أخبارأخبار العالم العربي

هل تجتاح تركيا شمال سوريا بدون موافقة أمريكا أم تقبل عرض التهدئة؟

بات الاجتياح البري التركي لشمال سوريا وشيكًا في ظل تصاعد تصريحات المسؤولين الأتراك، وتأكيدهم اعتزام مواصلة عملياتهم العسكرية الموجهة ضد قوات سوريا الديمقراطية رغم تحفظات الجانبين الأمريكي والروسي ومساعيهم لمنع الاجتياح.

وفي هذا الإطار قال خبراء إن العملية العسكرية التركية البرية قادمة سواء بموافقة أمريكا أو دون موافقتها، مشيرين إلى أن المفاوضات التي تجريها تركيا مع واشنطن وموسكو حاليًا ليست لوقف العملية وإنما للحصول على مزيد من الضمانات لحماية الحدود التركية، وإقامة الحجة قبل بدء العملية في الشمال السوري، وفقًا لموقع “الجزيرة نت“.

في المقابل؛ قال آخرون إن التهديدات التركية تطلق منذ أشهر لكنها في الواقع لن تنفذ أي شيء على الأرض، مشيرين إلى أن تركيا غالبًا ما تلجأ إلى التصعيد في التصريحات ورفع سقف المطالب، وفي الأخير تتراجع عن ما صرحت به.

وأطلقت تركيا في 20 نوفمبر الماضي عملية “المخلب-السيف” ضد وحدات حماية الشعب الكردية بشمال وشمال شرقي سوريا بعد اتهامها بتدبير التفجير الذي وقع في شارع الاستقلال بإسطنبول وأسفر عن 6 قتلى، وهو ما نفاه المسلحون الأكراد.

تحذير أمريكي

من جانبه حذر المبعوث الأمريكي لشؤون شمال شرق سوريا، نيكولاس غرينغر، من مغبة أي هجوم عسكري تركي على شمال شرق سوريا، قائلا إن واشنطن لم تمنح أنقرة الضوء الأخضر لذلك.

وقال غرينغر إن أمريكا تعارض النشاطات العسكرية التركية وترفض زعزعة الاستقرار في غرب كوردستان. وفقًا لموقع “العربية“.

وأضاف أن أي هجوم عسكري تركي على المنطقة من شأنه أن يزعزع استقرار المنطقة وينعكس سلبًا على جهود مكافحة تنظيم “داعش”.

مهلة محددة

وكانت تركيا قد أعطت مهلة محددة للجانبين الأميركي والروسي لإخراج “قوات سوريا الديمقراطية” من مدن منبج وتل رفعت وعين العرب الواقعة شمال وشمال شرقي سوريا. وأبلغت الجانبين أن المهلة لن يتم تمديدها، بحسب ما أكد مصدر تركي لـ”الجزيرة“.

ورغم أنه توجد معلومات حول المهلة الزمنية التي حددتها تركيا، إلا أن مسؤولين أتراك أكدوا أن العملية العسكرية البرية لا مفر منها إلا إذا التزمت واشنطن وموسكو بمطالب أنقرة.

ولم تتلقى تركيا حتى الآن أي رد من الجانب الأمريكي. لكن مصادر أكدت أن أمريكا اقترحت إعادة هيكلة “قوات سوريا الديمقراطية” ومنح دور أكبر للمكون العربي في إدارة منبج وتل رفعت وعين العرب.

أما الجانب الروسي فوضع شروطا تتعلق بالملف الأوكراني مقابل تقديم تنازلات ميدانية وسياسية في سوريا، حيث عرضت روسيا رفع الغطاء عن منطقة الشهباء في ريف حلب وعين العرب لتسهيل دخول القوات التركية إليهما.

وتشير المصادر إلى أن تركيا لا تنوي القيام باجتياح واسع النطاق في الشمال السوري، وقد تطلق عمليات محدودة، لكنها ستصر على وجود منطقة آمنة على طول الحدود بينها وبين سوريا.

وتؤكد المصادر أن هناك مفاوضات صعبة تجري حاليًا بين تركيا والجانبين الأمريكي والروسي، مشيرة إلى أن التسريبات تشير إلى طلب أمريكي خاص من أنقرة بالتروي في محاولة لتنفيذ مطالبها بسحب الوحدات الكردية من الشريط الحدودي بعمق 30 كيلومتراً، بينما هناك محاولات روسية لإقناع أنقرة بإمكانية سحب “قسد” أو إجبارها على الانسحاب لصالح قوات النظام السوري. وفقًا لموقع “القدس العربي“.

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى

اشترك مجانا في القائمة البريدية ليصلك كل جديد

نحترم خصوصية المشتركين