
منذ اليوم الأول لفعاليات بطولة كأس العالم في قطر ومواقع التواصل الاجتماعي تضج بمقاطع الفيديو التي يتم تداولها لكيفية معاملة المشجعين العرب للإسرائيليين ومراسلي وسائل الإعلام الإسرائيلية المتواجدين هناك.
فكل هذه المقاطع تؤكد حقيقة واحدة فقط لكل من يتابعها، وهي أن معظم الشعوب العربية، إن لم تكن كلها، ترفض التطبيع الرسمي الذي أجرته بعض حكوماتها مع إسرائيل، بل ويرفض الكثير منهم الاعتراف بوجود دولة اسمها إسرائيل ويؤكدون أنه لا يعرفون إلا دولة فلسطين، التي يعتبرونها مشروع تحرير قادم عما قريب.
ما يتداوله نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي في هذا الشأن ليس مفتعلًا، وإنما حقيقة واقعة اشتكى منها مراسلون إسرائيليون في تقارير بثوها لقنواتهم، اشتكوا خلالها من شعورهم بأنهم منبوذين ومرفوضين، ولا يعترف بهم أحد.
رفض تام
آخر هذه المقاطع كان مقطع فيديو لمشجع سعودي وهو يخاطب إعلامي إسرائيلي خلال عمله بتغطية مونديال قطر قائلًا: “ليس هناك إسرائيل.. هناك فلسطين فقط.. وأنت ليت مرحباً بك هنا”.
لسان الشعب السعودي كله والله 💛✌
"ليس هناك إسرائيل هناك فلسطين فقط وأنت ليس مرحباً بك هنا"#مونديال_قطر_2022 pic.twitter.com/pIrDO66z9V— ramia al ibrahim – راميا الابراهيم (@ramiaalibrahim) November 26, 2022
وسبق أن تداول نشطاء مقطع فيديو لموقف تعرض له مراسل في قناة 12 العبرية، عندما حاول التحدّث مع مشجعين لبنانيين في قطر، حيث رفضوا الحديث معه، وقالوا له: “لا يوجد إسرائيل، توجد فلسطين فقط”.
مراسل في قناة ١٢ العبرية، حاول التحدّث مع مشجعين لبنانيين في #قطر، الا أنهم رفضوا الحديث معه: "لا يوجد اسرائيل، فلسطين فقط".#مونديال_قطر #مونديال_قطر_2022 pic.twitter.com/PBnVPBkGHJ
— وقائع (@waqa2e3) November 20, 2022
كما تداول آخرون فيديو آخر لجماهير عربية تهتف ضدّ مُذيع إسرائيلي قائلة: “”يلا يلا يلا.. إسرائيل برا”.
جماهير عربية تهتف ضدّ مُذيع صهيونـي
"يلا يلا يلا اسرائيل برا" 📢#قطر_تبدع pic.twitter.com/KkjYCkLREm
— عمانيون ضد التطبيع (@OmaPalestine) November 20, 2022
وفي مقطع فيديو مماثل يظهر مشجعون إيرانيون في الدوحة وهم يهتفون دعماً لفلسطين وضد “إسرائيل” أمام فريق إعلامي إسرائيلي.
جمهور إيراني في #الدوحة يهتف دعماً لـ #فلسطين وضد "إسرائيل" أمام فريق إعلامي إسرائيلي#المونديال_في_الميادين #مونديال_قطر_2022 #كأس_العالم_قطر_2022 #كأس_العالم_2022#ميدان_المونديال #WorldCup2022 pic.twitter.com/niHoFRaa39
— قناة الميادين (@AlMayadeenNews) November 25, 2022
ونشر أحد المغردين فيديو لطفل قطري رفض الحديث مع صحفي إسرائيلي، خلال اختبار أجراه له مشجع فلسطيني. وعلق المغرد على الفيديو قائلًا: “شكراً لكل أب عربي وأم عربية يغرسون في أبنائهم حب فلسطين ونبذ الاحتلال الإسرائيلي”.
الله يسعده البطل ❤️😍
طفل قطري رفض الحديث لصحفي جاي من فلسطين المحتلة "إسرائيل"، بعد اختبار عمله معه مشجع فلسطيني.شكراً لكل والد عربي ووالدة عربية يغرسون في أبنائهم حب فلسطين ونبذ الاحتلال "الإسرائيلي".#شكرا_قطر#كأس_العالم_قطر2022#كأس_العالم#Qatar2022#FIFAWorldCup pic.twitter.com/kR0PX3AsQ8
— غيث | مونديال العرب (@worcup_ar) November 27, 2022
وغرد ناشط آخر قائلًا: “الجماهير العربية في مونديال قطر تُلقن الصحفي الإسرائيلي جاي هوخمان درساً قاسياً، بعد أن حاول فرض نفسه بينهم.. فكان الرد “فلسطينيا خالصًا”: “أين هي إسرائيل.. لا يوجد شيء اسمه إسرائيل.. فلسطين فلسطين فلسطين”.
الجماهير العربية في #مونديال_قطر تُلقن الصحفي الصهيوني جاي هوخمان درساً قاسياً !
حاول فرض نفسه بينهم.. فكان الرد "فلسطينيا خالصا"
اين هي إسرائيل
لا يوجد شيء اسمه اسرائيل
فلسطين فلسطين فلسطين#فريق_مجاهدون pic.twitter.com/ycxideCCRl— صحفي من أتلانتا البلد (@BGhonym) November 26, 2022
وعلى أنغام أغنية “انا دمي فلسطيني” قام مغرد بتجميع شكوى الإعلام الإسرائيلي من سوء المعاملة التي يتلقاها مراسلوه في كاس العالم قطر حتى الآن
جمعت صياح إعلام إسرائيل في كاس العالم قطر ٢٢ حتى الآن
استمتعوا 💜💜 pic.twitter.com/zpuRa1D4A2— Abanoub Mahrous (@BobFairhair) November 25, 2022
استفتاء شعبي
ورأى أحد النشطاء أن مونديال قطر تحوّل لاستفتاء شعبي يرفض التطبيع الذي تمارسه الحكومات، مستشهدًا بردود فعل الجماهير العربية عند مقابلتهم أي مراسل صحفي إسرائيلي، قائلًا: “إسرائيل” منبوذة، وستعود الطواقم الصحفية الإسرائيلية بقناعة أنهم مكروهون بين العرب.
https://twitter.com/MunaHawwa/status/1596477553912565762?s=20&t=7EHGFBgmobkRnNcjXqO5hQ
وأكد نشطاء آخرون أ المشجعين العرب المتواجدين في مونديال قطر أظهروا للجميع أنّ الشعوب العربية ضد التطبيع، ولا تعترف حتى بوجود دولة اسمها إسرائيل.
إن المشجعين من الدول العربية المتواجدين في مونديال قطر. أظهروا للجميع أنّ الشعوب العربية #ضد_التطبيع، ولا تعترف حتى بوجود دولة اسمها " #اسرائيل"#مونديال_قطر_2022 #فلسطين_في_مونديال_قطر pic.twitter.com/57hqLDmrAb
— HyamAlmones (@HyamAlmones) November 26, 2022
وغرد آخر قائلًا: “أينما نظرتم في قطر كل الشعوب بمختلف جنسياتها تقف مع فلسطين وليست مع إسرائيل.. لقد فشل الاحتلال في تسويقه للتطبيع، وأحرجته أمام الجماهير العربية من المحيط إلى الخليج.
https://twitter.com/Mayarahhal77/status/1596862332659191808?s=20&t=7EHGFBgmobkRnNcjXqO5hQ
معاناة شديدة
وكانت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية قد كشفت عن معاناة مراسليها في قطر قائلة: “عندما وصلنا توقعنا معاملة عادية كصحفيين، لكننا نواجَه ونُستقبل بالشتائم من مشجعي الدول العربية وإيران، أدركنا أن كراهية إسرائيل من الشعوب، وليست من الحكام، نشعر بأننا مكروهون ويكتنفنا العداء، نحن غير مرغوب بنا”.
كشفت صحيفة «يديعوت أحرونوت الإسرائيلية» عن معاناة مراسليها في# قطر: «عندما وصلنا توقعنا معاملة عادية كصحفيين، لكننا نواجَه ونُستقبل بالشتائم من مشجعي الدول العربية وإيران، أدركنا أن كراهية إسرائيل من الشعوب وليست من الحكام، نشعر بأننا مكروهون ويكتنفنا العداء، نحن غير مرغوب بنا» pic.twitter.com/JlA2VZUJ1J
— شبكة رصد (@RassdNewsN) November 27, 2022
ولتوضيح هذا الأمر غردت إحدى النشطاء قائلة: “سؤال بمليون دولار: ليش مراسل إسرائيلي بعده مضطر يردّد بصوت عالي “إسرائيل أمر واقع! إسرائيل أمر واقع!” مع إنه أغلب الدول اعترفت فيها من أكتر من 70 سنة؟، أكيد مراكز الأبحاث وخبراء العلاقات العامة بإسرائيل رح يحاولوا يلاقوا جواب، بعد تجربة مونديال قطر القاسية
سؤال بمليون دولار: ليش مراسل إسرائيلي بعده مضطر يردّد بصوت عالي "إسرائيل أمر واقع! إسرائيل أمر واقع!" مع إنه أغلب الدول اعترفت فيها من أكتر من 70 سنة؟ أكيد مراكز الأبحاث وخبراء العلاقات العامة بإسرائيل رح يحاولوا يلاقوا جواب، بعد تجربة مونديال قطر القاسيةhttps://t.co/AyekGwzysV
— Sanaa Diana Khouri (@Sanaakhouri) November 27, 2022
إنكار الهوية
ووصل الأمر إلى قيام صحفي من إسرائيل بإنكار أنه ينتمي للدولة العبرية عندما سأله أحد المشجعين عن بلده، حيث قال ويقول إنه من الإكوادور، بينما هتف صاحب الفيديو أمامه بقوله Free Palestine للتأكد من هويته، فاضطر الصحفي الإسرائيلي لترديد نفس الهتاف حتى لا ينكشف أمره، وتبين بعد ذلك أنه الصحفي الإسرائيلي راز شاشنيك Raz shechnik.
وفي وقت لاحق غرد هذا الصحفي منتقدًا حجم الكراهية الذي شعر به له ولبلده “إسرائيل” من جانب المشجعين قائلًا: “بعد عشرة أيام في الدوحة، من المستحيل عدم إطلاعكم على ما نمر به هنا، نحن لا نريد التجميل، نشعر بالكراهية، نحن محاصرون بالعداء، نحن غير مرحب بنا”.
https://twitter.com/MunaHawwa/status/1596160100040724485?s=20&t=7EHGFBgmobkRnNcjXqO5hQ
وفي الإطار نفسه اضطر صحفي إسرائيلي آخر لإخفاء هويته بعد أن شعر برد فعل رافض له من جانب سائق التاكسي الذي كان يستقله، حيث سأل الرجل الصحفي عن بلده فرد قائلًا: “إسرائيل”، فعاد الرجل ليسأله مرة أخرى بدهشة: “هل أنت متأكد؟”، فتراجع الصحفي الإسرائيلي وقال له: “لا أنا من البرتغال”، فرد عليه الرجل قائلًا: “لو كنت من إسرائيل لأوقفت السيارة وأعدتك إلى مكانك”.
"من أي دولة أنت؟ "إسرائيل"، "هل أنت متأكد؟"، "لا أنا من البرتغال"، "لو كنت من إسرائيل لأوقفت السيارة وأعدتك إلى مكانك".. شاهد الحوار بين سائق في قطر وصحفي إسرائيلي اضطر للادعاء بأنه من البرتغال pic.twitter.com/iCPpf6w2tm
— مجلة ميم (@MeemMagazine) November 27, 2022
وأكد الإعلام الإسرائيلي أنّ “السلطات الإسرائيلية قلقة مما يحدث للإسرائيليين في قطر، وأنها أرسلت لهم توصيةً بعدم التحدث بالعبرية في الشوارع، وعدم إظهار أيّ علامات تدلّ على هويتهم الإسرائيلية”.