أعلنت شبكة الجزيرة الإعلامية أنها رفعت دعوى قضائية ضد إسرائيل أمام المحكمة الجنائية الدولية بتهمة اغتيال الصحفية الفلسطينية الأمريكية شيرين أبو عاقلة من قبل قوات الجيش الإسرائيلي.

وقالت الشبكة في بيان لها إنها أقامت هذه الدعوى بعد إجراء فريقها القانوني تحقيقًا كشف عن أدلة جديدة تظهر بوضوح أن شيرين وزملاءها تعرضوا لإطلاق نار مباشر من قوات الاحتلال الإسرائيلي، وأن ادّعاء السلطات الإسرائيلية بأنها قتلت شيرين خطأ – في تبادل لإطلاق النار- ادعاء لا أساس له.

وأضافت أن الملف المرفوع إلى المحكمة الجنائية يؤكد أنه لم يكن هناك اشتباك في المنطقة التي كانت فيها شيرين. وأن هذا القتل المتعمد كان جزءًا من حملة أوسع لاستهداف قناة الجزيرة وإسكاتها.

وطالب الفريق القانوني لشبكة الجزيرة المدعي العام في المحكمة الجنائية الدولية بأن يسعى إلى إيجاد أدلة تدين الجيش الإسرائيلي عبر كافة القنوات، داعية إلى بدء إلى فتح تحقيق في القضية، والكشف عن المسؤولين عن الجريمة لملاحقتهم.

وأوضح البيان أن الفريق القانوني لشبكة الجزيرة قام خلال الفترة الماضية بتحقيق دقيق ومفصل في القضية، وكشف عن أدلة جديدة تستند إلى روايات شهود عيان وفحص لعدد كبير من مقاطع الفيديو والأدلة الجنائية المتعلقة بالقضية.

وتؤكد الأدلة المقدمة للمحكمة عدم وجود اشتباكات أو إطلاق بموقع الاغتيال، باستثناء طلقات قوات الاحتلال التي استهدفت بشكل مباشر شيرين وزملاءها، حيث كان الصحفيون في مكان مرئي بوضوح، ويسيرون ضمن مجموعة ببطء على الطريق، مرتدين ستراتهم وخوذاتهم الإعلامية المميزة، ولم يكن هناك أشخاص آخرون.

وعبّرت الجزيرة عن ترحيبها بما أعلنه مكتب التحقيقات الفدرالي الأمريكي بشأن بدء التحقيق في ملف اغتيال شيرين، ورأى أن على المحكمة الجنائية تحديد من شاركوا بشكل مباشر في اغتيال شيرين ومن أعطى الأوامر.

كما رحبت باهتمام المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان والهيئات المدافعة عن حرية الإعلام بالقضية ومواصلتها الدعوة لمحاسبة المسؤولين عن هذه الجريمة البشعة.

ويأتي هذا الإجراء بعد مرور 6 أشهر على اغتيال شيرين أبو عاقلة برصاص الجيش الإسرائيلي أثناء تغطيتها اقتحام قوات الاحتلال لمخيم جنين.

ردود فعل فلسطينية وإسرائيلية

من جانبها قالت ابنة شقيق شيرين أبو عاقلة، لينا أبو عاقلة، إن إسرائيل لديها تاريخ في استهداف الصحفيين بهدف إسكاتهم عن قول الحق، وهي دائما تفلت من العقاب وتخلق ثقافة الإفلات من العقاب، مشيرة إلى أن الوقت قد حان لمحاسبتها.

ترفع شبكة الجزيرة اليوم، قضية اغتيال #شيرين_ابو_عاقلة إلى المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي.بعد مرور6 أشهر منذ اغتيالها الوحشي أجرى خلالها الفريق القانوني للشبكة تحقيقا دقيقاً ومفصلاً في القضيةوكشف عن أدلة جديدة تستند إلى روايات شهود عيان وفحص مقاطع الفيديو والأدلة الجنائية pic.twitter.com/VEs3F66V7o

— Sanaa El Younoussi (@SanaAljazeera) December 6, 2022

فيما قالت الرئاسة الفلسطينية إن “من حق دولة فلسطين ومواطنيها اللجوء إلى القانون الدولي لرفع دعاوى قضائية ضد إسرائيل.

كما أكدت نقابة الصحفيين الفلسطينيين دعمها المطلق لخطوة شبكة الجزيرة الإعلامية في التقدم بشكوى للمحكمة الجنائية الدولية في لاهاي.

في المقابل قال رئيس الحكومة الإسرائيلية المنتهية ولايته يائير لبيد إنه لن يتم استجواب أي من جنود الجيش الإسرائيلي بشأن مقتل شيرين أبو عاقلة، وأضاف ردا على خبر رفع الجزيرة دعوى لدى المحكمة الجنائية الدولية “لا أحد سيعظنا بأخلاق القتال، وخاصة قناة الجزيرة”.

قال رئيس الوزراء يائير لابيد ردا على نشر الخبر حول توجه قناة الجزيرة إلى المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي لفتح تحقيق حول مقتل الصحافية شيرين أبو عاقلة:

"لا أحد سيحقق مع جنود جيش الدفاع الإسرائيلي ولا أحد سيعظنا بأخلاق القتال, خاصة ليس قناة الجزيرة".

— رئيس وزراء دولة إسرائيل (@Israelipm_ar) December 6, 2022

فيما أكد وزير دفاعه بيني غانتس أن “وفاة شيرين أبو عاقلة” كانت حدثا قتاليا تم التحقيق فيه بأكبر قدر من الدقة والعمق، على حد قوله.

بينما دعا اليميني المتطرف إيتمار بن غفير، المرشح لشغل منصب وزير الأمن في حكومة بنيامين نتنياهو المرتقبة، إلى طرد قناة الجزيرة من إسرائيل ووقف ما سماها أكاذيب القناة ضد إسرائيل، حسب قوله.