أخبارأخبار العالم العربي

استقبال تاريخي يؤشر لتحول سعودي نحو الصين.. وأمريكا تُعلّق: ليست مفاجأة

حملت زيارة الرئيس الصيني، شي جين بينغ، للمملكة العربية السعودية الكثير من المؤشرات على تحول سعودي واضح نحو الصين، وهي رسالة يرى البعض أنه تم توجيهها أمس من خلال الاستقبال التاريخي الذي تم تنظيمه للرئيس الصيني عند وصوله للرياض، في زيارة رسمية تأتي بناءً على دعوة من العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، وفقًا لوكالة الأنباء السعودية (واس).

رسائل ضمنية

وتداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي صورًا ومقاطع فيديو لمراسم الاستقبال للرئيس الصيني والتي وصفها البعض بأنها “مهيبة” و”لم يشهدها التاريخ”.

وقالوا إن زيارة الرئيس الصيني إلى السعودية تحمل رسالة ضمنية إلى الولايات المتحدة، التي ناشدت حلفاءها العرب أكثر من مرة لرفض الإغراءات التجارية التي تقدمها لهم الصين، وبالرغم من ذلك تستمر العلاقات العربية الصينية في التطور يومًا بعد يوم، وفقًا لشبكة  (CNN).

ويرى النشطاء أن الزيارة تمثل فرصة للصين لتوسيع بصمتها الجيوسياسية في الفناء الخلفي السابق للولايات المتحدة، كما تصب في صالح حصول بكين على المزيد من النفط السعودي.

ونقلت CNN عن دبلوماسي عربي قوله إن القمة العربية الصينية التي تستضيفها الرياض، ويحضرها الرئيس الصيني وما لا يقل عن 14 من القادة العرب، تمثل “علامة فارقة” في العلاقات بين الجانبين، كما تمثل انتصارًا دبلوماسيًا كبيرًا لولي العهد السعودي محمد بن سلمان.

وأضاف أن زيارة الرئيس الصيني وتعامل السعودية معها يرسل رسالة بأن هناك سعودية جديدة، وخليج جديد، وواقع جديد هو أن العرب سيتعاملون مع الصين، سواءً قبلت الولايات المتحدة ذلك أم لا.

وفي الإطار نفسه جاءت تصريحات الإعلامي دانيل كوهين، مراسل قناة “نيوز ماكس” من إسرائيل، والتي تداولها نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي بشكل واسع والتي قال فيها: “محمد بن سلمان يستضيف قمة صينية عربية تجمع قادة من دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا هذا الأسبوع، محمد بن سلمان يطمح لتوسيع نفوذه على المسرح الدولي مستخدما الصين وليس الولايات المتحدة الأمريكية لشق طريقه قدما”

وأضاف: “الوفد الصيني من المرجح أن يوقع العشرات من الاتفاقيات مع السعودية ومع حكومات دول عربية أخرى تشمل الطاقة والأمن والاستثمارات.. وهذه الزيارة قد تكون خطوة أخرى لتوسع منظمة شنغهاي للتعاون، حيث تنمو الصين كشريك في قطاع الطاقة الخليجي المدر للمال، بينما تشاهد الولايات المتحدة الأمريكية من على الهامش”.

تعليق أمريكي

في المقابل قال البيت الأبيض إنه ليس مندهشًا أو متفاجئًا من قيام الرئيس الصيني بزيارة السعودية لأن “بكين تعمل على زيادة نفوذها في الشرق الأوسط، وفقًا لشبكة (CNN)

وقال جون كيربي، منسق الاتصالات الإستراتيجية في مجلس الأمن القومي الأمريكي: “نحن ندرك التأثير الذي تحاول الصين أن تعمقه في جميع أنحاء العالم، والشرق الأوسط هو بالتأكيد أحد تلك المناطق التي يريدون تعميق مستوى نفوذها بها، ونحن نعتقد أن العديد من الأمور التي يسعون إليها، والطريقة التي يسعون إليها، لا تؤدي إلى الحفاظ على النظام الدولي القائم على القواعد التي تحاول الولايات المتحدة وشبكتنا الواسعة من الحلفاء والشركاء الحفاظ عليها”

وأكد كيربي أن زيارة الرئيس الصيني للسعودية ولقاءاته مع القادة العرب ليست مفاجأة، ولم تكن مفاجأة أنه اختار الذهاب إلى الشرق الأوسط، مشيرًا إلى أن البيت الأبيض لا يزال “يركز على مصالحنا المتعلقة بالأمن القومي وشراكاتنا في الشرق الأوسط”.

وأضاف أنه من حق السعودية والصين أن تتخذا القرارات الخاصة بشأن علاقاتهما الثنائية، مشيرًا إلى أن أمريكا لا تطلب من الدول الاختيار بينها وبين الصين.

وكان الرئيس جو بايدن قد أمر بإجراء مراجعة لعلاقات الولايات المتحدة مع السعودية بعدما قررت منظمة أوبك خفض إنتاجها من النفط مما أدى إلى ارتفاع أسعاره، لكن كيربي أكد أن الشراكة الإستراتيجية مع السعودية “مستمرة”، على الرغم من الخلاف بشأن إنتاج النفط.

زيارة تاريخية

وكان الريس الصيني شي جين بينغ قد بدأ زيارة تاريخية للسعودية، أمس الأربعاء، هي الأولى له منذ عام 2016، وذكرت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) أن بينغ وصل إلى الرياض لحضور القمة الصينية- العربية الأولى، وقمة مجلس التعاون الصيني الخليجي، والقيام بزيارة دولة للسعودية.

ومن المنتظر أن تشمل الزيارة مؤتمرين سيجمعان قادة من جميع أنحاء العالم العربي، وقمة سعودية صينية، وقمة صينية عربية، وقمة صينية ودول مجلس التعاون الخليجي. وفقًا لموقع “الحرة“.

ويُتوقّع أن تتركّز المباحثات على تعزيز التقارب الاقتصادي والدبلوماسي بين الصين والدول العربية، وسيتم التوقيع على عشرات الصفقات والاتفاقيات الاقتصادية والعسكرية، التي تصل قيمتها إلى عشرات المليارات من الدولارات.

وفي هذا الإطار عقد ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، جلسة مباحثات رسمية مع الرئيس الصيني، اليوم الخميس، وسبق اللقاء اجتماع ثنائي بين الجانبين عقد بقصر اليمامة.

ونشرت وسائل إعلام سعودية مقاطع فيديو لمراسم الاستقبال الرسمية التي حظي بها الرئيس الصيني في الرياض.

34 اتفاقية

وعلى هامش الزيارة وقَّعت شركات سعودية وصينية، أمس الأربعاء، 34 اتفاقية استثمارية، شملت عدة قطاعات في مجالات الطاقة الخضراء والهيدروجين الأخضر والطاقة الشمسية الكهروضوئية وتقنية المعلومات والخدمات السحابية والنقل والخدمات اللوجستية والصناعات الطبية والإسكان ومصانع البناء. وفقًا لوكالة الأنباء السعودية (واس)

وأكد وزير الاستثمار السعودي أن الاتفاقيات تعكس حرص المملكة على تنمية وتطوير علاقاتها مع الصين في جميع المجالات؛ ومنها الاقتصادية والاستثمارية، مؤكدًا أن الزيارة سُتسهم في رفع وتيرة التعاون الاقتصادي والاستثماري بين البلدين، معرباً عن تطلعه لتعزيز الاستثمارات بين المملكة والصين، داعياً الشركات الصينية والمستثمرين للقدوم إلى المملكة والاستفادة من الفرص الاستثمارية ذات العوائد المجزية.

الجدير بالذكر، أن حجم التبادل التجاري بين السعودية والصين بلغ 304 مليارات ريال في عام 2021م، وسجَّل التبادل التجاري في الربع الثالث من 2022 حوالي 103 مليارات ريال.

وقال اتحاد الغرف السعودية إن حجم التبادل التجاري بين المملكة والصين بلغ خلال السنوات الخمس الماضية (2017-2021) حوالي 1.2 تريليون ريال سعودي، وهو ما يعكس قوة ومتانة الشراكة الاقتصادية الإستراتيجية وتنوع وتعدد الفرص التجارية والاستثمارية لدى البلدين.

وأشار الاتحاد، في تقرير اقتصادي أصدره بمناسبة زيارة الرئيس الصيني للسعودية، إلى النمو المطرد في حجم التبادل التجاري بين المملكة والصين والذي بلغ في عام 2021 حوالي 304.3 مليار ريال مقابل 221.6 مليار ريال في عام 2020، مرتفعاً بنسبة 37%.، وفي ذات العام ارتفعت الصادرات السعودية إلى الصين 59% والواردات بنسبة 12%.

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى

اشترك مجانا في القائمة البريدية ليصلك كل جديد

نحترم خصوصية المشتركين