وارنوك يفوز بمقعد مجلس الشيوخ في جورجيا ويمنح الديمقراطيين الأغلبية المطلقة

نجح السناتور الديمقراطي رافائيل وارنوك في الاحتفاظ بمقعده في مجلس الشيوخ عن ولاية جورجيا بعد فوز مثير على منافسه الجمهوري هيرشل والكر في جولة الإعادة التي جرت انتخاباتها أمس الثلاثاء، ليفوز بفترة ولاية مدتها 6 سنوات.
وحصل وارنوك على 51.3% من الأصوات بما يعادل 1،804،178 صوتًا، في مقابل 48.7% لمنافسه والكر والذي حصل على 1،714،466 صوتًا.
وبذلك يمنح وارنوك الرئيس جو بايدن وحزبه الديمقراطي فوزًا مهمًا، حيث يرفع رصيد الديمقراطيين في مجلس الشيوخ إلى 51 مقعدًا، مقابل 49 مقعدًا للجمهوريين، وهو ما يمنح حزب بايدن أغلبية مطلقة في المجلس بعد عامين من الانقسام بنسبة 50-50 واللجوء للصوت الحاسم لنائبة الرئيس كامالا هاريس، وفقًا لشبكة NBC news.
وبهذا الفوز أيضًا يرتفع نجم وارنوك ليصبح أول شخص أسود ينتخب من جورجيا لفترة ولاية كاملة في مجلس الشيوخ، بعد أن حقق قبل عامين نصره الأول بان أصبح أول سناتور أمريكي أسود من جورجيا، ونجح في كسر حاجز اللون بإحدى الولايات الثلاث عشرة الأصلية، من خلال هذا الانتصار الخاص الذي تحقق بعد حوالي 245 عامًا من تأسيس الدولة، وفقًا لوكالة “أسوشيتد برس“.
Thank you, Georgia. We did it again. pic.twitter.com/jikuO5Kt8S
— Reverend Raphael Warnock (@ReverendWarnock) December 7, 2022
وكان وارنوك قد ظهر أمام الناخبين على ورقة الاقتراع 5 مرات في 5 انتخابات جرت خلال عامين تقريبًا، منها انتخابات أولية ديمقراطية، وانتخابات عامة مرتين، واثنتين من جولات الإعادة، وفاز بها محتلا المركز الأول في كل مرة، وهو إنجاز رائع للوافد السياسي الجديد في بيئتين سياسيتين مختلفتين، وأكثر من رائع بالنسبة لأول شخص أسود ينتخب سناتور من جورجيا، التي كانت ذات يوم معقلًا للكونفدرالية،
ووفقًا لشبكة NBC news فمن المؤكد أن هذا النجاح الانتخابي سيرفع نجم ورانوك، وربما يصل به إلى مراتب المتنافسين على الرئاسة أو منصب نائب الرئيس في المستقبل القريب.
وردا على سؤال عما إذا كان وارنوك مرشحًا للبيت الأبيض في المستقبل، قال مدير حملته كوينتين فولكس: “لا أعرف. أعتقد أن السناتور وارنوك متعب للغاية وأعتقد أنه يقوم بحملته منذ فترة طويلة. لا أطيق الانتظار لمعرفة ما سيفعله ، لكنني أعلم أنه لا يطيق الانتظار لمعرفة ما يمكنه فعله عندما يكون لديه فترة ولاية مدتها ست سنوات كاملة لتمثيل شعب جورجيا”.
ويمنح فوز وارنوك الديمقراطيين مقعدهم الحادي والخمسين، وأغلبية مطلقة تنهي اعتمادهم على نائبة الرئيس كامالا هاريس في حالة تعادل الأصوات.
ومن الناحية العملية يعني ذلك مساحة أكثر سلاسة لاعتماد تعيين المرشحين التنفيذيين والقضاة ، والحد من قدرة الجمهوريين على عرقلة أصوات اللجان المتعثرة، كما أنه يعني أيضًا المزيد من الصلاحيات للديمقراطيين لإصدار مذكرات استدعاء دون موافقة الجمهوريين، مما يفسد خطط مجلس النواب الذي يسيطر عليه الحزب الجمهوري ويسعى للتحقيق بقوة مع إدارة بايدن.
ويريح هذا الفوز الديمقراطيين، الذين كانت أغلبيتهم في المجلس غير مريحة على مدى العامين الماضيين، حيث منحت السيناتور الديمقراطي المعتدل جو مانشين فرصة لمعارضة الإدارة الديمقراطية وعرقلة إقرار أجندتها أكثر من مرة، ولهذا فإن فوز الديمقراطيين بمقعد إضافي سيعطيهم مجالاً أكبر للمراوغة، ويجنبهم اللجوء لضغوط عضو واحد عند إقرار التشريعات.
ويرى مراقبون أن الفوز بمقعد جورجيا سيعكس إلى حد كبير نفوذ الحزبين خلال العامين المقبلين، وتأثير كل من الرئيس الحالي جو بايدن والسابق دونالد ترامب على الساحة السياسية.
وشكل السباق على جورجيا اختبارًا آخر لنفوذ ترامب داخل الحزب الجمهوري، خاصة وأن هيرشيل والكر الخاسر هو مرشح ترامب بامتياز، وتعني خسارته خسارة جديدة لترامب ونفوذه داخل الحزب، بعد خيبة الأمل التي تعرض لها الكثير من مرشحيه في انتخابات الثامن من نوفمبر، وبصفة خاصة مرشحه في بنسلفانيا محمد أوز الذي خسر أمام المرشح الديمقراطي جون فيترمان بتغلبه على محمد أوز مرشح الحزب الجمهوري المدعوم من ترامب، ليمنح الديمقراطيين فوزًا ثمينًا قلب نتائج الانتخابات لصالحهم.