الراديوتغطيات خاصة

دفء الحياة وفرحة العطاء.. كيف نساعد المحتاجين والمحرومين خلال موسم الأعياد؟

أجرى الحوار: ليلى الحسيني ــ أعده للنشر: أحمد الغـر

استضافت الإعلامية ليلى الحسيني، السيد عمر الريدي، المتحدث الرسمي لمنظمة الحياة للإغاثة والتنمية، حيث دارت الحلقة حول أهمية عمل المنظمات الإغاثية الدولية غير الحكومية، كشريك رئيسي في التنمية المجتمعية، ودورها في إدخال الفرح والسرور على المحرومين والمحتاجين خلال مواسم الأعياد.

قيمة العطاء
* مرحبًا بك أستاذ عمر، نبدأ من الإعلان بصوت زميلي سامح الهادي الذي يقول “العطاء قيمة راقية في حياتنا، تبدأ من إنسان يهتم…”.

** مرحبًا بكم وبالمستمعين وأعياد مباركة عليكم جميعا، في الحقيقة كلما استمعت إلى هذا الإعلان أتأمل في كلمة العطاء لا سيما مع احتفالنا بموسم الأعياد في هذه الأيام، ويجوب في خاطري أنه من العطاء الشعور بالإنسانية، فإذا كان الشخص الآن يحتفل مع عائلته فإن هناك من يحتاج إلى الشعور بمثل هذا الدفء العائلي، أو الشعور بالأعياد، أو حتى الشعور بالدفء من الجو البارد.

العطاء ليس له علاقة بجنس أو لون أو عرق، فالعطاء يأتي من الإنسانية الموجودة داخل أي شخص، فقط لكونه يريد أن يساعد المحتاجين وأن يشعر بهم، ونحن نعلم جميعا أن الإحصائيات مرعبة حول مدى الاحتياج إلى المساعدات والتبرعات، وتدفعنا للاستعداد لها من الآن.

الاستعداد المبكر
* البرد لا يرحم الفقراء، آلاف البشر يصارعون الشتاء القارس ولا يجدون ما يسد جوعهم أو يدفئ أجسادهم الهزيلة من البرد، ولا سيما الأطفال الصغار في دولٍ مثل سوريا مع استمرار أزمتها الطويلة، والأمر كذلك في اليمن والعراق وغيرهما، فكيف يمكنكم التخفيف من وطأة تلك الأزمات كمنظمات مدنية، خاصةً في غياب الدور الأممي ودور الدول المانحة؟

** الفيديوهات التي نشاهدها لأطفال تلك الدول، إلى جانب ما نراه في الميدان عندما نقوم بتوزيع المساعدات، هي مشاهد تقشعر لها الأبدان وتحترق لها القلوب، ولكن ما أريد أن أوّه إليه أن هذه مجرد نماذج للعديد من الأطفال الآخرين.

وهنا أقول لكل شخص أن ما يمكن أن يدفعه مقابل وجبة واحدة في الصباح أو عندما يحتسي القهوة مع زميله، ولنفترض 50 دولارًا، يساوي في تلك الدول مبلغًا كبيرًا يمكن أن يغطي تكلفة شراء الحطب للتدفئة لمدة شهر أو شهرين لإحدى الأسر.

أنا لا زلت أتذكر لقائي بكم العام الماضي عندما ذكرنا أعداد الوفيات بعد موسم الشتاء والثلوج الذي اجتاح تلك الدول، لذا علينا أن نستعد من الآن ونقدم التبرعات لهؤلاء الأطفال وتلك الأسر حتى لا نلتقي هنا مرة أخرى بعد 3 أو 4 شهور كي نتحدث عن أعداد الوفيات في مخيمات النزوح في سوريا أو مخيمات اللجوء في الأردن أو لبنان أو غيرهما.

وبالنسبة لمنظمتنا، يمكن لمن يريد التبرع أو تقديم ما لديه من عطاء أن يأتي إلينا ويطلع على جميع أعمالنا بكل شفافية ويتأكد بنفسه من أن تبرعه يصل للمحتاجين، فنحن ـ بفضل الله ـ لدينا خبرة 30 عامًا من العطاء ونعدّ واحدة من أفضل 3 مؤسسات للعمل الإغاثي في الولايات المتحدة.

ثقة وشفافية
* كيف يضمن من يتابعنا الآن في موسم الأعياد بأن ما سيتبرع به سيصل إلى مستحقيه؟

** نحن في منظمة الحياة لدينا العديد من المكاتب الميدانية والشركاء المحليين في مختلف الدول، وهذه المكاتب تقوم بتقديم المساعدات على أكمل وجه وتقدم لنا التقارير، يُضاف إلى ذلك أننا نتواجد بأنفسنا في تلك المناطق لمتابعة سير عمليات المساعدة والتأكد من التنفيذ على الوجه الأمثل.

بالنسبة للمتبرعين؛ يمكنهم متابعة الصور والفيديوهات لعملية الدعم والمساعدة التي نقدمها في مشاريعنا الموجودة في مختلف الدول، وكذلك الاطلاع بأنفسهم على تقاريرنا بكل شفافية سواء بالقدوم إلى مقرنا أو من خلال طلبها عبر الهاتف أو البريد.

كما أن كل تقاريرنا عليها رقابة من المؤسسات المنوطة بتقييم مؤسسات العمل الخيري وتقوم بمراجعتها مرة أو مرتين خلال العام الواحد، ونحن بفضل الله حاصلون على أربعة نجوم في الـ “Charity Navigator”.

مشاريع موسم الشتاء
* ما هي أهم المشاريع التي تقومون عليها خلال موسم الشتاء؟

** نحن دائما ما نؤمن بمبدأ “الجار أولى بالشفعة”، فمثلما يوجد هنا من في يسر من أمرهم، يوجد أيضا المحتاجين والمحرومين والفقراء، لذا قد قامت منظمتنا بدءًا من عيد الشكر وحتى الآن مع اقتراب أعياد الميلاد بتوزيع ألف ديك رومي ووجبة ساخنة على الفقراء والمحتاجين هنا في ميشيغان.

وفي تكساس تم توزيع المعاطف والملابس على بعض اللاجئين الأفغان والمحتاجين، وخلال الأسبوع الماضي تم توزيع الهدايا والألعاب على نحو 300 طفل من فاقدي الآباء أو الأمهات.

هذه جانب بسيط مما قمنا به هنا في الداخل الأمريكي، إلى جانب أننا قمنا بالاستعداد لموسم الشتاء والثلوج حول العالم، وخصوصًا الدول العربية المتضررة مثل اليمن والعراق والأردن وفلسطين وسوريا ولبنان، وكذلك في أفغانستان وبنجلاديش والبوسنة، فهذه الدول يبدأ التبرع لمشاريعنا فيها من 50 دولارًا فما فوق، ونوفر في كل دولة مساعدات بحسب ما يحتاجه الفقراء والمحتاجين فيها.

على سبيل المثال في اليمن هناك حاجة ماسة إلى البطاطين والمعاطف، وفي العراق يحتاجون إلى سخانات الكروسين، ولدينا أيضا مشروعاتنا القائمة في سوريا مثل مشروع “من الخيمة إلى البيت” الذي بدأ قبل عام وكانت مبادرة من منظمة الحياة عبر راديو صوت العرب من أمريكا,

وبدأ المشروع ولكنه توقف قليلًا لحين الانتهاء من التصاريح من قبل الحكومة التركية، والآن عاد المشروع وهناك بيوت أصبحت قائمة، ونأمل خلال الأشهر الثلاثة القادمة أن يتم تسليم أكبر عدد من الوحدات.

وعلى ذكر الهدايا في مواسم الأعياد، أتذكر أن أحد المتبرعين قام بالتواصل معي في فترة عيد الأم وطلب مني أن أقوم ببناء منزل لأسرة سورية في مشروع “من الخيمة إلى البيت”، وأن نعطي له إيصال التبرع وكذلك شهادة هذا البيت حتى يقوم بإعطائها إلى والدته كهدية في عيد الأم، فكانت لفتة رائعة وجميلة منه.

** يمكن لمن يريد المساعدة أن يشارك في مشاريعنا المرتبطة بموسم الشتاء، أو تقديم الوجبات الساخنة، أو تقديم الهدايا للأطفال هنا في الولايات المتحدة، أو كفالة يتيم، وإذا لم يتمكن الشخص من التبرع المادي يمكنه التطوع معنا بوقته، أو التطوع معنا بنشر أعمال المؤسسة على جميع وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة.

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى