أخبار

بعد تسجيل ملايين الحالات خلال أيام.. الصين توقف نشر عدد إصابات كورونا

وسط أنباء عن تفشي جديد وكبير لفيروس كورونا في الصين أعلنت لجنة الصحة الوطنية الصينية، التوقف عن نشر إحصاءات الإصابات اليومية بالفيروس في البلاد.

وقالت اللجنة في بيان لها اليوم الأحد: “من الآن فصاعدًا، لن ننشر معلومات التفشي اليومية”، مشيرة إلى أنه بدلاً من ذلك سيتم نشر إحصاءات الوباء لأغراض مرجعية وبحثية. وفقًا لشبكة (CNN).

يأتي هذا القرار وسط تقارير عن ارتفاع كبير جدًا لعدد الإصابات خلال الأسابيع الأخيرة، حيث تفيد بعض التقارير الإعلامية إلى أن الصين شهدت 250 مليون إصابة في 20 يومًا، وفقًا لموقع “العربية“.

وينتشر الفيروس بسرعة كبيرة بين سكان البلد الأكثر عددا في العالم بـ1.4 مليار نسمة، منذ قيامها برفع التدابير الصحية الصارمة المتعلقة بسياسة “صفر كوفيد” في السابع من ديسمبر الجاري.

وتعاني العديد من المستشفيات في البلاد من الضغط في مواجهة وصول المرضى ونقص الأدوية المضادة للحمى.

وقال مسؤولو الصحة في مقاطعة تشجيانغ، الواقعة جنوب شنغهاي، اليوم الأحد، إنهم يسجلون أكثر من مليون حالة إصابة جديدة بكوفيد -19 يوميًا. ويبلغ عدد سكان المقاطعة 64 مليون نسمة.

وتوقع نائب رئيس لجنة الصحة بمقاطعة تشجيانغ أن تبلغ الموجة الحالية في المقاطعة ذروتها في يوم رأس السنة الجديدة، مع وصول عدد الإصابات اليومية إلى 2 مليون حالة، وقال إنه من المتوقع أن تستمر فترة الذروة أسبوعا قبل أن تتراجع.

فيما أعلن رئيس الصحة بمدينة تشينغداو، أن المدينة التي يبلغ عدد سكانها 9 ملايين نسمة تشهد أيضًا حوالي نصف مليون إصابة جديدة يوميًا.

وفي العاصمة بكين، تحدثت السلطات عن “عدد كبير من المصابين” داعية إلى “بذل كل ما هو ممكن لتحسين معدل الشفاء وخفض نسبة الوفيات”.

طفرات جديدة

وأثارت موجة الانتشار الخطيرة لفيروس كورونا في الصين قلق العلماء من نشوء طفرات جديدة، حيث عبر العلماء عن قلقهم من أن الموجة غير المسبوقة من العدوى بالفيروس التي تضرب الصين، تثير احتمالات بأن ينتج عنها سلالات جديدة أو “شيء مختلف  عما عهدناه خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة.

ونقلت وكالة “أسوشيتد برس” عن خبير الأمراض المعدية في جامعة جونز هوبكنز، ستيوارت كامبل راي، قوله إن “الصين قد تكون هي المكان الذي نشهد فيه متغيرًا جديدًا، بسبب العدد الكبير من السكان والحصانة المحدودة”. وأضاف: “عندما نشهد موجات كبيرة من العدوى، غالبا ما يتبعها ظهور متغيرات جديدة”.

وتسارعت عمليات التطعيم في الصين خلال الأسابيع الأخيرة، حيث تم إعطاء ما مجموعه 23.5 مليون جرعة بين 8 و23 ديسمبر، مقارنة بـ 3.3 مليون خلال الأسبوعين الماضيين، أي ما يعادل 7 أضعاف.

لكن اللقاحات الصينية، أثبتت أنها أقل فعالية ضد العدوى الخطيرة من الفيروس مقارنة باللقاحات الغربية التي تعتمد على تقنية الحمض النووي الريبي المرسال، كما أنه تم إعطاء الكثير منها منذ أكثر من عام، مما يعني أن المناعة قد تضاءلت.

متغيرات عديدة

جدير بالذكر أن النسخة الأصلية من فيروس كورونا انتشرت من الصين إلى بقية العالم منذ حوالي ثلاث سنوات، تحولت إلى سلالة دلتا، ثم أوميكرون، التي نتج عنها متحورات فرعية أخرى لا تزال منتشرة حتى اليوم.

وكان قد تم اكتشاف العديد من متغيرات أوميكرون الموجودة في الصين، بما في ذلك BF.7، والذي يصفه الخبراء بأنه “بارع للغاية في التهرب من المناعة”، ويعتقدون أن هذا المتحول هو الذي يقود موجة الإصابات المرتفعة الحالية في الصين.

ويوضح الخبراء أن تراجع حجم الإصابات بفيروس كورونا عالميًا خلال الستة إلى الإثني عشر شهرًا الماضية يعود إلى المناعة المتراكمة من خلال التطعيم أو العدوى، وليس بسبب تراجع شدة الفيروس.

وقالوا إن الوضع في الصين مختلف لأن معظم سكانها لم يصابوا بفيروس كورونا، كما أن لقاحاتها المحلية تنتج أجسامًا مضادة أضعف من اللقاحات العالمية الأخرى.

من جانبها دعت منظمة الصحة العالمية الصين إلى تسريع وتيرة تلقيح السكان الأكثر هشاشة في ظلّ الارتفاع الشديد في الإصابات بكوفيد-19، وأعربت عن قلقها البالغ من الوضع، وفقًا لموقع “الحرة“.

تخفيف القيود

ويشير الخبراء إلى سبب آخر لعودة تفشي فيروس كورونا في الصين وهو قيامها بتخفيف قيود مكافحة كورونا بشكل كبير في وقت سابق من هذا الشهر، بعد الاحتجاجات التي شهدتها العديد من المناطق بسبب استمرار هذه القيود لمدة 3 سنوات.

ولعل هذا ما طرح تساؤلات حول أن السّلطات الصينيّة كانت محقة عندما طبقت سياسة “صفر- كوفيد”، لكن غضب الصينيين، وخروجهم للاحتجاج على هذه السياسة، دفع السّلطات إلى التخلّي عن تلك السياسة الصفريّة، ولكن عودة الإصابات بالملايين يعني أن الحكومة الصينيّة كانت مُصيبةً في سياستها الصفريّة في مواجهة الفيروس، وفقًا لموقع “الرأي اليوم“.

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى

اشترك مجانا في القائمة البريدية ليصلك كل جديد

نحترم خصوصية المشتركين