
في مكان ما من العالم سيولد اليوم الثلاثاء الطفل رقم 8 مليار من سكان كوكب الأرض، وهي بالفعل لحظة فارقة في تاريخ البشرية، ليس فقط لوصول عدد سكان العالم إلى هذا الرقم الكبير، ولكن لأن هذا التطور يأتي قبل أن تبدأ معدلات الولادة بالتباطؤ.
كما يأتي وسط تحذيرات من جانب الأمم المتحدة بأن تعداد سكان العالم، رغم نموه حاليًا، سينكمش قريبًا، حيث تشير الإحصاءات إلى أنه بينما استغرق نمو سكان العالم من 7 إلى 8 مليارات، 12 عامًا، سيستغرق الأمر حوالي 15 عامًا حتى يصل عددهم إلى 9 مليارات في عام 2037، وهو مؤشر على تباطؤ معدل النمو الإجمالي لسكان العالم. وفقًا لشبكة (CNN).
في الوقت نفسه حذرت الأمم المتحدة من أن هذا النمو غير المسبوق سببه المستويات العالية من الخصوبة في بعض الدول، بالإضافة الزيادة التدريجية في عمر الإنسان بسبب التحسينات التي أُجريت على الصحة العامة والتغذية والنظافة الشخصية والطب.
وقالت الأمم المتحدة إن الدول التي يوجد بها أعلى معدل نمو سكاني على مستوى العالم هي أيضًا تلك الدول ذات الدخل الأدنى للفرد، ويقع معظمها في إفريقيا، مشيرة إلى أنه في هذه البلدان يمكن للنمو السكاني السريع أن يحبط تحقيق أهداف التنمية.
السكان وأزمة المناخ
كما يحذر الخبراء من أن ارتفاع عدد سكان العالم يشكل تحديًا آخر في ظل ارتفاع درجة حرارة الأرض بما يقرب من 0.9 درجة مئوية (1.6 درجة فهرنهايت) منذ أن وصل العالم إلى 4 مليارات نسمة في عام 1974.
ووفقًا لوكالة “أسوشيتد برس” يقول الخبراء إن العالم يزداد سخونة وازدحامًا في نفس الوقت، والمسألتان متصلتان، لأن المزيد من الأشخاص يعني المزيد من استهلاك الطاقة، والتي ينتج معظمها من حرق الوقود الأحفوري، ويتسبب في ارتفاع درجة حرارة كوكب الأرض.
ويؤكد الخبراء أن الطفل المولود الذي سيكون رقم 8 مليار “لن يحصل على ما حصلنا عليه.. لأنه لا توجد موارد كافية”.
ويشير الخبراء إلى أن المشكلة ليست في زيادة عدد السكان في مكان ما بقدر ما هي في معدل استهلاك هؤلاء السكان للوقود الأحفوري وإنتاج الانبعاثات الضارة بالمناخ.
فعلى سبيل المثال فإن كينيا، التي تعاني من الجفاف المدمر، يبلغ عدد سكانها 55 مليون نسمة، أي حوالي 95 مرة أكثر من سكان ولاية وايومنغ، لكن وايومنغ تنبعث منها غازات أكسيد الكربون بأكثر من 3.7 مرة مثل كينيا.
ويبلغ عدد سكان إفريقيا ككل 16.7% من سكان العالم، ولكن تاريخياً لا تصدر سوى 3% من انبعاثات الكربون العالمية، بينما يوجد في الولايات المتحدة 4.5% من سكان الكوكب، ولكنها منذ عام 1959، قامت بإخراج 21.5% من ثاني أكسيد الكربون المسبب للاحتباس الحراري. ويقول عالم المناخ، بيل هير: “السؤال لا يتعلق بالسكان بل بأنماط الاستهلاك”.
زيادة وتباطؤ
ويقول الخبراء إن سكان العالم يتزايدون في الغالب في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى وجنوب آسيا “وهم أقل مساهمة في تغير المناخ الذي من صنع الإنسان.
وأوضحوا أن 8 دول، 5 منها في إفريقيا و3 في آسيا، ستشهد على الأقل نصف النمو السكاني من الآن وحتى عام 2050. وهم مصر وإثيوبيا وتنزانيا ونيجيريا وجمهورية الكونغو الديمقراطية وباكستان والهند والفلبين.
وأوضحوا أن النمو السكاني في جميع أنحاء العالم قد تباطأ بشكل كبير، ومن المرجح أن يبلغ ذروته في وقت ما من هذا القرن، وهو الآن ينخفض إلى أقل من 1% سنويًا. لكن انبعاثات الكربون تتزايد بوتيرة أسرع، بزيادة قدرها 1% هذا العام عن العام الماضي 2021.