تراجعت أسعار المستهلك الأمريكي للمرة الأولى منذ أكثر من عامين ونصف في ديسمبر الماضي مع انخفاض أسعار البنزين والسيارات، مما يعطي الأمل في أن التضخم أصبح الآن في اتجاه هبوطي مستمر، وفقًا لوكالة “رويترز“.

وقال تقرير لوزارة العمل إن معدّل التضخم في الولايات المتحدة تراجع خلال شهر ديسمبر 2022،  إلى أدنى مستوى له خلال عام، وهو ما يشير إلى احتمال انتهاء أسوأ موجة لارتفاع الأسعار.

وأوضح التقرير أن التضخم تراجع إلى 6.5% في ديسمبر الماضي على أساس سنوي، مقارنة بالشهر نفسه من العام الماضي، وكان هذا هو التباطؤ السادس على التوالي للتضخم على أساس سنوي، بانخفاض من 7.1% في نوفمبر.

وعلى أساس شهري، تراجعت أسعار المستهلك فعليًا بنسبة 0.1% من نوفمبر إلى ديسمبر، وهو أول انخفاض من نوعه منذ مايو 2020.

ويعتبر انخفاض التضخم نبأ جيد للقوة الشرائية، حيث تسبب في انتعاش مستوى ثقة المستهلك أكثر مما كان متوقعًا في ديسمبر، حسب استطلاع أجرته جامعة ميشيغان.

US CPI Inflation Report:
The year-on-year inflation number for December has fallen to 6.5% from 7.1% seen in November 2022.

(The next FOMC meeting of the US Fed is on January 31 – February 1 and the markets are expecting a 25 basis points hike in rates)#CPIdata #inflation #USA pic.twitter.com/kzDtnQFVRv

— Aditya Vansdadiya (@aadi6984) January 12, 2023

وكان الرئيس جو بايدن قد قال في بيان خلال ديسمبر الماضي إن “أعياد الميلاد تأتي مع هبوط أسعار البنزين وأدنى زيادة في أسعار البقالة خلال عام”، مؤكدا تفاؤله بشأن العام المقبل على الرغم من التقلبات، وفقًا لموقع “الحرة“.

ووفقًا لوكالة “أسوشيتد برس” فإن تراجع أسعار المستهلكين مرة أخرى خلال الشهر الماضي، يعزز الآمال في أن قبضة التضخم على الاقتصاد ستستمر في التراجع هذا العام، وربما تطلب الأمر إجراءات أقل حدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي للسيطرة عليها.

كما أن الأرقام الجديدة ترسل إشارات متزايدة على أن أسوأ موجة تضخم منذ أربعة عقود تستمر في التراجع.

ومن المرجح أن تستمر أسعار البنزين، التي تراجعت، في خفض التضخم العام خلال الأشهر المقبلة، كما أن أزمة سلسلة التوريد تراجعت إلى حد كبير، وهو ما يساعد في تقليل تكلفة السلع المختلفة من السيارات والأحذية إلى الأثاث والسلع الرياضية.

وقال الخبراء إن هذه هي نقطة البداية لمعدلات تضخم أفضل بكثير، والتي من شأنها أن تعزز ثقة المستهلك والأعمال.

ووفقًا لأرقام التضخم المنخفضة لشهر ديسمبر من المرجح أن يقوم بنك الاحتياطي الفيدرالي بإبطاء رفع أسعار الفائدة في الأشهر المقبلة. حيث من المتوقع أن يرفع بنك الاحتياطي الفيدرالي سعر الفائدة القياسي بمقدار ربع نقطة فقط في اجتماعه المقبل، الذي ينتهي في 1 فبراير، بعد زيادة نصف نقطة في ديسمبر، وأربع ارتفاعات بمقدار ثلاثة أرباع نقطة قبل ذلك.

ويتوقع العديد من الاقتصاديين أن ينخفض ​​التضخم إلى ما يقرب من 3% أو 4% في وقت لاحق من هذا العام، على الرغم من أنه قد يستقر عند هذا المستوى إذا ظلت أسعار الخدمات مرتفعة. وقد يختار مسؤولو الاحتياطي الفيدرالي إبقاء سعر الفائدة الرئيسي أعلى من 5% حتى يقترب التضخم من هدف 2%. وكان مسؤولو الاحتياطي الفيدرالي قد قالوا إنهم يعتزمون الحفاظ على سعر الفائدة الرئيسي عند هذا المستوى المرتفع طوال العام.