تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي فيديو لطفلة سورية ظهرت وهي تبكي من البرد والجوع والألم، وأطلقت خلال الفيديو صرخة استغاثة أبكت جميع متابعيها حينما أعلنت أن شقيقتها توفيت من البرد.

وقالت الطفلة باكية: “ماتت أختي من البرد.. ما بعرف كيف.. كل العالم دفيانين إلا نحن ما دفيانين.. الجو كثير برد.. برد”.

وأشارت إلى أنها تعيش مع عائلتها بمخيمات النزوح، وتعاني من قلة حطب التدفئة، وتنام دون أن تشعر بأطرافها من شدة البرد، وفقًا لموقع “العربية“.

ماتت اختي من البرد ماتت اختي مابعرف كيف 😭
اقسم بالله العظيم لم أرى مثل هذا القهر
هل عجز المسلمين الوقوف مع أطفال سوريا
نشكو أمرنا إلى الله pic.twitter.com/EuOOSkchJt

— فريق ملتقى أهل الخير التطوعي (@MghrdSwry) January 25, 2023

كلمات الطفلة البريئة العفوية، ودموعها التي سالت على وجنتيها، هزت قلوب كل من شاهدها واستمع لكلماتها التي لخصت المعاناة والواقع المرير الذي يعيشه السوريون في مخيمات النزوح وسط البرد القارس والظروف المعيشية الصعبة.

معاناة وجوع

في الوقت نفسه حذر برنامج الأغذية العالمي، التابع للأمم المتحدة، من أن معدلات الجوع في سوريا، بلغت مستويات قياسية.

وقال البرنامج في بيان له إن الجوع في سوريا ارتفع إلى أعلى مستوياته بعد 12 عامًا من اندلاع النزاع، مشيرًا إلى أن هناك حاليًا 12 مليون شخص لا يعرفون من أين ستأتي وجبتهم التالية، بينما هناك 2.9 مليون آخرين معرضون لخطر الانزلاق إلى الجوع، وهو ما يعني أن 70% من السوريين قد يكونون غير قادرين قريباً على وضع طعام على المائدة لعائلاتهم، وفقًا لموقع “الحرة“.

وأضاف البرنامج أن سوريا تسجل اليوم سادس أعلى رقم في العالم من ناحية انعدام الأمن الغذائي، محذرًا من ازدياد معدلات سوء تغذية الأطفال وأمهاتهم بسرعة غير مسبوقة، لم تحدث خلال أكثر من عقد من الحرب.

وقال المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي، ديفيد بيزلي: “إذا لم نتعامل مع هذه الأزمة الإنسانية في سوريا، فإن الأوضاع ستزداد سوءاً بطريقة لا يمكن أن نتخيلها”، وحذر من أن ذلك “قد يؤدي إلى موجة نزوح جديدة، كتلك التي اجتاحت أوروبا في العام 2015”.

Just arrived in #Syria. After 12 years of conflict, drought and economic devastation, I’m here to remind the world about what’s happening in this nation. The world cannot turn its back on the Syrian people in this hour of unprecedented hunger. pic.twitter.com/ENGb2de5tK

— David Beasley (@WFPChief) January 26, 2023

ويعاني السوريون من أزمة اقتصادية خانقة وضعت غالبية السكان تحت خط الفقر، مع ارتفاع كبير في أسعار المواد الأساسية بلغ 12 ضعفًا خلال السنوات الثلاث الماضية فقط، بالإضافة إلى انقطاع شبه دائم للتيار الكهربائي، وندرة في توافر المحروقات، وتسبب النزاع لمقتل نحو نصف مليون شخص ونزوح وتشريد أكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها ودمار هائل في البنى التحتية.