
كشف تقريران منفصلان صدرا عن وكالتين علميتين فيدراليتين أن كوكب الأرض شهد أحد أكثر الأعوام حرارة على الإطلاق في عام 2022، حيث ارتفعت حرارة المحيط وذاب الجليد في القارة القطبية الجنوبية إلى أدنى مستوياته القياسية.
ووفقًا لآخر تحليل سنوي أجرته وكالة ناسا فقد كان العام الماضي هو الخامس من حيث الدفء في التاريخ المسجل، حيث كان متوسط درجات الحرارة السطحية العالمية أعلى بمقدار 1.6 درجة فهرنهايت (حوالي 0.8 درجة مئوية) من متوسط القرن العشرين.
بينما وجد تقرير منفصل صادر عن الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي (NOAA) أن الأرض سجلت خلال 2022 سادس عام من حيث السخونة .
ورغم الاختلاف الطفيف بين تصنيف الوكالتين إلا أنهما رسما نفس الصورة المقلقة للاحترار المستمر وسط مناخ الأرض المتغير، ووجد كلا التقريرين أن السنوات التسع الماضية كانت الأكثر دفئًا منذ بدء حفظ السجلات في عام 1880. وفقًا لشبكة nbcnews
ويتفق العلماء على أن درجة حرارة العالم قد ارتفعت بالفعل بنحو 1.1 درجة مئوية (2 درجة فهرنهايت) منذ أواخر القرن التاسع عشر. وحددت اتفاقية باريس التاريخية لعام 2015 الحد من الاحترار بمقدار 1.5 درجة مئوية (2.7 درجة فهرنهايت) من أجل تجنب العواقب الأكثر كارثية لتغير المناخ.
وتشير الاتجاهات الحالية إلى أن العالم قد لا يسعفه الوقت في مواجهة أزمة التغير المناخي، حيث يشير الخبراء إلى أننا اقتربنا من عتبة 1.5 درجة نوعًا ما، ومن المحتمل أن يقفز متوسط درجات الحرارة العالمية خلال عقد إلى ما يزيد عن 1.5 درجة، لكن الاتجاه الأكثر إثارة للقلق يأتي عندما يستمر هذا المستوى من الاحترار على مدى عقود.
وكان تقرير رئيسي صادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ التابعة للأمم المتحدة قد قدر أن الاحترار العالمي يمكن أن يتجاوز 1.5 درجة مئوية بحلول عام 2040.
وبدأت آثار هذا الاحترار محسوسة بالفعل في جميع أنحاء العالم، بدءًا من الفيضانات المدمرة في باكستان العام الماضي، إلى موجات الحر التي حطمت الرقم القياسي في أوروبا وآسيا، والجفاف المستمر في جميع أنحاء العالم. وتشير الدراسات إلى أن الاحتباس الحراري سيكثف العديد من هذه الأنواع من الظواهر الجوية المتطرفة.
كما دق تحليل NOAA ناقوس الخطر بشأن صحة محيطات العالم، حيث وصل حرارة المحيط إلى مستوى قياسي العام الماضي، متجاوزًا الرقم القياسي المسجل في عام 2021. وتساهم المياه الأكثر دفئًا في ارتفاع مستوى سطح البحر وحدوث الطقس القاسي.
كما استمرت درجات الحرارة خلال عام 2022 في التأثير أيضًا على الجليد البحري في قطبي الأرض، حيث تقلص متوسط التغطية السنوية للجليد البحري في القارة القطبية الجنوبية إلى 4.1 مليون ميل مربع، مقتربًا من المستوى القياسي المنخفض المسجل في عام 1987.
وفي الوقت نفسه ، سجل القطب الشمالي متوسط التغطية السنوية للجليد البحري عند 4.1 مليون ميل، وهو الحد الحادي عشر الأصغر على الإطلاق.