أخبار أميركاأميركا بالعربي

هاريس 2023.. بين دعم ولاية ثانية لبايدن وإثبات قدرتها على تولي منصب الرئيس

مع حلول عام 2023 تجد نائبة الرئيس كامالا هاريس نفسها عند مفترق طرق، وهي تدخل عامها الثالث في المنصب.

فمن المتوقع أن يترشح الرئيس بايدن لإعادة انتخابه لولاية ثانية في انتخابات عام 2024، وبالتالي ستحتاج هاريس إلى دعمه في هذا الأمر، وفي نفس الوقت سيكون عليها إثبات قدرتها على تولي منصب الرئيس، سواءً كان مطلوبًا منها أن تحل محل بايدن إذا أصابه مكروه خلال ولايته الثانية، أو إذا أرادت الترشح للمنصب في انتخابات عام 2028.

ويرى محللون أن نائبة الرئيس في مفترق طرق مثير للاهتمام، فبينما سيتعين عليها إثبات قدرتها على تولي منصب الرئيس مستقبلًا، سيكون عليها أيضًا أن تسير على خط رفيع وأن تظهر دعمها للرئيس وليس طرح أجندتها الخاصة”.

ووفقًا لصحيفة thehill لا تزال معدلات قبول هاريس منخفضة إلى حد كبير، حيث تظهر استطلاعات الرأي أن تقييمات أدائها الوظيفي تحوم حول 40%، مع رفض ما يقرب من 50 في المائة لها.

كما يرى الخبراء أن مكانتها داخل الحزب أيضًا ليست على ما يرام، مشيرين إلى أنها لم تحقق بعد نوع النفوذ المهيمن الذي يريده معظم الديمقراطيين لها لكي تصبح في غضون سنوات قليلة حاملة لواء الحزب، وسيكون العام الحالي هو الوقت المناسب لها لتحقيق ذلك.

وقال الخبراء إن هاريس ستتمتع بمزيد من الحرية والمرونة في عام 2023 بعد أن حصل الديمقراطيون على المقعد 51 في مجلس الشيوخ، حيث لن تحتاج نائبة الرئيس لقضاء معظم وقتها في مبنى الكابيتول مثلما فعلت على مدار العامين الماضيين لترجح بصوتها الحاسم كفة الديمقراطيين على الجمهوريين.

فحتى الآن أدلت نائبة الرئيس بـ 26 صوتًا محوريًا كسر التعادل بين الحزبين، بما في ذلك تمرير قانون المناخ والضرائب الكاسح للديمقراطيين، بالإضافة إلى الموافقة على العديد من مرشحي بايدن للمناصب الهامة، بما في ذلك قاضية المحكمة العليا كيتانجي براون جاكسون.

أجندة هاريس

ومع انقضاء منتصف فترة ولايتها الأولى مع بايدن، أقر بعض مؤيديها بأن هاريس لا تزال تفتقر إلى أجندة محددة وعلامة تجارية مميزة لدى الناخبين.

وربما عانت هاريس من تدني شعبية بايدن في بعض الأوقات، لكن الانتصارات التشريعية للرئيس وأداء الديمقراطيين في انتخابات التجديد النصفي خفف بعض الضغط عن هاريس.

لكن السؤال الآن هو: هل سيتغير برنامج نائبة الرئيس داخل الإدارة بشكل جوهري حتى يمكن اعتبارها شخصًا يمكن للرئيس أن يمرر الشعلة إليه؟، وهل هناك بعض السياسات التي يمكنها إتباعها والتي توفر لها ما يكفي من أسباب النصر عندما يحين الوقت؟.

خلال أول عامين من توليها المنصب، تضمنت حقيبة أعمال هاريس دراسة الأسباب الجذرية لأزمة الهجرة، وهي مهمة معقدة تسببت لها في صعوبات سياسية في بعض الأحيان,

كما تم تكليفها بتقديم تشريع فيدرالي لحقوق التصويت، وهي قضية طلبت منها أن تتولى زمام المبادرة، وفي أعقاب قرار المحكمة العليا بإلغاء قضية رو ضد ويد، قامت بالعديد من الجولات التي زارت خلالها العديد من الولايات والتقت القادة المحليين ونشطاء الحقوق الإنجابية.

وأشارت هاريس إلى أنها ستواصل تركيزها على الحقوق الإنجابية في العامين المقبلين، وهي خطوة ستسعد قاعدة الحزب، وكان بايدن قد دعا الكونغرس إلى تقنين قضية رو ضد ويد، لكن الديمقراطيين لم يكن لديهم الأصوات الكافية في مجلس الشيوخ لتمرير مثل هذا القانون، وقالت نائبة الرئيس إنها ستستمر في المحاولة.

وأضافت أن القضايا الأخرى التي ستركز عليها خلال العامين المقبلين تشمل رفع مستوى الأعمال الصغيرة في الولايات المتحدة ومنحها دعمًا أكبر للوصول إلى رأس المال، فضلاً عن القضايا الدولية مثل علاقة الولايات المتحدة بدول المحيطين الهندي والهادئ.

وفقًا للخبراء تحتاج هاريس إلى تبني قضية سياسية شائكة، أو شيء يمكن تعبئته وبيعه للناخبين وتحويله إلى قصة انتخابية، وفي هذا الإطار يمكنها أن تكون بطلة حقوق المرأة.. لكن يجب عليها وفريقها التركيز على ذلك ليكون لها خطها الخاص، مثلما كان بايدن “جو الطبقة الوسطى”، وكان باراك أوباما “الأمل والتغيير”.

ورغم ذلك يرى ديمقراطيون آخرون أن هاريس كانت مصدر قوة في الحملة الانتخابية خلال انتخابات التجديد النصفي، وأنها سيشكل دفعة لحزبها في عام 2024، مشيرين إلى أنها مكسب كبير للرئيس، لاسيما مع القاعدة الديمقراطية التي تنجح في حشدها، لكن هذا يتطلب منها الخروج من واشنطن لإجراء المزيد من الحملات الانتخابات.

وفي المجمل يرى خبراء أن كل نائب رئيس يتعرض عادة للنقد، فوظيفته تتضمن مهمة شاقة، ورغم ذلك يقلل الناس دائمًا من دوره، وينسب الفضل كله للرئيس.

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى

اشترك مجانا في القائمة البريدية ليصلك كل جديد

نحترم خصوصية المشتركين