أخبار أميركاتقارير

دي سانتيس يهدد حلم ترامب بالعودة للبيت الأبيض.. والرئيس السابق يعيش أضعف لحظاته

قبل الانتخابات النصفية كان رون دي سانتيس، حاكم فلوريدا، لا يمثل مشكلة كبيرة بالنسبة للرئيس السابق دونالد ترامب، ورغم كل التوقعات التي كانت تشير إلى أن دي سانتيس منافس محتمل على بطاقة الترشح عن الحزب الجمهوري في انتخابات الرئاسة المقبلة 2024، إلا أن ترامب كان يراه منافسًا تقليديًا يمكن التغلب عليه بسهولة كبقية الطامحين للترشح أمامه.

وبات ترامب ليلة الانتخابات النصفية وهو يمني نفسه بموجة حمراء وفوز كاسح لمرشحيه الذين دعمهم  ولحزبه الجمهوري، بما يرفع أسهمه ويطيح بآمال كل من يريدون الترشح أمامه، بل واستبق يوم الانتخابات بوعد أنه سيفجر مفاجأة تتعلق بإعلان ترشحه للرئاسة يوم الثلاثاء المقبل 15 نوفمبر.

لكن الرياح جاءت بما لا يشتهيه ترامب، فلم يحقق حزبه الموجة الحمراء، ولم يحقق المرشحون الذين دعمهم الفوز الكاسح، بل على العكس تمامًا فشل الكثير منهم في تحقيق الفوز.

رسالة واضحة

وتلقى الحزب الجمهوري رسالة واضحة بعد ظهور نتائج الانتخابات، مفادها أن هناك رأي عام معارض لترامب وسياسته، وأن الرئيس السابق سيكون عقبة في طريق منافسات الحزب الانتخابية المقبلة، وليس قوة مضافة كما كان يعتقد هو ومناصروه.

في المقابل برز نجم حاكم فلوريدا دي سانتيس بقوة، بعد تحقيقه فوزًا كبيرًا، وإعادة انتخابه حاكمًا للولاية، مما عزز فرصه داخل الحزب ليكون مرشحًا محتملاً للانتخابات الرئاسية المقبلة، التي يعتزم ترامب خوضها ليحقق حلمه في العودة للبيت الأبيض.

ويبدو أن أسهم ترامب داخل الحزب الجمهوري قد تراجعت بعد أن فشل الجمهوريون في الحصول على أغلبية مريحة في مجلس النواب على عكس ما توقعوه، كما أنهم لا يزالون غير قادرين على حسم الأغلبية في مجلس الشيوخ.

وألقى كثيرون داخل الحزب باللوم على ترامب في النتائج السيئة التي حققها الجمهوريون، خاصة وأن النتائج أظهرت أن الناخبين رفضوا إلى حد كبير المرشحين الذين أيدوا مزاعم ترامب حول تزوير انتخابات عام 2020، كما واجه الكثير من المرشحين البارزين الذين دعمهم ترامب صعوبة في الاحتفاظ بمناصبهم أو تعرضوا لخسارة كبيرة.

صعود نجم دي سانتيس

في المقابل تعززت فرص دي سانتيس للمنافسة بقوة على بطاقة ترشح الحزب الجمهوري للانتخابات الرئاسية، خاصة بعد فوزه بفارق 20 نقطة على منافسه الديمقراطي، تشارلي كريست، وأصبح ينظر إليه على أنه مرشح محتمل قوي للرئاسة.

ووفقًا لموقع “بي بي سي” فقد كان فوزه في مقاطعة ميامي- ديد، على وجه الخصوص، والتي تعد واحدة من أكبر دوائر فلوريدا الانتخابية وأحد معاقل الديمقراطيين، هو أكبر فوز للجمهوريين منذ أربعة عقود.

وسبق أن فازت المرشحة الرئاسية الديمقراطية هيلاري كلينتون بهذه المقاطعة بفارق 29 نقطة مئوية عن ترامب في انتخابات عام 2016.

فيما فاز دي سانتيس على الديمقراطي تشارلي كرايست بنسبة 57% مقابل 42%، وهو أكبر فارق في سباق حكام ولاية فلوريدا منذ أن فاز جيب بوش بنحو 13 نقطة في عام 2002.

وأشار استطلاع رأي أجرته مؤسسة “إيسبوس” في أكتوبر الماضي، إلى أن 72 في المائة من الجمهوريين يرون أن دي سانتيس يجب أن يكون له قدر كبير من التأثير على مستقبل الحزب، مقارنة بـ64 في المائة قالوا الشيء نفسه عن ترامب.

وبدأ ديسانتيس فترة ولايته كمحافظ معتدل، لكنه تحول بشكل كبير إبان أزمة تفشي وباء كورونا، حيث ساعده نهجه في عدم التدخل في فرض الإجراءات الاحترازية (مثل الكمامات الإلزامية وجوازات السفر) على بناء سمعة لدى الجمهوريين في جميع أنحاء البلاد.

ودخل ديسانتيس بفلوريدا في العديد من المعارك الثقافية الأكثر استقطابًا في البلاد، مما جعله نجمًا مع الجمهوريين، وبصورة متزايدة تهديدا على المستوى الوطني للديمقراطيين الذين فشلوا خلال الانتخابات النصفية لعام 2022 في إقناع المنظمات الديمقراطية الوطنية بالإنفاق في فلوريدا كما فعلت في الدورات السابقة.

هجوم ترامب

ويبدو أن هذه التطورات أربكت حسابات ترامب الذي لم يجد أمامه وسيلة سوى شن حملة هجوم متتالية على خصمه المحتمل الذي أصبح في مركز قوة حاليًا، ومحاولة التقليل من شأنه، وإظهاره على أنه لا يصلح للترشح ولا للمنافسة على الرئاسة. وفقًا لشبكة ABC News.

وفي هذا الإطار انتقد ترامب منافسه رون دي سانتيس، ووصفه بأنه سياسي “عادي”. وفي بيان مطول نشره ترامب على حسابه بمنصته “Truth Social” وصف دي سانتيس بأنه سياسي خفيف الوزن، وقال إنه جاء إليه “في حالة يائسة” عند ترشحه لمنصب حاكم الولاية لأول مرة في عام 2017.

وأضاف: “كان لدى رون شعبية متدنية، واستطلاعات رأي سيئة، ولا يملك المال، لكنه قال لي إن دعمته، فيمكنه تحقيق الفوز.. لقد أصلحت أيضا حملته التي انهارت تمامًا”.

وأكد أن دي سانتيس “يخادع” بعدم إعلانه عدم الترشح للرئاسة في عام 2024، وحذره من أنه سيتكبد هزيمة كبيرة إن فعل ذلك.

وأشار ترامب إلى أنه سبق أن واجه منافسين مثل دي سنتيس في الانتخابات التمهيدية الرئاسية للحزب الجمهوري عام 2016 وتغلب عليهم بسهولة واحدًا تلو الآخر.

وسبق أن حذر ترامب حاكم ولاية فلوريدا من الترشح لانتخابات الرئاسة في عام 2024، قائلا إن ذلك سيضر بالحزب الجمهوري. وقال في تصريحات إعلامية: “أعتقد أنه دي سانتيس سيرتكب خطأ. أعتقد أن القاعدة الجماهيرية للحزب لن تحب ذلك”.

وأضاف: “لا أعرف ما إذا كان سيترشح. أعتقد أنه إذا ترشح، فقد يؤذي نفسه بشدة”. وأضاف “لا أعتقد أنه سيكون في صالح الحزب”.

وشدد ترامب على أنه في حال إعلان دي سانتيس عن ترشحه للرئاسة، فإنه سيكشف “أشياء عنه لن تكون جيدة للغاية”. وقال: “أعرف عنه أكثر من أي شخص آخر، ربما بخلاف زوجته”. ولم يقدم ترامب تفاصيل عن طبيعة المعلومات التي سيكشف عنها.

وأصبح الخلاف بين ترامب وحاكم فلوريد واضحا في تجمع حاشد لمرشح مجلس الشيوخ الجمهوري، محمد أوز، في ولاية بنسلفانيا، السبت الماضي، عندما سخر ترامب منه وأطلق عليه اسم رون دي سانكتيمونيوس، وهي كلمة تعني التظاهر بالورع. وأطلق ترامب هذا الاسم على منافسه بعد أن نشرت زوجة ديسانتيس مقطعًا يلمح إلى أنه مرسل من الله من أجل حرية الأميركيين. وفقًا لموقع “الحرة“.

موقف ضعيف

وانتقد جمهوريون الهجوم الذي يقوده ترامب ضد دي سانتيس، مشيرين إلى أن تصريحاته في هذا الشأن تعبر عن “سوء تقدير”، مؤكدين أن الموقف الذي أصبح فيه ترامب حاليًا هو الأضعف الذي رأوه فيه سياسيًا. وقال أحد كبار مساعديه: “إن رد فعله المبالغ فيه ضد DeSantis يزيد الأمر سوءًا”. وأضاف مساعد كبير آخر “هذا لن ينجح معه”.

في المقابل قال اثنان من كبار مسؤولي حملة دي سانتيس في وقت سابق لشبكة ABC News إن الحملة اتخذت قرارًا بعدم الرد على تهكم وسخرية ترامب.

وكان دي سانتيس قد قال عقب فوزه بالانتخابات في فلوريدا: “لم نفز فقط في الانتخابات بل أعدنا كتابة الخريطة السياسية”.. وهي العبارة التي اعتبرها كثيرون تمهيدًا لإعلان ترشحه للسباق نحو البيت الأبيض.

ووفقا لتقارير إعلامية فإن هذا الفوز سيشكل سياسة فلوريدا على الأرجح لسنوات، ويضع الحاكم الجمهوري في انتخابات رئاسية محتملة عام 2024.

وكان قد تم استقباله بتصفيق مدو من قبل حشد ضخم صاخب، في حفل بمركز مؤتمرات تامبا الذي يقول مستشارون إنه لم يكن مصممًا للاحتفال بإعادة الانتخاب فقط، بل أكثر من ذلك كمعاينة لما سيأتي، في إشارة إلى سباق 2024.

في غضون ذلك، نقلت تقارير عن الملياردير كين جريفين، المعروف بأنه من أكبر ممولي الحملات الانتخابية للجمهوريين، قوله إنه “سئم” من دونالد ترامب، مشيرًا إلى أن الوقت قد حان للانتقال إلى الجيل القادم”. وأعرب جريفين عن استعداده لدعم حاكم فلوريدا إذا ترشح للبيت الأبيض.

نصائح لترامب

في هذا الإطار قالت وكالة “أسوشيتد برس” إن بعض حلفاء ترامب نصحوه بتأجيل إعلان ترشحه للرئاسة، على خلفية نتائج الانتخابات النصفية المخيبة لآمال الجمهوريين.

وذكرت الوكالة أن النتائج المخيبة للآمال للجمهوريين تثير أسئلة جديدة حول شعبية ترامب ومستقبل الحزب الذى دعمه بالكامل، والذى يبدو أنه فى خطر، بينما منح فى نفس الوقت زخما جديدا لأحد أقوى منافسيه المحتملين.

 وحث بعض حلفاء ترامب الرئيس السابق الانتظار حتى حسم انتخابات الإعادة في جورجيا الشهر المقبل. وقالوا إن تركيز الحزب ينبغي أن ينصب بالكامل على انتخابات الإعادة في جورجيا بين المرشح المدعوم من ترامب لمقعد مجلس الشيوخ هيرسكيل والكر، والسيناتور الديمقراطي رافيل وارنوك، وهو المقعد الذي يمكن أن يحدد لمن ستكون الأغلبية في الشيوخ.

وقال أحد مستشاري ترامب إنه لو كان سينصحه فإنه سيحثه على تأجيل إعلانه إلى ما بعد الإعادة في جورجيا، فجورجيا تحتاج إلى تركيز كل جمهوري في البلاد في الوقت الراهن.

 فيما قال الحاكم الجمهوري لفيرجينيا، وينسوم إيرل سيرز، الذي كان ذات يوم مؤيدًا صريحًا لترامب، إن الناخبين أرسلوا “رسالة واضحة جدًا” يوم الثلاثاء مفادها أن “كفى”.

لقد تحدث الناخبون وقالوا إنهم يريدون زعيمًا مختلفًا. وعلق مراقبون على ذلك بقولهم إن القائد الحقيقي يفهم متى أصبح عبئا، ويفهم أن الوقت قد حان للخروج من المسرح. وأنه حان الوقت لقلب الصفحة”.

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى

اشترك مجانا في القائمة البريدية ليصلك كل جديد

نحترم خصوصية المشتركين