
أجرى الحوار: ليلى الحسيني ــ أعده للنشر: أحمد الغـر
فقرة رياضية مميزة، وتحليل لأداء المنتخبات العربية بمونديال قطر، مع المحلل الرياضي المغربي بلال الدواس، معد ومقدم برنامج “بعد الصافرة”، في ضيافة الإعلامية ليلى الحسيني.
* نبدأ معك من الفوز التاريخي الذي شكّل مفاجأة كبيرة للجميع، عادت أسود الأطلسي للانتصارات في بطولة كأس العالم، حيث اعتبر الفوز الأول لهم بالبطولة منذ 24 عامًا كيف تحدثنا عن هذا الفوز والاستعدادات حتى وصل المنتخب إلى هذه اللحظة؟
** من المؤكد أن الإقصاءات السابقة لم تكن بسبب منتخب بلادي، وإنما بسبب المدرب البوسني وحيد خليلهودزيتش الذي لم يتعامل جيدًا مع المنتخب المغربي، والذي تمت إقالته بسبب المشكلات المتكررة مع نجوم المنتخب الكبار مثل حكيم زياش ونصير مزراوي وسفيان بوفال، خصوصًا في المباراة الإقصائية في كأس أفريقيا وعدم إشراك بعضهم أيضا في مقابلتي الذهاب والإياب مع الكونغو الديمقراطية، لذا كان هناك شبه اتفاق على ضرورة إنهاء العقد مع خليلهودزيتش، ومن ثمّ استقطاب مدرب جديد.
والمدرب الجديد بالتأكيد لن يكون لديه الوقت الكافي لإعداد المنتخب المغربي، وبالتالي لن يكون على معرفة جيدة باللاعبين أو بالكرة المغربية، فتم الاستقرار على وليد الركراكي، الذي حقق البطولة المغربية مع الوداد البيضاوي، والذي اعتبره من عباقرة التواصل مع اللاعبين، واستطاع أن يعيد اللاعبين الذين لديهم مشكلات مع اللعب بالمنتخب مثل زياش ومزراوي، وتجاوز كل العقبات وصنع منتخبًا جيدًا ينافس به في كأس العالم.
وحقق الركراكي أرقامًا قياسية في هذا المونديال، فهو أول مدرب مغربي يحقق نقطة في المباراة الأولى، وأول مدرب مغربي في كأس العالم يحقق الـ 3 نقاط، ولأول مرة في تاريخ مشاركات المغرب في كأس العالم يحقق من أول مباراتين له 4 نقاط، والآن هو قاب قوسين أو أدنى من الوصول للدور التالي.
* لأول مرة منذ 36 عامًا يصبح المغرب على وشك بلوغ دور الـ 16، فهل ترى هذا الأمل قريبًا ويمكن تحقيقه؟
** نعم، بالتأكيد، فبعد أن كان الأمر حلمًا في البداية كوننا في مجموعة صعبة تضم كرواتيا وصيف كأس العالم، وبلجيكا التي تعدّ من الثلاثة الأفضل على مستوى العالم، ومنتخب كندا الذي لا يُستهان به رغم كونه الحلقة الأضعف في هذه المجموعة.
* في كل مرة أشاهد فيها نسخة من نسخ كأس العالم، كنت أتمنى أن أرى منتخبًا عربيًا في النهائيات أو في الأدوار التالية لدور المجموعات على الأقل، فلماذا لا تفشل المنتخبات العربية في تكملة المشوار والصعود إلى الأدوار التالية؟
** هي مسالة إعداد وتجهيز، نحن الشعوب العربية شعوب عاطفية بشكل كبير، فإذا خسرنا مباراة واحدة نشعر بأننا حققنا أكبر الإنجازات، وإذا انتصرنا في مباراة واحدة نشعر بأننا حققنا المجد، لكن الدول العظمى في لعبة كرة القدم تخطط للبطولة، فهم لا يتحدثون عن مباراة واحدة سواء انتصروا فيها أو فشلوا، وفي الحقيقة نحن تأثرنا للحالة التي ظهر عليها المنتخب السعودي في مباراته الثانية، وكذلك المنتخب التونسي في لقائه الثاني.
* ولكن يرى البعض أن المنتخب السعودي بالرغم من خسارته، إلا أنه قدّم مباراة جميلة.
** المشكلة أن هيرفي رينارد يعتمد على الضغط العالي على الخصوم، في حين أنه لا يمتلك الدفاع القوي الذي يسد المساحات بين خطوطه، والفوز على منتخب مثل الأرجنتين لا يخلو من كثيرٍ من الحظ، ولكن بشكل عام كما قلنا لا بد من معاملة كل مباراة بظروفها، وأن نخطط جيدًا للمباريات اللاحقة، ولا نتوقف كثيرًا عند عواطفنا.
منتخبات تأهلت إلى ثمن النهائي :
🇫🇷 فرنسا ✅
🇧🇷 البرازيل ✅
🇵🇹 البرتغال ✅
🇳🇱 هولندا ✅
🇸🇳 السنغال ✅
🏴 انجلترا ✅
🇺🇸 امريكا ✅منتخبات غادرت بطولة كأس العالم :
🇶🇦 قطر ❌
🇨🇦 كندا ❌
🇪🇨 الاكوادور ❌
🏴 ويلز ❌
🇮🇷 ايران ❌ pic.twitter.com/50P0mHuZ6t— عالم المونديال (@WC_Qatar22) November 29, 2022
* برأيك، ما هي الأسباب التي جعلت منتخبات عربية مثل قطر وتونس تودع البطولة مبكرًا؟
** بالنسبة لقطر فإن الإمكانات المادية لا يمكنها أن تبني منتخبًا قويًا، المشكلة لديهم هي أن الإعداد كان سيئًا للغاية، حيث تم حرمان اللاعبين الأساسيين من النسق الرسمي للمقابلات والاحتكاك البدني وضغط اللقاءات، هذا أضعف من الجانب النفسي للاعبي المنتخب القطري، فكأس العالم يختلف تماما عن المباريات الودية التي لعبها المنتخب القطري قبيل البطولة.
أما المنتخب التونسي فإنه يفتقد للفاعلية والسرعة في بناء الهجمات، ففي مباراتهم الأولى دخل اللاعبون وهم يرغبون في الدفاع وكأنهم يريدون منذ البداية الفوز بنقطة واحدة فقط، نحن نعتبر تونس هي إيطاليا العرب، هم يدافعون بفاعلية ولكن تنقصهم القدرة على التحول من الدفاع إلى الهجوم بالسرعة الكافية.
* لو ألقينا نظرة على خارطة المجموعات الآن، حدثنا عن حظوظ الفرق للتأهل للدور التالي.
** هناك المنتخبات الكلاسيكية مثل البرازيل وفرنسا، وحتى ألمانيا والأرجنتين بالرغم من هزيمتهم في المباراة الأولى، ولا أعتقد أن مفاجأة كبيرة ستحدث بأن نرى منتخبًا عربيًا أو أفريقيًا في نصف نهائي البطولة.
USA are through to the knockouts! 🇺🇸@adidasfootball | #FIFAWorldCup
— FIFA World Cup (@FIFAWorldCup) November 29, 2022
* كيف تقيّم أداء منتخب الولايات المتحدة الأمريكية حتى الآن.
** المنتخب الأمريكي هو أشبه ما يكون بمنتخب أفريقي بتقنيات أمريكا اللاتينية، لديه الكثير من المهارة والاندفاع البدني والقوة، لديه نضج تكتيكي كبير جعله ينجح في نيل نقطة أمام منتخب مخضرم مثل منتخب إنجلترا، وأعتقد أن المنتخب الأمريكي في النسخة المقبلة التي ستُقام في أمريكا وكندا والمكسيك سيكون له باع كبير وربما سيسير عميقًا في البطولة، لكن في هذه البطولة لا أعتقد أنه سيتعدى دور ربع النهائي.
* كيف تقيّم حظوظ المنتخب المغربي في البطولة؟
** يحتاج المنتخب المغربي إلى الحذر، والحذر الكبير جدا، يحتاج إلى خطة جيدة وسرعة في الأداء من أجل فاعلية أكبر في الأداء، وأظن أن المغرب بإمكانه أن يحقق انتصارًا كبيرًا وأن يصل إلى الدور التالي.
A moment that Morocco will never forget 🇲🇦#FIFAWorldCup | #Qatar2022
— FIFA World Cup (@FIFAWorldCup) November 27, 2022
* كيف انعكست بطولة كأس العالم في قطر على صورة العرب في الغرب، من وجهة نظرك كمتابع ومحلل، لا سيما بعد نجاح قطر في تنظيم البطولة كأول بلد عربي إسلامي يستضيفها؟
** قطر حاولت أن تعطي صبغة عربية كبيرة للبطولة، وكان هذا ظاهرًا بوضوح في حفل الافتتاح حيث رأينا حضور الحرف العربي والقرآن الكريم، كذلك على مستوى حضور الثقافة العربية والإسلامية وصوت الآذان، لتقديم رسالة إيجابية عن العرب والإسلام إلى العالم.
📸 لقطات من حفل افتتاح كأس العالم قطر 2022 🤩🤩🤩 pic.twitter.com/1gN2WwfcHx
— عالم المونديال (@WC_Qatar22) November 20, 2022
* لكن ـ برأيك ـ لماذا كل هذا التسييس ضد قطر في كل ما شهدناه حول مونديال قطر، والانتقادات الكثيرة الموجهة إلى قطر؟
** الآن، نجد أن نور قطر ـ هذه الدولة الصغيرة جغرافيًا ـ يشع في كل بقاع العالم، نجد أيضا أن لديها مؤسسات ثقافية وإعلامية وإخبارية تؤثر في كل الدنيا، لعل هذا لا يستصيغه البعض، لكن ما الفرق بينها وبين اليابان مثلاً التي هي عبارة عن مجموعة من الأرخبيلات وبالرغم من ذلك لديه قدرة هائلة على صناعة وتصدير التكنولوجيا الفائقة.
أنا أعتقد أن من ينتقدون قطر يحاولون أن ينقصوا من قيمة تنظيم قطر لكأس العالم، ينظرون إلى الأمر بتعالي وبعجرفة وأنانية، في حين أن قطر حتى الآن ناجحة في تقديم بطولة ناجحة، ونشكرها على ما روّجت له من قيّم خلال هذه البطولة الرياضية الكونية.