أخباراقتصاد

خلال عامين: 1% من البشر جمعوا 26 تريليون دولار والـ99% جمعوا 16 تريليون فقط

كشف تقرير جديد لمنظمة أوكسفام Oxfam أن أغنى 1% من البشر استحوذوا على ما يقرب من ثلثي الثروة الجديدة التي تم جمعها في جميع أنحاء العالم على مدى العامين الماضيين.

وقال التقرير إنه تم جمع 42 تريليون دولار من الثروة الجديدة منذ عام 2020، بينها 26 تريليون دولار بما يعادل 63% تم جمعها من قبل 1% من فاحشي الثراء.

أما الـ 99% المتبقية من سكان العالم فجمعوا 16 تريليون دولار فقط من الثروة الجديدة، بما يعادل 37% من الثروة العالمية الجديدة، وبذلك يكون كل ملياردير من الـ1% كسب ما يقرب من 1.7 مليون دولار، مقابل دولار واحد حصل عليه كل شخص بين أفقر 90%.

تزايد ثروات الأغنياء

ووفقًا للتقرير فقد تسارعت وتيرة تكوين الثروة، حيث جمع أغنى 1% في العالم حوالي نصف الثروة الجديدة التي تم جمعها على مدى السنوات العشر الماضية، وهو ما يعني أن الأثرياء استحوذوا على نصف الثروة الجديدة بالكامل خلال العقد الماضي.

وفي الوقت الذي يوجد فيه ما لا يقل عن 1.7 مليار عامل يعيشون في بلدان يتجاوز التضخم فيها الأجور، تتزايد ثروات المليارديرات بمقدار 2.7 مليار دولار يوميًا.

وعلقت ابرييلا بوشر، المديرة التنفيذية لمنظمة أوكسفام على هذا الأمر قائلة: “في حين أن الناس العاديين يقدمون تضحيات يومية بالضروريات في حياتهم مثل الطعام، تفوق الأثرياء حتى على أحلامهم، ويبدو أن هذا العقد سيكون الأفضل حتى الآن بالنسبة لأصحاب المليارات.

ضرائب الأثرياء

وفقًا للتقرير فإنه إذا تم فرض ضريبة تصل إلى 5%على أصحاب الملايين والمليارات في العالم يمكن جمع حوالي 1.7 تريليون دولار سنويًا، وهو مبلغ يكفي لانتشال ملياري شخص من براثن الفقر.

وفي هذا الإطار قالت بوشر: “إن فرض الضرائب على الشركات الكبيرة والغنية هو باب الخروج من أزمات اليوم المتداخلة.. لقد حان الوقت لهدم الأسطورة القائلة بأن التخفيضات الضريبية للأغنياء تؤدي إلى تدفق ثرواتهم بطريقة ما إلى الآخرين.. فقد أظهرت التجربة، على مدى 40 عامًا من التخفيضات الضريبية للأثرياء، أن ارتفاع المد لا يرفع جميع السفن، بل يرفع فقط اليخوت الضخمة”.

مكاسب الأثرياء ومعاناة الفقراء

ويشير التقرير إلى أن ثروات المليارديرات شهدت زيادات غير عادية خلال العامين الماضيين، رغم سنوات الوباء وأزمات تكلفة المعيشة التي شهدها العالم، كما تضاعف عدد المليارديرات وثرواتهم خلال السنوات العشر الماضية.

وأشار التقرير إلى أن ثروة المليارديرات ارتفعت في عام 2022 مع الارتفاع السريع في أرباح قطاعي الغذاء والطاقة، حيث تظهر الإحصاءات أن 95 شركة للغذاء والطاقة قد ضاعفت أرباحها بأكثر من الضعف في عام 2022، حيث حققت أرباحًا قدرها 306 مليار دولار، ودفعت 257 مليار دولار (84%) من هذه الأرباح للمساهمين الأثرياء، وعلى سبيل المثال تلقت عائلة والتون، التي تمتلك نصف أسهم وول مارت نحو 8.5 مليار دولار خلال العام الماضي.

كما شهد الملياردير الهندي غوتام أداني، صاحب شركات الطاقة الكبرى، ارتفاعًا في حجم ثروته بمقدار 42 مليار دولار، 46% منها في عام 2022 وحده.

في الوقت نفسه، يعيش الآن ما لا يقل عن 1.7 مليار عامل في بلدان يتجاوز فيها التضخم الأجور، ويعاني أكثر من 820 مليون شخص- أي واحد من كل 10 أشخاص على وجه الأرض- من الجوع، وتشكل النساء والفتيات ما يقرب من 60 في المائة من سكان العالم الجياع.

عدم مساواة

يقول البنك الدولي إننا نشهد على الأرجح أكبر زيادة في عدم المساواة والفقر على مستوى العالم منذ الحرب العالمية الثانية، حيث تواجه بلدان بأكملها الإفلاس، وتنفق أفقر البلدان الآن على سداد ديون الدائنين الأغنياء أربعة أضعاف ما تنفقه على الرعاية الصحية.

بينما تخطط ثلاثة أرباع حكومات العالم لخفض إنفاق القطاع العام بدافع التقشف – بما في ذلك الرعاية الصحية والتعليم- بمقدار 7.8 تريليون دولار على مدى السنوات الخمس المقبلة.

ودعت منظمة أوكسفام إلى زيادة منهجية وواسعة النطاق في الضرائب المفروضة على فاحشي الثراء، مشيرة إلى أن عقودًا من التخفيضات الضريبية للأغنياء والشركات أدت إلى تفاقم عدم المساواة، حيث يدفع أفقر الناس في العديد من البلدان معدلات ضريبية أعلى من المليارديرات.

وعلى سبيل المثال دفع إيلون ماسك، أحد أغنى الرجال في العالم، معدل ضرائب حقيقي بحوالي 3 بالمائة بين عامي 2014 و 2018. بينما يجني بائع دقيق في أوغندا 80 دولارًا شهريًا ويدفع معدل ضرائب بنسبة 40%.

وتشير المنظمة إلى أن نصف أصحاب المليارات في العالم يعيشون في بلدان لا تفرض ضرائب على الميراث للأحفاد المباشرين، وهو ما يعني أن هؤلاء الأثرياء سوف يمررون 5 تريليون دولار معفية من الضرائب لورثتهم، وهو ما يعادل أكثر من الناتج المحلي الإجمالي لقارة أفريقيا.

المصدر: Oxfam.org

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى

اشترك مجانا في القائمة البريدية ليصلك كل جديد

نحترم خصوصية المشتركين