بعد 34 عامًا.. أمريكا تعتقل صانع القنبلة التي فجرت طائرة لوكربي وقتلت 270 شخصًا

أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية اعتقال الليبي أبو عقيلة محمد مسعود خير المريمي، المتهم بصنع القنبلة التي تم استخدامها استخدمت في تفجير طائرة أمريكية فوق لوكربي في اسكتلندا قبل 34 عامًا.
وفي 21 ديسمبر من عام 1988 استهدفت عملية إرهابية الرحلة رقم 103 G لخطوط طيران Pan American عندما انفجرت قنبلة في الطائرة فوق بلدة لوكربي في اسكتلندا أثناء تحليقها من لندن إلى نيويورك.
وأسفر الهجوم، الذي يعد أخطر هجوم إرهابي وقع في المملكة المتحدة، عن مقتل 270 شخصًا، منهم 190 أمريكيًا.
ووفقًا لشبكة (CNN) فقد تم إبلاغ عائلات القتلى في تفجير لوكربي أن المشتبه به “مسعود” محتجز في أمريكا، فيما قال المتحدث باسم مكتب المدعي العام إن الولايات المتحدة وجهت إلى مسعود لائحة اتهام قبل عامين بالتورط في الحادث، وسيمثل للمحاكمة أمام قاض في العاصمة واشنطن، دون تحديد تاريخ المثول.
وأشار إلى أن المدعين العامين والشرطة سيواصلون العمل مع حكومة المملكة المتحدة وزملائهم في الولايات المتحدة، لمتابعة هذا التحقيق، بهدف تقديم من تورطوا في الحادث إلى العدالة.
لائحة اتهام
وكانت وزارة العدل الأمريكية قد أعلنت في ديسمبر 2020 لائحة اتهام ضد مسعود تتضمن “ضلوعه في التخطيط وتصنيع القنبلة التي أسقطت الطائرة فوق منطقة لوكربي، وارتكاب جرائم تتعلق بالإرهاب”، وطالبت الولايات المتحدة بتسليمه إليها ليحاكم على أراضيها.
وكشفت الوزارة وقتها عن شكوى جنائية تتهم المواطن الليبي أبو عجيلة محمد مسعود لدوره في صنع القنبلة التي دمرت رحلة بان آم 103.
ووفقًا للشكوى فقد بلغ عدد الضحايا الذين لقوا حتفهم في الحادث الذي وقع فوق اسكتلندا يوم 21 ديسمبر 1988 حوالي 270 شخصًا من بينهم 259 راكبًا بالإضافة إلى طاقم الطائرة، إلى جانب 11 من سكان قرية لوكربي. وكان من بين الضحايا 35 من طلاب جامعة سيراكيوز العائدين إلى الوطن بعد انتهاء برامج دراستهم بالخارج.
يشار إلى أن مسعود هو مسؤول بجهاز المخابرات في عهد نظام القذافي السابق، وتمت إدانته بتهم لها علاقة بالحادث. وفي عام 1991، تم اتهام اثنين آخرين من عملاء المخابرات الليبية في التفجير وهما عبد الباسط علي المقرحي والأمين خليفة فحيمة.
وأدين المقرحي بتنفيذ التفجير وحكم عليه بالسجن مدى الحياة عام 2001. وأُطلق سراحه لاحقا لإصابته بالسرطان وتوفي عام 2012، فيما تمت تبرئة فحيمة من جميع التهم، لكن الادعاء في اسكتلندا أكد أن المقرحي لم يتصرف بمفرده.
اختطاف في ليبيا
وكان مسعود قد تعرض للاختطاف في ليبيا الشهر الماضي، وظل مصيره مجهولا حتى الإعلان عن احتجازه في الولايات المتحدة. ووفقًا لموقع “العربية” فقد قالت عائلة مسعود في نوفمبر الماضي إنها لا تعلم مكان وجوده ولا مصيره بعد أيام على اختطافه.
وأفادت العائلة في بيان لها بأن مسلحين يرتدون ملابس مدنية على متن سيارتين من نوع “تويوتا”، اقتحموا منزلهم بمنطقة أبو سليم في العاصمة طرابلس الساعة 1.30 بعد منتصف ليل 16 نوفمبر 2022، وخطفوا مسعود واقتادوه إلى جهة غير معلومة بعد الاعتداء عليه.
واتهم البعض الميليشيات الموالية لرئيس حكومة الوحدة عبد الحميد الدبيبة، بالوقوف وراء اختطاف مسعود وتسليمه لواشنطن لمحاكمته على أراضيها، في إطار صفقة سياسية للبقاء في السلطة.
لكن وزارة العدل في حكومة الدبيبة أكدت أن ملف قضية لوكربي أغلق بالكامل سياسياً وقانونياً بموجب اتفاق بين ليبيا وواشنطن ومرسوم سابق صدر عن الرئيس الأسبق جورج بوش في 2008.