الراديوطبيبك الخاص

تحذير هام.. هذه الأدوية تؤثر على خصوبة الرجال والنساء وتسبب العقم

أجرى الحوار: ليلى الحسيني ــ أعده للنشر: أحمد الغـر

حلقة جديدة من برنامج “اسألوا الدكتور شما”، مع خبير الخصوبة الدكتور فائق نيكولاس شمّا، الحاصل على البورد الأمريكي في أمراض العقم، وأخصائي الغدد الصماء والأمراض التناسلية.

حيث دارت الحلقة حول تأثير بعض الأدوية على الخصوبة والعقم، وأهم النصائح والإرشادات حول أسلوب الحياة الصحي للحفاظ على الخصوبة.

الحق في الإجهاض
* في البداية د. شما، دعنا نلقي الضوء على الولايات التي اختار الناخبون فيها أن يكون الحق في الإجهاض منصوصًا عليه في دساتير ولاياتهم، مثل ميشيغان التي صوّت الناخبون فيها لتكريس الحق في الإجهاض في دستور الولاية، كيف سينعكس ذلك على عملكم؟

** لن ينعكس إيجابًا ولا سلبًا، فنحن لا نجري عمليات الإجهاض، ولكنني في نفس الوقت أحترم رأي النساء في تقرير هذا الحق الذي يخصهن، وبالنسبة لميشيغان فأظن أننا يجب أن نحترم رأي الأغلبية التي صوتت لصالح هذا القرار، وربما يكون ذلك أفضل حتى لا يتم إجراء الإجهاض بطريقة سرية وغير صحية.

أدوية بلا وصفة
* يُقبل الغالبية العظمى من المرضى بشكل عام على تناول بعض الأدوية دون استشارة الطبيب، لاعتقادهم أن هناك بعض المشكلات الصحية التي يمكن التعافي منها دون مراجعة الطبيب، فكيف ترى هذا الموضوع؟

** هذا الموضوع مضحك ومبكي في ذات الوقت، أتذكر مثلاً لو جاءنا أحد الأهل من لبنان لزيارتنا فإنه يعود ومعه حقيبة مكدسة بالأدوية، ليس فقط لعدم توافرها هناك، وإنما لأنه أيضًا يأخذ أدوية قد لا يحتاجها بالأساس.

وحتى هنا في الولايات المتحدة أجروا دراسة في السابق وجدوا فيها نصف أفراد الشعب الأمريكي أخذوا دواءً واحدًا خلال الـ 30 يومًا الماضية، و20% منهم أخذوا 3 أدوية، وكل هذه الأدوية بدون وصفة طبية، هذه النسبة طبعًا في بلادنا العربية تزيد عن ذلك بكثير.

* هل هذه النسبة متوازنة بين الأمريكيين من أصول شرق أوسطية وغيرهم هنا في أمريكا؟

** بالتأكيد، فمعظمنا يُوصف الأدوية حتى بدون علم أو خبرة، وفي بلادنا في الشرق تجدين الجميع يقومون بوصف الأدوية، ورغم أنني طبيب فإنهم يصفون لي أدوية أكثر مما أصفها لغيري!

ولكن أيضًا من المؤسف أن هناك أدوية كثيرة يأخذها الناس بكثرة وتُصرف بلا وصفة، وإلى جانب ذلك هناك أشياء خطيرة أخرى تؤثر على الخصوبة والقدرة على الإنجاب مثل الكحول وتدخين التبغ، فتقريبًا 55٪ من النساء بعمر القدرة على الإنجاب في الولايات المتحدة تتناولن مشروبًا كحوليًا، وغالبًا هذه النسبة أقل في جاليتنا، وهناك 23 إلى 25٪ منهن تقمن بالتدخين، و10٪ منهن تتعاطين المخدرات، ونصف هذه النسب تقريبًا موجودة لدى الحوامل.

هذه الأرقام صادمة، والمؤسف أن نسبة القدرة على الإنجاب تقل 50٪ بسبب هذه العوامل، فإذا كانت المرأة تريد إجراء عملية أطفال أنابيب وهي مدخنة، فإن نسبة نجاح العملية تقل بحوالي 50٪ تقريبًا.

نمط الحياة
* كيف يؤثر نمط الحياة ونوعيتها “Life Style” على خصوبة الرجال والنساء معًا؟

** تؤثر بدرجة كبيرة بالطبع، ولا سيّما السمنة المفرطة، وتأتينا نساء عديدات ترغبن في الحمل، ولكن نسبة الـ “BMI” لديهن فوق الـ 50، وهذا يؤثر سلبًا بشكل كبير على قدرتهن على إنتاج بويضة شهريًا بشكل منتظم.

وهناك 40٪ من المشكلات النسائية المرتبطة بالعقم وعدم القدرة على الإنجاب تكون بسبب عدم إنتاج بويضة شهريًا، و95٪ من هذه الحالات يكون السبب هو السمنة.

* ما هي نصائحك بخصوص الـ “Life Style” من أجل صحة إنجابية جيدة؟

** بدايةً، على الزوجين أن يكون بينهما حالة من الحب والوفاق، بالإضافة إلى ضبط الوزن، وعدم التدخين، وعدم شرب المشروبات الكحولية، والابتعاد تمامًا عن المخدرات، وكمثال بسيط.. في حالة كانت الأم الحامل تتناول الكحول أثناء فترة الحمل، فإن هذا يؤثر سلبًا بشكل كبير على صحة الولد،

مثال آخر.. إذا كانت المرأة وزنها زائد بشكل كبير فمن المحتمل أن تُصاب بالسكري أثناء الحمل، وهو ما يؤدي إلى مضاعفات سلبية خطيرة على الجنين، أما بالنسبة للحامل المدخنة فإن هذا يؤثر سلبًا على نسبة الأوكسجين التي تصل إلى الجنين.

عمليات ناجحة
* حتى نعطي أملاً للمستمعين، كم عملية ناجحة إلى الآن قامت بها مراكز “IVF”؟

** من الصعب جدًا أن أذكر الرقم بدقة، ولكن دعيني أقول إن من بين كل 100 شخص يأتون إلينا هناك 95٪ منهم يعودون إلى بيوتهم ومعهم ولد، ربما لا ينجح الأمر من أول عملية، ولكن في النهاية 95٪ من الحالات تعود إلى منازلها ومعها ولد.

معاناة من أجل الإنجاب

* النجمة العالمية جينيفر أنيستون تحدثت مؤخرًا على العلن عن حالتها النفسية والضغوط الرهيبة التي تعرضت لها من الصحافة، ووصفوها بالأنانية، وهم لا يعرفون كم عانت حتى تستطيع أن تنجب طفلاً، ولم يعرفوا كم كان حجم هذه المعاناة، أظن أنها في الخمسينات من عمرها، هل هذا صحيح دكتور؟

** نعم، صحيح، ولا أعلم مع من الأطباء تابعت خلال تلك الفترة، وهنا نعاود ونؤكد مرة أخرى على ضرورة اختيار الطبيب الجيد والمؤهل من أجل المتابعة معه فيما يخص الحمل والإنجاب، لا سيّما إذا كانت الحالة صعبة أو فرصها في الحمل ليست كبيرة.

أدوية الجيم والعضلات

ولو عاودنا إلى الحديث عن الأدوية المؤثرة على الخصوبة والقدرة على الإنجاب، سنجد أن الأدوية التي يتناولها بعض الرجال أثناء تدربهم في الصالات الرياضية أو الجيم لتضخيم العضلات، من الأسباب الرئيسية وراء التأثير السلبي على قدرتهم على الإنجاب.

وهناك 3 مليون رجل تقريبًا في الولايات المتحدة يتناولون هذه الأدوية التي تؤدي إلى تضخيم العضلات، والمضحك المبكي في هذا الشأن أن هناك 1.5٪ من النساء يتعاطون هذه الأدوية أيضًا.

هذه الأدوية، التي تسمى الستيرويدات، لا تؤثر سلبًا فقط على عدد النطف الموجودة بالسائل المنوي، وإنما أيضًا على التركيبة الجينية لها، لذا أنصح كل المستمعين، وخاصةً الشباب، بتجنب تعاطي هذه الأدوية لتأثيرها السلبي الكبير على الخصوبة والقدرة على الإنجاب.

مشروبات الطاقة
* معنا سؤال من إحدى المستمعات، تسأل فيه عن مشروبات الطاقة، ما مدى تأثيرها قدرة الشباب على الإنجاب مستقبلاً؟

** عادةً عند النساء، إذا كانت المرأة تشرب كافيين أكثر من 300 ملليجرام خلال النهار، فإن هذا يؤثر سلبيًا على قدرتها على الإنجاب، أما عند الرجال فالأمر غير معروف على وجه الدقة، بسبب عدم وجود دراسات تؤشر إلى ذلك، ولكن الملاحظ أن النطف تسير بسرعة أكبر نتيجة تناول الكافيين، مثل القهوة والشاي ومشروبات الطاقة، لكن بشكل عام هذه المشروبات لها تأثيرات جانبية أخرى على الضغط وغيرها.

أدوية ضارة بخصوبة الرجال
* ما هي الأدوية التي قد تؤثر على الخصوبة عند الرجال؟، وما هي الأدوية التي يمكن أن تسبب عقمًا دائما؟

** هنا أنواع كثيرة من الأدوية المعروفة تؤثر سلبيًا على القدرة على الإنجاب، أهمها الأدوية التي تقاوم السرطان، والتي يكون الشخص مجبرًا على تناولها لعدم وجود حل آخر، فهي تؤثر سلبيًا بشكل كبير جدًا على القدرة على الإنجاب لدرجة أن عدد النطف تصل صفر، والأمر لا يتوقف عند الأدوية فقط بالنسبة للحالات السرطانية وإنما الإشعاع أيضًا.

الأدوية الأخرى هي الأدوية الهرمونية التي يأخذها الرجال لعلاج ضررٍ ما، مثل أدوية علاج تساقط الشعر، فهذه تؤثر سلبيًا على عدد النطف وتكوينها، وبالمناسبة تأثير هذه الأدوية تحديدًا قد لا يكون دائم في المستقبل، أيضًا هناك الأدوية المضادة للروماتيزم وأدوية مرض النقرس.

وهناك أيضًا الأدوية المضادة للاكتئاب، وهذه الأدوية تؤثر سلبيًا على القدرة على الإنجاب لدى النساء والرجال، وحتى الأدوية المضادة لبعض أنواع الالتهابات، وهناك تأثير سلبي غير مباشر للمسكنات أيضًا على عدد النطف، ومن ثمَّ القدرة على الإنجاب.

والمؤسف أن غالبية هذه الأدوية تحصل على الموافقة بالرغم من ضرورة إجراء دراسات عليها متعلقة بتأثيرها على قدرة الرجال والنساء على الإنجاب بعد تعاطيها.

* ما السبب برأيك في هذا، رغم كوننا في بلد متقدم؟

** السبب بسيط وهو أن تكلفة هذه الدراسات مرتفعة جدًا، قد تصل إلى ملايين الدولارات، كما أن إجراء هذه الدراسات والاختبارات يبدأ أولاً بالحيوانات، ثم لاحقًا على البشر.

أدوية ضارة بخصوبة المرأة

* جاءنا سؤال آخر عن أدوية الحموضة، هل لها تأثير على قدرة الإنسان على الإنجاب؟

** كل أدوية الحموضة تؤثر سلبيًا على عدد النطف، ولكن تأثيرها ليس بكبير، وكما قلنا سابقًا فإن هذه الأدوية أيضًا من النوع الذي يتوقف تأثيره بعد فترة من إيقاف الدواء ذاته.

* ما هي الأدوية التي تؤثر سلبيًا على القدرة الإنجابية للمرأة؟

** أولاً وبشكل عام، كل الأدوية التي يتم تناولها بشكل كبير ودون الحاجة إليها تؤثر سلبيًا على القدرة الإنجابية للمرأة، لأنها تؤثر على قدرتها على إنتاج بويضة كل شهر، يُضاف إليها أيضًا الأدوية ومستحضرات التجميل المرتبطة بالعناية بالشعر والجلد، والتي تكون لها علاقة بالهرمونات، فهذه تؤثر سلبيًا على قدرة المرأة الإنجابية.

هناك أيضًا الأدوية الخاصة بعلاج الصرع، وهذه تؤثر سلبيًا سواءً عند الرجال أو عند النساء، وكذلك أدوية الضغط والأدوية الخاصة بعلاج السرطان والعلاج الإشعاعي، وبالمناسبة هناك بعض الأدوية التي يكون لها تأثير سلبي إذا تم تعاطيها أثناء الحمل.

* نصيحة أخيرة من أجل صحة إنجابية جيدة؟

** إذا توقف الرجال والنساء عن العادات السيئة المرتبطة بشرب الكحول، أو تعاطي المخدرات، أو تناول الأدوية دون وجود حاجة ماسة وضرورية إليها، فإن كل هذه الأمور تساعد على صحة إنجابية بدون مشكلات.

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى