميلر، من أوهايو، وهو مسؤول سابق في إدارة ترامب أن “تعليقات عمر جلبت العار إلى مجلس النواب”.

فيما قال الزعيم الديمقراطي، حكيم جيفريز، إن عمر “ارتكبت أخطاء” في بعض الأحيان واستخدمت تعبيرات معادية للسامية أدانها الديمقراطيون في مجلس النواب قبل 4 سنوات، لكنه قال إن “هذا ليس ما كان يدور حوله التصويت، ولا يتعلق الأمر بالمساءلة، إنه يتعلق بالانتقام السياسي”.

ونفى مكارثي أن تكون الخطوة الجمهورية للإطاحة بعمر بدوافع انتقامية ردًا على إقالة غرين وجوسار من جانب الديمقراطيين، على الرغم من أنه حذر في أواخر عام 2021 من أن مثل هذا الرد قد يكون متوقعًا إذا استعاد الجمهوريون أغلبية مجلس النواب.

فيما رأت النائبة ألكساندريا أوكاسيو كورتيز أن تصرف الجمهوريين ضد إلهان عمر امتداد لأحد الموروثات المثيرة للاشمئزاز بعد 11 سبتمبر 2001، حيث تم ممارسة الاستهداف والعنصرية ضد المسلمين الأمريكيين في جميع أنحاء الولايات المتحدة، وأضافت: “هذا يتعلق باستهداف النساء ذوات البشرة الملونة”.

جدير بالذكر أن إلهان عمر هي إحدى أول امرأتين مسلمتين يتم انتخابهما لعضوية الكونغرس، كما أنها أول من ارتدى الحجاب في غرفة مجلس النواب بعد تغيير القواعد لتسمح للأعضاء بارتداء غطاء الرأس لأسباب دينية.

وسرعان ما أثارت الجدل بعد دخولها الكونغرس في عام 2019 بتغريدتين أشارتا إلى أن المشرعين الذين يدعمون إسرائيل يفعلون ذلك بدافع المال. وتلقت عمر توبيخًا من رئيسة مجلس النواب آنذاك نانسي بيلوسي وديمقراطيين آخرين بسبب هذه التغريدات، وسرعان ما اعتذرت.

فيما قالت النائبة رشيدة طليب، العضوة في مجلس النواب عن ولاية ميشيغان، التي انضمت إلى الكونغرس مع عمر في عام 2019، “من المؤلم للغاية أن نشاهد ذلك”.

وأضافت وهي تبكي: “إلى عضوة الكونغرس إلهان عمر، أنا آسفة جدًا لأن بلدنا يخذلك اليوم عبر هذه القاعة، أنتِ تنتمين إلى تلك اللجنة”.

وكان رئيس لجنة الشؤون الخارجية، النائب مايكل ماكول، قد جادل بشأن طلب استبعاد عمر من اللجنة خلال اجتماع مغلق مع زملائه الجمهوريين، وقال ماكول للصحفيين “الأمر فقط هو أن نظرتها إلى إسرائيل تتعارض تمامًا مع وجهة نظر اللجنة، ولا مانع من وجود اختلافات في الرأي، لكن لا يجب أن يتجاوز الأمر ذلك”