أعلن الرئيس السابق دونالد ترامب، ترشحه للانتخابات الرئاسية المقبلة التي ستجرى عام 2024، مشيرًا إلى أنه قدم أوراقه إلى لجنة الانتخابات الفيدرالية، معلنا رسميًا ترشيحه للرئاسة وإنشاء حساب لجمع التبرعات، وفقًا لشبكة CNN.

وقال ترامب، في خطاب ألقاه أمام مؤيديه بمقر إقامته في في منتجع مارالاغو بولاية فلوريدا: “من أجل جعل أمريكا عظيمة ومجيدة مرة أخرى، أعلن الليلة ترشحي لمنصب رئيس الولايات المتحدة”.

وأضاف قائلًا: “بلدنا في حالة رهيبة ونحن في ورطة كبيرة.. هذه ليست مهمة لسياسي أو لمرشح تقليدي، إنها مهمة لحركة تجسد شجاعة وثقة وروح الشعب الأمريكي”.

وتابع: “هذه حركة. هذه ليست لأي فرد.. إنها مهمة لعشرات الملايين من الأشخاص الفخورين يعملون سويًا من كل أنحاء الأرض من جميع مناحي الحياة، الصغير والكبير الأبيض والأسود الهسباني والآسيوي، العديد منهم ممن جلبناهم سويًا للمرة الأولى”.

ووفقًا لموقع “بي بي سي” فقد استمر خطاب ترامب لأكثر من ساعة، وتطرق إلى العديد من نفس الموضوعات التي كان يرددها على خشبة المسرح منذ شهور.

وشمل ذلك أمن الحدود واستقلال الطاقة والجريمة، فضلا عن الهجوم على سجل بايدن وما فعله منذ توليه منصبه، حيث قال إنه يريد منع حصول بايدن على ولاية رئاسية جديدة.

ووفقًا لشبكة nbcnews فقد وعد ترامب بأن المستقبل سيكون شبيهاً بالماضي إذا تم انتخابه، كما أعاد في خطابه صياغة العشرات من المظالم والمؤامرات القديمة التي أطلقها سابقًأ ومن بينها أن مكتب التحقيقات الفيدرالي فاسد، وأن نظام التصويت مليء بالاحتيال.

كما تعهد ترامب بإلغاء مبادرات الرئيس بايدن لمعالجة تغير المناخ والهجرة. ونسب لنفسه الفضل في إنشاء اقتصاد قوي قال إن بايدن أضعفه بسبب التضخم.

وأضاف: “جو بايدن هو وجه فشل اليسار وفساد واشنطن”. سأضمن أن جو بايدن لن يحصل على أربع سنوات أخرى.. بلدنا لم يستطع تحمل ذلك “.

تعليق بايدن وعائلة ترامب

من جانبه علق الرئيس بايدن على إعلان ترامب ترشحه للرئاسة قائلًا إن سلفه “خذل” بلاده خلال توليه منصبه.

ووصل الاهتمام بإعلان ترامب ترشحه إلى قمة العشرين التي يشارك بها بايدن في إندونيسيا، حيث سُئل الرئيس عما إذا كان لديه رد فعل على إعلان ترامب الترشح فأجاب قائلًا: “لا، ليس لدي تعليق في الحقيقة”.

لكن بايدن عاد ونشر مقطع فيديو لترامب على صفحته الرسمية بتويتر، وعلق على مقطع الفيديو قائلًا: “دونالد ترامب خذل أمريكا”.

Donald Trump failed America. pic.twitter.com/fylyocYcse

— Joe Biden (@JoeBiden) November 16, 2022

وكان بايدن قد نشر مقطع فيديو آخر قبل نحو 12 ساعة من إعلان ترامب الترشح، تضمن مقارنات بين رئاسته ورئاسة ترامب، وعلق عليها قائلًا: “الفرق بين الكلام والعمل”.

The difference between talking and delivering. pic.twitter.com/TC3X6H3nj0

— Joe Biden (@JoeBiden) November 15, 2022

وبعد دقائق من إعلان ترامب ترشحه للرئاسة، أصدرت ابنته إيفانكا بيانًا قالت فيه: “لا أخطط للانخراط في السياسة”. وكانت شبكة CNN قد ذكرت الأسبوع الماضي أن إيفانكا وزوجها جاريد كوشنر لن يخوضا حملات انتخابية بالنيابة عن والدها ترامب.

وقالت إيفانكا في البيان: “أنا أحب والدي كثيرًا. هذه المرة أختار إعطاء الأولوية لأطفالي الصغار والحياة الخاصة التي نخلقها كأسرة واحدة. لا أخطط للانخراط في السياسة”.

وتابعت: “أحب والدي وسأدعمه دائمًا، سأفعل ذلك بعيدًا عن الساحة السياسية. أنا ممتنة لشرف خدمة الشعب الأمريكي وسأظل دائمًا فخورة بالعديد من إنجازات إدارتنا”.

وكان قد رافق ترامب خلال خطاب إعلان ترشحه زوجته ميلانيا، حيث انضمت إليه على خشبة المسرح في نهاية الخطاب. بينما كان هناك عدد أقل من أفراد الأسرة الذين كانوا يحضرون المناسبات السابقة.

حيث لم تحضر إيفانكا ترامب ودونالد جونيور، بينما حضر مؤيدون بارزون له مثل الناشط السياسي روجر ستون، والرئيس التنفيذي لشركة MyPillow مايك ليندل، والنائب السابق ديفين الذي علق على ترشح ترامب قائلًا: “عودة أمريكا تبدأ الآن”.

توقيت صعب

وجاء إعلان ترامب بعد نحو أسبوع من الانتخابات النصفية، ويتوقع أن يواجه الرئيس السابق منافسة صعبة على الفوز بترشيح الحزب الجمهوري، وسط توقعات بترشح شخصيات أخرى قوية أمامه من بينها ناسب الرئيس السابق مايك بنس، وحاكم ولاية فلوريدا رون دي سانتيس.

وسبق أن قام ترامب  بتحذير دي سانتيس، الذي حقق فوزًا كبيرًا في الانتخابات النصفية، من الترشح لانتخابات 2024، قائلًا إن ذلك سيضر بالحزب الجمهوري.

وخلال الانتخابات النصفية التي جرت في وقت سابق من الشهر الحالي، حقق الجمهوريون أغلبية بسيطة في مجلس النواب، وفشلوا في ضمان فوز كبير كما كانوا يتوقعون، بينما نجح الديمقراطيون في الاحتفاظ بالأغلبية في مجلس الشيوخ وانتزعوا مقعدًا مهمًا من الجمهوريين.

وقالت مصادر إن الرئيس السابق ليس في حالة معنوية جيدة بعد أن فشل العديد من المرشحين البارزين الذين أيدهم في الانتخابات النصفية في تحقيق الفوز، وتساءل بعض الجمهوريين عن نفوذه المتضائل داخل الحزب. وفقًا لشبكة CNN

وكان الناخبون قد رفضوا إلى حد كبير دعم المرشحين الذين أيدوا مزاعم ترامب بشأن تزوير نتائج انتخابات الرئاسة في عام 2020. كما وجد كثير من المرشحين البارزين الذين دعمهم ترامب مشقة في الاحتفاظ بمناصبهم أو تكبدوا خسارة كبيرة.