
فهرس المحتوى
أجرى الحوار: ليلى الحسيني ــ أعده للنشر: أحمد الغـر
الإعلامية ليلى الحسيني ناقشت مع ضيفها الخبير والمحلل السياسي، الدكتور عبدالمجيد قطرنجي، ما إذا كان الغرب قد تعامل بازدواجية معايير وتضليل إعلامي حول بطولة كأس العالم فيفا 2022 المقامة حاليًا في قطر.
الدكتور عبد المجيد قطرنجي هو محلل سياسي وخبير في شؤون الشرق الأوسط والإسلام والسياسة الإسلامية الأمريكية، كما أنه عضو في مجلس إدارة مؤسسة Emgage Action الرائدة في الدفاع عن قضايا المسلمين بالولايات المتحدة، وعضو المجلس الوطني السوري الأمريكي، وله خطاباته أمام الأمم المتحدة والمجلس الأوروبي ومعهد السلام بالولايات المتحدة وأيضًا بالبيت الأبيض.
* بدايةً، دكتور قطرنجي، هل تتابع مباريات المونديال الجاري حاليًا في قطر؟
** نعم، بالطبع.
📷قطر تبهر العالم في حفل افتتاح كأس العالم.. #قطر2022 #FIFAWorldCup pic.twitter.com/xPS7X8LrFa
— 2M.ma (@2MInteractive) November 20, 2022
انتقادات غربية
* ما هو تعليقك على تنظيم المونديال بقطر وكيف رأيته، لا سيّما في ظل وجود بعض الانتقادات الغربية ضدها؟
** من بين النقاشات التي تدور في أماكن العمل والعيادات الطبية التي نعمل بها هو وصف ما يحدث بالاستعمار الثاني، وكأن هناك رغبة من بعض الدول في فرض أفكارها وثقافتها وخاصةً على دول العرب والمسلمين، والغريب أن هذا الرياء الغربي مفضوح، فعلى سبيل المثال نجد أستراليا التي تنتقد قطر وظلت تتحدث طوال الوقت عن تعاملها مع العمال، نجدها لها تاريخ سيء جدا في التعامل مع السكان الأصليين “Aboriginal”.
وحتى الآن لا تعترف الحكومة الأسترالية بحقوق هؤلاء السكان الأصليين، بالرغم من أنها مارست الظلم ضدهم وسلبتهم حقوقهم وأراضيهم ومحت ثقافتهم، لذا السؤال هنا إليهم: لماذا لا تهتمون بإصلاح القصور والمشكلات التي لديكم أولًا قبل توجيه اللوم والانتقاد لقطر؟، وإذا كانت أستراليا تتحدث عن الإنسانية فلماذا لا تُحسن معاملة المهاجرين الذين يصلون إليها بالقوارب والسفن؟، أستراليا ترفض استقبالهم بالأساس.
هناك ازدواجية واضحة لدى الغرب، خاصةً عندما نعرف أنهم أعطوا تنظيم الألعاب الأولمبية للصين بالرغم من أنها سجنت أكثر من مليون إنسان، فالصين تسجن وتضيّق على شعوب كاملة بأرضها، وبالرغم من ذلك لم يقاطع أحد تلك الألعاب، ولكن عندما نأتي للحديث عن دولة عربية ومسلمة مثل قطر فإن الانتقادات الغربية تظهر فجأة.
وبالمناسبة فإن قطر دولة متقدمة وفتحت أبوابها أمام الجميع، تقريبًا هناك حوالي 90٪ من الوظائف وأصحاب الأعمال هناك ليسوا من قطر، وتأشيرة العمل في قطر أسهل بكثير من نظيرتها في أمريكا، لا توجد دولة مثالية في كل شيء ولكن على الأقل قطر لم تقصر في شيء بشكل ملحوظ مثلما تحاول بعض الدول الغربية إظهار ذلك.
#قطر تبهر العالم
بتنظيم #كاس_العالم_FIFA والفعاليات المتنوعة والعروض المبهرة
وهذا أكبر رد على الحملات المغرضة .. أفعالنا ونجاحاتنا هي من تتكلم عنا .. pic.twitter.com/WI4PpbyIaa
— عبدالله بن ثامر الحميدي (@abt_119) December 2, 2022
نفاق وتضليل غربي
* لاحظت أن هناك نفاق غربي بامتياز حيال الأمر، وهناك إنكار وتضليل إعلامي حول الكثير من الجوانب الإيجابية في مونديال قطر، هل تتفق معي في ذلك؟
** نعم، بالتأكيد، فعادةً ما يتم توجيه الأخبار عندما تكون عن الأمة العربية لتصبح باتجاه سلبي، ولكن عندما تكون الأخبار عن أي مجتمعات أخرى يتم توجيهها لتصبح بشكل إيجابي، عندما يقوم أي شخص عربي بعمل إنجاز ما يتم التقليل منه ومما قدّمه، وعندما يقوم أي شخص من الدول الأخرى بأي عمل حتى ولو كان سلبيًا، نجد أن هناك توجيه إيجابي حيال ما قام به!
في الواقع، نحن نفتخر بكل ما قامت به قطر في المونديال الحالي، قطر قدمت شيئًا هائلًا ويمثل عز الأمة العربية والإسلامية وتقدمها واجتهادها، وهذا يدعونا للفخر، بالرغم من ذلك فإن الإعلام العالمي يبحث عن أي نقطة سلبية في كل هذا الإنجاز كي يكبرها ويركز عليها، وهذا شيء محزن جدا لكونه مخالف لكل ما نراه الآن من قطر.
* هذا موضوع هام جدا ونتمنى أن نتحدث مستقبلًا بشكل موسع عن الهوية العربية المستهدفة، ولكن المستغرب أكثر الآن أن هناك صفقة أُبرمت بين ألمانيا وقطر لتصدير الغاز القطري إلى ألمانيا بمليارات الدولارات، فأين هي الاعتراضات الألمانية على حقوق الإنسان إذا كنا نتحدث من دون نفاق؟!، وأين هو الاعتراض الألماني حول ملف حقوق الإنسان في قطر.. إذا كانت هناك بالفعل لديهم نقطة وجيهة في هذا الشأن.