فاز الجمهوريون بأغلبية مجلس النواب رسميًا اليوم الأربعاء، بعد أن تأكد حصولهم على 218 مقعدًا حتى الآن، وهو العدد اللازم لسيطرتهم على أغلبية المجلس، فيما حصل الديمقراطيون على 210 مقعدًا، وفقًا لوكالة “رويترز“.

وقالت الوكالة إن هذا الفوز يمهد الطريق لكونغرس منقسم لمدة عامين، في ظل سيطرة الحزب الديمقراطي الذي ينتمي إليه الرئيس جو بايدن على مجلس الشيوخ، بعد حصوله على 50 مقعدًا مقابل 49 مقعدًا للجمهوريين، فيما لا زال مقعد جورجيا ينتظر الحسم في جولة الإعادة يوم 6 ديسمبر المقبل.

كما تعني هذه النتائج أن الزعيم الجمهوري في مجلس النواب كيفن مكارثي سيتولى رئاسة مجلس النواب خلفًا للديمقراطية نانسي بيلوسي، التي لم تحدد حتى الآن هل ستستمر في قيادة الأقلية الديمقراطية في المجلس، أم ستكتفي بما قدمته حتى الآن وتترك المجال لقيادة جديدة.

Republicans have officially flipped the house! 🇺🇸 🇺🇸 🇺🇸 pic.twitter.com/xCwER4Ue3c

— GOP (@GOP) November 17, 2022

أغلبية ضعيفة

ووفقًا لوكالة “أسوشيتد برس” فإن فوز الجمهوريين بالسيطرة على مجلس النواب يعيدهم إلى السلطة جزئيًا في واشنطن، ويمنحهم الفرصة لإفساد أجندة الرئيس بايدن، وفتح سلسلة من التحقيقات بشأنه وبشأن إدارته ونجله هانتر.

لكن الأغلبية الضعيفة للجمهوريين، والتي حصلوا عليها بفارق 8 مقاعد فقط حتى الآن ستشكل تحديًا أيضًا لقادة الحزب الجمهوري، وتعرقل قدرتهم على تنفيذ أجندتهم.

ولا تزال النتائج النهائية الكاملة غير واضحة وربما يستغرق الوقت عدة أيام أو أسابيع للكشف عنها، مع استمرار فرز الأصوات في عدة دوائر، حيث تم الإعلان عن نتائج 428 من إجمالي 435 مقعد انتخابي.

وهو ما يعني أن هناك 7 مقاعد لم تحسم بعد حتى الآن، كما يعني أيضًا أن الجمهوريين في طريقهم للحصول على أضيق أغلبية للحزب منذ منافسة عام 2001، التي حصل فيها الجمهوريون على أغلبية 9 مقاعد فقط (221 مقابل 212) مع اثنين من المستقلين.

وهذا العدد أقل بكثير من الانتصار الكاسح الذي تنبأ به الحزب الجمهوري والرئيس السابق دونالد ترامب في انتخابات التجديد النصفي لهذا العام، حيث كان الحزب يأمل في إعادة ضبط جدول الأعمال في الكابيتول هيل من خلال الاستفادة من التحديات الاقتصادية وتراجع شعبية بايدن بسبب التضخم وارتفاع الأسعار.

Nancy Pelosi has officially been fired! https://t.co/O8X0An3rjm

— Ronna McDaniel (@GOPChairwoman) November 16, 2022

فوضى تشريعية

هذه الهوامش الضيقة لأغلبية الجمهوريين قلبت توجهاتهم رأساً على عقب، ودفعت إلى توجيه أصابع الاتهام بشأن الخطأ الذي حدث في الانتخابات، حيث ألقى البعض باللوم على ترامب في النتائج التي جاءت أسوأ من المتوقع، حيث خسر العديد من المرشحين الذين دعمهم ترامب، فيما كافح الباقون للفوز بصعوبة على نظرائهم الديمقراطيين

وعلى الرغم من الأداء المخيب للحزب الجمهوري، فإنهم سيتولون السيطرة على اللجان الرئيسية في مجلس النواب، مما يمنحهم القدرة على صياغة التشريعات، وإطلاق تحقيقات مع بايدن وعائلته وإدارته.

وهناك اهتمام خاص بالتحقيق في المعاملات التجارية الخارجية لابن الرئيس هانتر بايدن، وأثار بعض المشرعين الأكثر تحفظًا احتمال سعيهم لعزل بايدن ، على الرغم من أنه سيكون من الصعب جدًا على الحزب تحقيق ذلك.

لكن قد يواجه أي تشريع يصدر عن مجلس النواب عقبات شديدة في مجلس الشيوخ، الذي فاز الديمقراطيون بأغلبية ضئيلة فيه. ويتطلع كلا الحزبين إلى جولة الإعادة في جورجيا في 6 ديسمبر المقبل باعتبارها فرصة أخيرة لترسيخ صفوفهما.

GOP is on the ground and ready to help get Herschel Walker elected to Congress! pic.twitter.com/Yu4863mOHm

— GOP (@GOP) November 16, 2022

كما أن الأغلبية الضعيفة للجمهوريين في مجلس النواب، قد تؤدي لحدوث فوضى تشريعية، وتصعب من مهمة قادة الحزب الجمهوري في كسب الدعم الكامل لأعضائهم للتشريعات التي يريدون تمريرها.

وتعهد المرشحون الجمهوريون خلال الحملة الانتخابية بخفض الضرائب وتشديد الأمن على الحدود. يمكن للمشرعين الجمهوريين أيضًا حجب المساعدات لأوكرانيا أثناء خوضها حربًا مع روسيا، أو استخدام التهديد بالتخلف عن سداد ديون البلاد كرافعة لاستخراج التخفيضات من الإنفاق الاجتماعي والاستحقاقات، لكن كل هذه المساعي ستواجه صعوبة بالنظر إلى مدى صغر الأغلبية الجمهورية.

مكارثي يخلف بيلوسي

وكادت هذه النتائج أن تؤدي إلى تعقيد خطط زعيم الجمهوري كيفن مكارثي ليصبح رئيسًا لمجلس النواب، حيث خشي البعض من عدم تصويت الأعضاء المحافظين له، أو فرض شروطهم عليه مقابل دعمهم له.

من جانبه احتفل مكارثي بفوز حزبه بالأغلبية بعد حصولهم رسميًا على 218 مقعدًا، وغرد على حسابه بموقع تويتر قائلًا: “الجمهوريون قلبوا مجلس النواب رسميا!.. الأمريكيون مستعدون لتوجه جديد، والجمهوريون في المجلس مستعدون لذلك”.

🚨 BREAKING 🚨 Republicans have officially flipped the People's House! Americans are ready for a new direction, and House Republicans are ready to deliver. pic.twitter.com/JIRrLEhKQe

— Kevin McCarthy (@GOPLeader) November 17, 2022

في المقابل هنأ الرئيس جو بايدن مكارثي، قائلاً إنه “مستعد للعمل مع الجمهوريين في مجلس النواب لتحقيق نتائج جيدة للأسر العاملة”.

وسبق أن أكد ترامب أن نتائج الانتخابات النصفية أكدت قوة ومرونة الديمقراطية الأمريكية. وقال بايدن في بيان إنه “كان هناك رفض قوي لمنكري الانتخابات والعنف السياسي والترهيب، وكان هناك رسالة قوية بأن إرادة الشعب تسود في أمريكا”. وأضاف أن “المستقبل واعد للغاية، بحيث لا يمكن أن نقع في شرك الحرب السياسية”.

I’m an optimist but I’m not surprised Senate Democrats held the majority.

Working together, we’ve delivered historic progress for working families.

Americans chose that progress.

— President Biden (@POTUS) November 13, 2022

الأغلبية الجديدة للجمهوريين في مجلس النواب ستُدخِل مجموعة جديدة من القادة إلى واشنطن، وأبرزهم كيفن مكارثي الذي تم انتخابه لخلافة رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي في المنصب الأعلى، حيث يتوقع ان يقود مكارثي موسمًا صاخبًا للجمهوريين في مجلس النواب، الذين يتحالف معظمهم مع سياسة ترامب.

وفاز مكارثي بالترشيح لمنصب رئيس مجلس النواب يوم الثلاثاء الماضي، على أن يتم تنصيبه تصويت رسمي عندما يجتمع الكونغرس الجديد في يناير المقبل.

وقال مكارثي بعد فوزه بالترشيح: “أنا فخور بإعلان انتهاء حقبة حكم الحزب الواحد الديمقراطي في واشنطن”.

The era of one-party rule in Washington is OVER. https://t.co/xHFbJTw9PO

— Kevin McCarthy (@GOPLeader) November 15, 2022

كما قال في تغريدة أخرى: “بصفتي رئيسًا لمجلس النواب سأتخذ إجراءً لإصلاح ما أفسدته نانسي بيلوسي.. سيبدأ عمل الجمهوريين في مجلس النواب على الفور، سنفي بالتزامنا لأمريكا، وسنحاسب هذه الإدارة، ونوقف أجندة بايدن”.

As Speaker—I will take action to fix what Nancy Pelosi so badly broke.

House Republicans' work begins immediately:
• Deliver on our Commitment to America
• Hold this Administration accountable
• Stop the Biden agenda pic.twitter.com/ATYpIhOrLu

— Kevin McCarthy (@GOPLeader) November 16, 2022

ويمثل مكارثي ولاية كاليفورنيا في مجلس النواب منذ عام 2007. وأعلن ترشحه رسميًا لمنصب رئيس مجلس النواب الأسبوع الماضي، في رسالة إلى الجمهوريين في مجلس النواب حثتهم على “البقاء معا والحفاظ على مهمتنا”.

وكان مكارثي قد سعى سابقا للحصول على منصب رئيس مجلس النواب في عام 2015، لكنه اضطر إلى الانسحاب بعد زلة لسان حول الهجمات التي استهدفت القنصلية الأمريكية في ليبيا وأدت إلى مقتل السفير الأمريكي. وفقًا لموقع “بي بي سي“.

وأصبح مكارثي زعيم الأقلية في مجلس النواب بعد أن فقد الجمهوريون السيطرة على المجلس في الانتخابات النصفية لعام 2018، وخلال تلك الفترة طور علاقته بقوة مع الرئيس السابق دونالد ترامب.

وحقق مكارثي فوزًا سهلا للفوز بترشيح الحزب الجمهوري لرئاسة مجلس النواب على منافسه عضو الكونغرس آندي بيغز، وهو يميني شعبوي من أريزونا حصل على 31 صوتا فقط مقابل 188 صوتًا لمكارثي.

ولضمان منصبه كرئيس لمجلس النواب، يجب أن يفوز مكارثي بأغلبية أصوات مجلس النواب بكامل هيئته، 218 صوتا، في التصويت المقرر في يناير، وحينها سيحل مكان رئيسة المجلس الحالية نانسي بيلوسي.

BREAKING: Republicans have officially won the House of Representatives.

Nancy Pelosi has been FIRED. pic.twitter.com/3QQ7hCFC3s

— RNC Research (@RNCResearch) November 16, 2022

في المقابل قد تواجه قيادة الجمهوريين في مجلس الشيوخ عقبات، خاصة بعد أن أعلن السيناتور ريك سكوت منافسة زعيم الأقلية الحالي ميتش ماكونيل، وسيكون ذلك بمثابة أول معارضة يواجهها ماكونيل منذ 15 عامًا، مما يشير إلى احتمال حدوث انشقاق داخل الحزب الجمهوري.